الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 06:32 م - آخر تحديث: 05:01 م (01: 02) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
ذكرى الاستقلال.. وكسر معادلات الطغيان
قاسم‮ محمد ‬لبوزة‮*
الذكرى السنوية للاستقلال الوطني من الاحتلال البريطاني البغيض
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
زخم الثورة وحاجته لسلوكٍ ثوري
إياد فاضل*
خواطر في ذكرى تأسيس الموتمر الشعبي العام
د. أبو بكر عبدالله القربي
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ليبارك الله المؤتمر
راسل القرشي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
رؤية وطنية تلبّي احتياجات الشعب
أحلام البريهي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
قضايا وآراء
بقلم-د. فارس السقاف -
قمة تونس: موعد مع نهاية... وبداية ايضاً
قبل مغادرته ساحة المهرجان متوجهاً شطر ماليزيا مشاركاً في القمة الإسلامية أعلن الرئيس علي عبد الله صالح في خطابة بمناسبة الذكري الأربعين لثورة أكتوبر في اليمن الجنوبي تجديد تمسكه بسعي اليمن لتطوير العمل العربي المشترك وإصلاح الجامعة العربية داعياً العرب إلي التفكير بهذا الموضوع الملح في الوقت الراهن بحسبانه يهدد بإعلان موت العرب... موت النظام العربي، أو حسب تعبيره (الوهن).
لقد كنت أتساءل منذ أطلق اليمن مبادرته لتطوير العمل العربي المشترك وإصلاح الجامعة العربية.. ما الذي يدفع اليمن لتجرؤ علي طرح مبادرة وهو في وضع يتقدمه الكثير من الدول العربية النافذة؟ وما الذي يجعل اليمن يطمع في أن ينقاد أعضاء الجامعة العربية ويستجيبون لدعوته في ظل حمي التنافس بينها علي الزعامة والدور، وهي تحمل فوق ذلك قدراً كافياً من الحساسية تجاه هذا البلد اليمن، وهم الذين يفاخرون بأنه موئل العرب واصل أرومتها، ولكن دون أن يسمحوا له بان يفاخر بغير ذلك وأحسب أني ألفيت الجواب في هذه البساطة والمصداقية اللتين يتمتع بهما اليمن وقيادته.. فهو لم يخض في الصراعات أو يتعرض للانتكاسات أو تنال منه التنازلات التي داخلت الغالب من الدول العربية بشكل أو بآخر وهو بهذا ليس مكبلا بأي تبعات لذلك، وغير متهمة أو مدانة من جهة التطلعات والآمال القومية، وطروحات الرئيس المتكررة في قضايا الأمة هذه تؤكد توفر الإرادة الواثقة المؤمنة، والرؤية الواضحة، ولهذا فهو متحرر من الحسابات السياسية المعقدة لكونه بعيدا.. عن استحقاقات الخارج وضغوطاته ذات الهيمنة فيبدو أكثر صدقية وبراءة ظاهرة، ومهما كانت دعاواه فهو لن يكون في موضع تنازع لزعامة أو دور من الدول الأخري. وهو ما لا يستدعي التخوفات المتوجسة واليمن بعد ذلك يمتلك ولو بقدر ما رصيدا من الإنجاز لمقاصد العربي.. فالإنجاز الوحدوي اليمني في واقع التمزق العربي قيمة عظيمة في هذا السبيل يحسب له، كما نجح اليمن في سعيه لتتبني الجامعة العربية آلية دورية الانعقاد علي مستوي القمة وبتناوب رئاسته بين الدول الأعضاء وفق تسلسل أحرفها بعد أن فشلت الجامعة في عقد اجتماعها السنوي منذ أمد.
