اليمن متحف حي بتاريخه العريق وجماله البديع

الثلاثاء, 19-يونيو-2007

ريبيكا تور- -
اليمن متحف حي بتاريخه العريق وجماله البديع
اليمن حافلة بالتاريخ الحي الواجب مشاهدته ، إذا كان عندك إحساس بالمغامرة وحب القدماء إذاً فزيارتك لليمن واجبه هذه البلاد الساحرة ستدهشك بتاريخها الساحر وثقافتها الثرية وهندستها المعمارية الجميلة ومناظرها الطبيعية الغير ملوثة لمحبين هذا الشيء الذي أشك بأنك ستجد مكان آخر مثله في العالم أقدم إليك هذه النصيحة لتكن زيارتك إلى اليمن.

قضينا خمسة أيام رائعة نستكشف المناظر نأخذ عينات من الأشياء المحلية التي تبعث البهجة ونتعرف على تقاليد وأسلوب حياة اليمنيين .

بدأت رحلتنا من صنعاء العاصمة اليمنية التي قادتنا إلى جبلة إب ، تعز( جبل صبر التربة المقاطرة ) طيور الباحة عدن ، قعطبة دمت ثم عدنا إلى صنعاء .

إذا كنت ممن سيزورون اليمن فيجب أن تأخذ معك دليل لرحلتك ليس ليضمن سلامتك في مختلف أنحاء البلاد لكنه بالنسبة لك ضروري إذا كنت ممن لا يتكلمون اللغة العربية ويكرهون المسار المتعب .

تقع صنعاء بارتفاع حوالي (2300) متر فوق سطح البحر إنه مكان فريد على الأرض من ناحية تاريخه الحي سترى هناك هندسة معمارية بارزة التي يرجع تاريخها إلى الآف السنين .

يعكس ناسها تاريخهم ببعض التقاليد التي تبقى دون تغيير إلى الآن ، من المحتمل أن الاختلاف الوحيد في الحياة الآن هو وسائل الراحة الحديثة التي يتمتعون بها مثل الكهرباء والماء والمجاري لكن في بعض أجزاء اليمن هذه الرفاهيات ما زالت لم تصل إليهم .

إن مدينة صنعاء القديمة تجذبك بشوارعها الضيقة الرومانسية ومنازلها العالية التي هي بعمر (600) إلى (700) سنة .

إن البنايات في باب شعوب بنيت تقريباً كلياً من الطين ما عدا الأساس من الحجارة تذهلك بنوافذها الزجاجية المزخرفة وبأبوابها التقليدية الملونة فبعض من الأسر الفقيرة غير قادرة على ترميم بيوتها لذلك تقوم منظمة اليونسكو بمساعدتهم في ترميمها كل طابق في المنزل يوجد فيه مطبخ وحمام ومجلس وغرف للاجتماعات والتي تبنى في أخر طابق لاستقبال الضيوف.

إنه لشيء مثالي أن طوابق جديدة تضاف فوق البيوت لمن سيتزوجون حديثاً في العائلة .

إن الاشيياء في صنعاء القديمة كما لو كنت تزور متحف حي .

وأنت تتمشى وسط المنازل العالية التقليدية سترى الناس يتمشون ويلعبون في الشوارع مثلما كان يفعل أسلافهم منذ القدم .

يتجول حولهم أطفال اصغر منهم سناً والبعض منهم مع آبائهم ، وكأن هذه الاجيال قد لا تتذكر ما ستعمل على خلاف أطفال الغرب و الذين يبدون أقل مادية جداً فهولاء الأطفال الموجودين يلعبون في الطرق بالإطارات ودودون جداً ويظهرون حرصهم الجاد لتعلم اللغة الإنجليزية بابتساماتهم التي لا تنتهي لآلة التصوير .

ستجد في المدينة القديمة سوق باب اليمن الذي هو بعمر ألف سنة تقريباً أنه مكان مذهل للزيارة ستجد هناك كل أنواع الخضار والفواكه والتوابل والملابس والمجوهرات واللحوم والعديد من العجائب الأخرى للاستكشاف .

المساومة جزء من المرح عندما تزور السوق ومع ذلك شعرت بأن هذا غريب جداً أخبرني الدليل السياحي سعيد شريان إن مفتاح المساومة الناجحة كانت أن تقدم أقل من نصف العدد الذي قدموه وفي نفس الوقت توافق ويجب أن تواجه البعض عندما تكون في منتصف السعرين .

عندما تكون في السوق يجب عليك أن تلقي نظرة للباب الضخم الذي يدعى باب اليمن هذا سيساعدك أن تتصور أن صنعاء مدينة محصنة تقفل بابها كل ليلة.

يفتح السوق حوالي الساعة السابعة صباحاً إلى الواحدة مساءً ، وهناك يباع القات ( المخدر المعتدل الشعبي جداً وقانوني أيضاً ) في أحد شوارع السوق قمنا بزيارة ( مركز المرأة الوطني ) لتطوير الحرف اليدوية .

ووجدنا هناك حقائب مصنوعة باليد بشكل حساس وشيلان وجلابيات كل هذه صنعتها النساء اليمنيات هناك ونقلنها إلى السوق مرة واحدة رأيت فيها مرأة يمنية غير محجبة في صنعاء فهن عادة محجبات ومصحوبات بأزواجهن وأقربائهم الذكور وبينما هم يسمحون لها بالقيادة إلا أن هذا ليس مشهداً عاماً.

