الخميس, 10-أبريل-2025 الساعة: 01:43 ص - آخر تحديث: 12:03 ص (03: 09) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
الذكرى العاشرة للعدوان.. والإسناد اليمني لغزة
قاسم محمد لبوزة*
اليمن قَلَبَ الموازين ويغيّر المعادلات
غازي أحمد علي محسن*
عبدالعزيز عبدالغني.. الأستاذ النبيل والإنسان البسيط
جابر عبدالله غالب الوهباني*
حرب اليمن والقصة الحقيقية لهروب الرئيس عبدربه منصور هادي الى السعودية
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
البروفيسور بن حبتور... الحقيقة في زمن الضباب
عبدالقادر بجاش الحيدري
في ذكرى الاستقلال
إياد فاضل*
نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر
أحلام البريهي*
فرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر
د. أبو بكر القربي
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
نشوان السميري* -
صحوة متأخرة.. جداً !!
ظن الطفل "محمد" أن باب الجنة قد فتح له لمّا وافق أبوه على تسليمه "لمهرّب" يحمله إلى داخل الأراضي السعودية لرعي الأغنام مقابل مبلغ يدفعه المهرب لأبيه شهرياً.
وبالفعل لم يلبث أن فُتح باب الجنة الحقيقي على مصراعيه لهذا الطفل البرئ الذي ذهب ضحية إهمال الوالد وسوء الاستغلال، فقضى نحبه بواحد وعشرين طعنة غادرة، إثر دفاعه بشجاعة وبسالة عن طهارة جسده الغض في مواجهة محاولة دنيئة من رب عمله الجديد لاغتصاب براءته وانتهاك طفولته.
ولم يعلم أحد ، مدة سنة كاملة، عن مصير "شهيدنا الصغير" بعد أن دفنه جلادوه القساة خلسة في حفرة قذرة, ويشاء الله أن يفضح أمرهم وتنبش الكلاب قبره الطاهر, وتكشف بذلك عن وجود جثمانه الصغير بعد أن أبى الكبار خوفاً- ممن كان على علم بما حدث- البوح بالحقيقة خشية فوات منفعة زائلة وعيشة رخيصة ولقمة لوثها كتم الشهادة.
وقالت العدالة كلمتها, ونطقت بالقصاص العادل على الثلاثة الذين أجرموا في حق كل أطفال العالم في شخص"محمد" الذي لا ذنب له سوى أن صدق أراجيف الكبار وأطماعهم في التكسب من عرق جبينه الغض.
ولم تسكت الصحف السعودية بل نشرت تفاصيل الجريمة ورحبت بحكم القصاص, غير أن المثير في الأمر؛ هو رفض الأب عرض الوسطاء بمائة مليون ريال يمني كتعويض أو دية مقابل التنازل عن الدم وإسقاط الحكم. لقد اكتشف "أبو محمد" متأخرا جدا أن ابنه الذي حرمه من التعليم وأرسله مع المهرب لقدره من أجل ريالات زهيدة كل شهر هو أغلى من كل كنوز الدنيا وأموالها؛ وأن وجود ابنه في حياته لا تعوضها الملايين؛ لكن هذا الاكتشاف أتى بعد فوات الأوان.. بكثير.
ويزداد إدراكنا أيضا كما الأب أن هذه الصحوة المتأخرة لن تعيد ظفرا من أظفار "محمد"، فقد فات الأوان على ذلك ولو أدركها حينها ما سلمه ليموت بهذه البشاعة.
غير أن الأوان لم يفت كي يقوم كل منا بدوره لإنقاذ المئات في المناطق الحدودية من زهرات أطفالنا من أمثال "محمد" يتعرضون بدم بارد كل لحظة إلى صنوف من الانتهاك والاتجار والفساد بعلم الآباء وطمعهم أو لقصور تقديرهم وجهلهم بما قد يتعرض له فلذات أكبادهم من مخاطر.
إن أطفالنا هم زينة حياتنا وهم الحقيقية الجميلة الوحيدة في حياتنا التي باتت تغيب مثل الشمس وراء فساد الكبار من المهربين وطمع الأولياء الجاهلين وتخاذل المجتمع عن حماية أبنائه.
لسنا بحاجة لسرد ألف قصة أخرى مثل قصة "محمد" لندرك خطر تهريب الأطفال علينا وعليهم، ويكفي أن نتخيل أن الصغير "محمد" ربما يكون قد أمّـل قبل أن تذوي نظراته البريئة إلى الأبد؛ أن يكون غيره من الأطفال خاصة ضحايا التهريب أكثر حظاً منه يوماً ما؛ فتحترم ذاتهم وتحمى حياتهم، ويضمن وجودهم الطبيعي على مقاعد الدراسة في تعبير رمزي - وصادق – من المجتمع على التزامنا نحن أهل الإيمان والحكمة اليمانية بعدم التفريط بعد اليوم في أطفالنا عماد حاضرنا وأمل مستقبلنا تحت أي دعاوٍ كانت، فهل من متعظ؟ وهل من مجيب؟
* خبير إعلامي ومدرب
[email protected]









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025