إن من تابع الرئيس صالح في المقابلة التي أجرتها معه قناة العربية مؤخراً يدرك تحرره.. من عقدة الخوف فقد قال ما لا يجرؤ احد من حكام العرب من قوله بعفوية وثقه. وإن قيل بان ذلك هامش تتيحه أمريكا، فإن الرد بسيط نجده في عدم تحمل أمريكا حتي لمجرد النقد لها لا تزال طبائع الغيرة والحسد تتحكم في علاقاتهم ببعضهم، وتبعاً لذلك لا يعترفون بنجاح الآخر من وسطهم، بل يسارعون للتصالح والانسياق مع الآخر البعيد عنهم والمعادي لهم بدلاً عن ذلك؟ ما كان لليمن أن ينضم إلي قائمة الدول العربية التي بادرت بالرفض المطلق لمشروع الإصلاح السياسي والشامل الذي عبّرت عنه مبادرة الشرق الأوسط الكبير سواء بالرفض الصريح أو بالتماهي خلف مبررات فرضها من الخارج. ذلك أن اليمن طرح مبادرة لإصلاح الجامعة العربية متضمنة مطالبات بالإصلاح الداخلي للأنظمة العربية ولم توافق جبهة الرفض العربية عليها بل وتآمرت علي إفشالها...
اليمن رغم أسبقية مبادرته فإنه لا يزال بحاجة إلي خطوات أوسع وأكثر تأسيساً في النظام السياسي والقانوني في طريق الإصلاحات فهو ليس في موقع ما قبل البداية أو البداية كما هو حال كثيرين من أترابه العرب فقطار الإصلاحات قد وضع علي السكة وسيصل إلي محطته الأخيرة حتماً وان أبطأ به السير.
قبل أسابيع قليلة كانت الدول العربية تتهيأ لحضور قمة تونس نهاية الشهر الجاري لتطرح مشروع إصلاح الجامعة العربية لتواجه به الجماهير العربية في محاولة منها لاستعادة ثقتها، واثبات شرعيتها وأهليتها بينما العرب يتوقعون عجزها وإعلان نهاية شرعيتها، واستنفاد اغراضها. بينما الحال كذلك جاء مشروع الشرق الأوسط الكبير ليضيف إليها ـ أي الأنظمة العربية ـ أعباء جديدة، فإذا كان إصلاح الجامعة العربية يتعلق باستحقاقات النظام العربي والمهام القومية والتي تشهد بإخفاقاتها وعجزها، فإن مشروع الشرق الأوسط الكبير يجيء ليسلط الأضواء علي الأوضاع الداخلية للأنظمة والتي وصلت إلي شفير هاوية الفشل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والمعرفي.
إن أنظمتنا العربية في مأزق حقيقي وهذا ولا شك ليس بفعل عوامل موضوعية شكلتها قوي داخلية، لكنها عوامل خارجية صادفت جاهزية لدي الداخل العربي بفعل عقود القمع والإفلاس فتلاقت إرادة الخارج والداخل لان هذا التغيير سيحقق للخارج أهدافه ويؤمن مصالحه وفي ذات الوقت فان الداخل المتطلع منذ أمد بعيد للتغيير ستتقاطع مصالحه مع الخارج. مع إقرارنا بان هذا التغيير لن يكون وفق ما نريد وسيأتي مسخاً لكنه بالنسبة للسواد الأعظم من الشعوب العربية لن يقف في مفترق طريقين: أحلاهما مر، وبين شرين تبغي اهونهما الأنظمة: العربية أم النظام العالمي الجديد. صفوة القول سيكون علي قوي التغيير الداخلية استثمار هذه الفرصة وعدم إهدارها في السعي وراء ذرائع التشكيك بالمبادرة أو الاصطفاف في الجبهة الخطأ مع الأنظمة مما يطيل أمد مصادرتها لمهام التغيير والإصلاح.
سيكون عالمنا العربي بعد قمة تونس قد اقترب من تشكيلة الخارطة الجديدة التي فرضتها الـ11 من سبتمبر مهما قلل من ذلك نفر منا بسبب الشك في نوايا الخارج، واليأس بفعل قمع الداخل، فالمؤامرة التي يحتمي خلفها المتذرعون بنظرية المؤامرة أضحت أكثر اقترابا من التحقق ونحن أحد أعمدتها الفاعلين والجانين علي مستقبلنا عن سبق إصرار وترصد.
-نقلاً عن القدس العربي









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024