أن الرجال نادراً ما يرون مرتدين بذلة كاملة ، المادة التزينية الوحيدة التي ستجدها نادرة هي أن تجد رجل يمني بدون الجنبية ( خنجر مقوس كبير ) التي يلبسونها حول الخصر وتمثل بالنسبة لهم الرجولة .

إن من الشائع والمقبول جداً أن ترى الرجل متشابكي الأيدي وهذا إن دل فإنما يدل على الود الصادق والاحترام لبعضهم البعض.

إن مضغ القات هي طريق الحياة الذي يسند اقتصادهم وثقافتهم الكاملة .

وإنه لمن المقبول جداً أن الأطفال في سن العاشرة يمكن أن تراه يمضغ ورق القات و يوجد في العاصمة صنعاء العديد من مصادر الجذب للسياح بما في ذلك يوجد أكثر من (50) مسجد بالعديد من المنارات والقباب والأقدم منها الجامع الكبير في صنعاء الذي يعود تاريخه إلى (628) بعد الميلاد ويقال أنه بني من قبل الوفد الذي أرسل من قبل النبي محمد والذي قيل لي بأنه أول من أمرهم بالصلاة باتجاه مكة المكرمة .

زوار صنعاء يجب أن يقوموا بجولة في ساحة المتحف الوطني في حي التحرير والذي يحتوي على مصنوعات يدوية مختلفة يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام حتى العصور الحديثة بما في ذلك النقش والتماثيل البرونزية والفنون والأواني الفخارية والملابس بالإضافة إلى المخطوطات والعملات المعدنية والأسلحة .

يقول الكثير إذا أنت لم تزر دار الحجر – قصر الصخرة – فأنت لم ترى صنعاء ، بني القصر أصلاً في عام (1600) لكنه أكمل بنائه من قبل الأمام يحيى كمنزل صيفي له في الثلاثينيات ، فتح رسمياً في عام 1996م كمتحف ويزروه في كل عام (400.000) سائح ، القصر مكون من خمسة طوابق يرتكز بشكل جميل على قمة صخرة محاطة بالكهوف بعمر (2.700) سنة ، صنعاء مكان مدهش .
اليمن بلد كبير ( بحجم فرنسا ) لذلك إنه لجدير أن تقوم برحلة في بعض المدن الأخرى.

كانت وجهتنا القادمة هي مدينة تعز التي تبعد عن العاصمة صنعاء بـ(250) كيلو متر تقطعها بحوالي خمس ساعات بالسيارة .

إن قيادة السيارة عبر بلاد اليمن متعة في المنظر الطبيعي المتغير للجبال الصخرية والمراعي الخضراء الخصبة والصحاري الذهبية كل هذا يعتبر نداً لغيوم السماء البيضاء المنقوشة ببساطة جميلة .

وإذا ذهبت بعيداً عن المدينة ستجد أن أسلوب زينة اليمني وطريقة حياته مختلفة كثيرة وتلاحظ ذلك كثيراً عند النساء اللتين بدلاً من أن يتحجبن كلياً يلبسن قبعات من القش وملابس ملونة قيل لي إنه شيء مألوف مع كل شخص في القرية فهن يشعرن بالأمان في قريتهن وهذه من المحتمل الحقيقة .

هناك العديد من الأسواق الأسبوعية في تعز التي هي جديرة بالزيارة تفتح من الساعة (6.30) صباحاً إلى (9.30) صباحاً .

من المحتمل أن الموقع السياحي الأبرز في تعز هو ( يفرس ) وهو منزل وقبر الشيخ الصوفي أحمد بن علوان الذي عاش في القرن الثالث عشر وسمي المسجد باسمه ، والشيء الآخر الجاذب للسياح هو مسجد الأشرفية الذي بناه الملك الأشرف (1229-1454) والذي تم ترميمه من قبل منظمة اليونسكو .

وهناك أيضاً قلعة القاهرة التي هي بعمر أكثر من (900) سنة والذي استخدمت من قبل الإمبراطورية العثمانية كقاعدة عسكرية .

وما أضحكني كثيراً هي المقولة التي قيلت حول نساء إب والتي تقول ( سبع مصائب ولا امرأة من إب) وهذا يعني أن مزاجهم حاد جداً ويجلبن الكثير من المشاكل لأزواجهن .

كانت وجهتنا التالية هي مدينة عدن التي تقطعها بالسيارة من مدينة تعز بحوالي ساعتين في الطريق الرئيسية .

المكان الأكثر زيارة في عدن هو خزانات المياه الطويلة ( الصهاريج ) التي ابتكرت على الصخور البركانية يعود تاريخها إلى (2000) سنة التي حمت المدينة من الفيضانات في ذلك الوقت أثناء فصل الرياح الموسمية وفي نفس الوقت خزنت المياه والآن هي فقط مزار للسياح .

المدن اليمنية الأخرى مثلها مثل سابقاتها بالجمال والروعة وأنت تقود السيارة عبر الشوارع المسلية ستجد هناك أطفال يلعبون والرجال يلتفون حول حزمة القات يمضغونها ويلعبون لعبة الدومينو ( الدومنة ) .

إحدى أكثر أوقاتي التذكارية في عدن كانت رحلة في قارب قمنا بها في خليج إلفنت ( الفيل ) حتى غروب الشمس .

وبينما كنا نشق طريقنا إلى صنعاء في الظهر أدركت إن تجربتي لهذه البلاد الجميلة والتاريخية كانت إحدى التجارب التي لن أنساها أبداً والتي ستظل خالدة في ذاكرتي ما حييت.
المصدر / Daily News
ترجمة /عماد طاهر