الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 07:43 م - آخر تحديث: 07:36 م (36: 04) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
ذكرى الاستقلال.. وكسر معادلات الطغيان
قاسم‮ محمد ‬لبوزة‮*
الذكرى السنوية للاستقلال الوطني من الاحتلال البريطاني البغيض
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
زخم الثورة وحاجته لسلوكٍ ثوري
إياد فاضل*
خواطر في ذكرى تأسيس الموتمر الشعبي العام
د. أبو بكر عبدالله القربي
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ليبارك الله المؤتمر
راسل القرشي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
رؤية وطنية تلبّي احتياجات الشعب
أحلام البريهي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
قضايا وآراء
المؤتمر نت-متابعات -
ثقافة الجنازة وأيديولوجية الحزن
ربما آن الأوان أن يبتكر الشعب الفلسطيني أن يحوّل جنازته المتواصلة إلى ثقافة، أو ربما إلى أيديولوجيا، تتخطى طقوس تكريم الميت، وتتجاوز التعبير العفوي عن الرغبة بالبقاء أو الحاجة الى الدفاع عن الوجود.
بالاستناد إلى خبرته التي تزداد عراقة وتجذراً كل يوم، بات بمقدور الشعب الفلسطيني أن يترجم مسيراته اليومية اللامتناهية إلى المقابر الجماعية، إلى عمل فكري يؤسس لما هو أبعد من الموقف السياسي الذي لن تبدله المجازر ولن تغيره عمليات الإبادة المستمرة منذ نحو قرن او اكثر.
صارت الجنازة جزءا من دورة الحياة اليومية الفلسطينية، يسير فيها الفلسطيني ويخصص لها بعضا من ساعات النهار، كما تخصص الشعوب الاخرى ايامها للذهاب الى العمل أو الدراسة.. مع فارق وحيد، هو ان الفلسطينيين محرومون حتى من الإجازة والاستراحة من ذلك الطقس الذي يسكن وعيهم ويستقر في وجدانهم، كباراً وصغاراً، رجالا ونساء، شيوخا وأطفالا.
لم يعد احد ينتظر نداء من الجامع، او بواسطة مكبرات الصوت، باتت صلاة الظهر موعدا دائما مع وداع بضعة شهداء، وأصبحت بقية ساعات النهار مناسبة للتعزية، قبل التوجه الى المستشفيات لتفقد الجرحى والاستعداد للسير في جنازات معظمهم في اليوم التالي، من دون أي ترتيب خاص او اتفاق مسبق: أجساد تتدفق الى الشوارع، وتموج حول كفن غُطي بالعلم أو بالشعار أو بالرمز، وترسل إشارات موحّدة وتطلق هتافات وصرخات ورشقات متقطعة، ثم تمضي في الطريق المؤدي الى القبر الذي لا يزال ترابه رطبا.
لا تغطي الكاميرات الحشد بكامله، بل هي تكتفي بالتقاط بعض الوجوه والأصوات وتسجل بعض الدموع المتفرقة، التي سرعان ما يبددها التحدي، لكنها تقدم ما بات يبدو أنه عرض حيّ إلى الإسرائيلي لكي يختار ضحيته التالية، أو مجموع ضحاياه الجدد الذين ينتظرون دورهم على درب الموت المحتوم.
أمس سارت الجنازة الكبرى في غزة لتشييع شيخ فلسطين إلى مثواه الأخير: بدا كل واحد من المشاركين كأنه يمشي في جنازته الخاصة، يحمل جثمانه ويتوجه به إلى قبره الخاص. غريزة البقاء هي التي حركت الشارع الفلسطيني على هذا النحو المذهل، أكثر مما أثاره غياب مؤسس حركة حماس ومرشدها الروحي الذي كان، ومنذ بضعة اشهر، يعتبر شهيدا يترقب لحظة استشهاده.
كانت الجنازة تلقائية: لم يكن الفلسطينيون يودّعون شيخا بقدر ما كانوا يكرسون فكرة، ويرسخون موقفا، ويستخدمون أجسادهم المتلاصقة والمتجمعة في موكب واحد، ككتلة صلبة متراصة لا تخترقها نيران العدو، ولا تستطيع تفريقها.
لن يضجر الإسرائيلي من القتل، مثلما لن يتعب الفلسطيني من السير في جنازته التي لا تتوقف.. والتي لا تنفي الحاجة إلى الخروج منها بما هو أبعد من السياسة والقيادة، وخطة الفصل..

#السفير








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024