الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 06:36 م - آخر تحديث: 05:01 م (01: 02) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام
ذكرى الاستقلال.. وكسر معادلات الطغيان
قاسم‮ محمد ‬لبوزة‮*
الذكرى السنوية للاستقلال الوطني من الاحتلال البريطاني البغيض
أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتور
ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة
بقلم/ يحيى علي الراعي*
زخم الثورة وحاجته لسلوكٍ ثوري
إياد فاضل*
خواطر في ذكرى تأسيس الموتمر الشعبي العام
د. أبو بكر عبدالله القربي
المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة
عبدالسلام الدباء*
شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس
أحمد الكحلاني*
ليبارك الله المؤتمر
راسل القرشي
ميلاد وطن
نبيل سلام الحمادي*
رؤية وطنية تلبّي احتياجات الشعب
أحلام البريهي*
المؤتمر.. حضور وشعبية
أحمد العشاري*
قضايا وآراء
المؤتمرنت/صنعاء / محمد الظاهري: -
متحف العربات المتقاعدة.. تاريخ على أربع عجلات

لا تزال آثار الرصاصات التي حاولت اختراق نوافذها السميكة واضحة .. إنه نقش آخر من الماضي، في كثافته نص قديم، وتاريخ حرب محفوظ على ثلاث شرائح من الزجاج السميك تعزل بينهما مادة بلاستيكية.
لقد ذهبوا وبقيت السيارة، حين تطل من نافذتها لن تجد الفريق حسن العمري أول رئيس حكومة في اليمن بعد ثورة 26 سبتمبر/ايلول ،1962 ولا أحد ممن استخدمها في زمن يشبهها تماما، لم نجد نحن غير هرة تتنقل بين المقاعد بهدوء.
هي وسيارة أخرى لا تختلف عنها إلا في اللون تستقران متقابلتين في فناء المتحف الحربي التابع لدائرة التوجيه المعنوي في القوات المسلحة، إلى جوار أول طائرة حربية استخدمت في الحرب ذاتها وهي من طراز (ميج 17)، وأول دبابة استوردتها اليمن من إيطاليا في الثلاثينات.
وقد انتقلت السيارة الأولى بعد نجاح الثورة إلى العمري، وآلت الثانية إلى عبدالله السلال أول رئيس لجمهورية اليمن، ومنه إلى الرئيس الغشمي، ومع الأخير كانت قصة الفتحة في الزجاج تحمل تفاصيل ليست ممتعة فقط.
إن أكثر شيء عرف عن الرئيس الغشمي حتى الآن هو دعاباته، فقد قرر ذات يوم التأكد مما إذا كانت هذه السيارة المصفحة مضادة فعلا للرصاص أم لا، وحسب المسؤولين في المتحف أخذها مع سائقه ومرافقوه إلى منطقة تعرف بإسم (عصر) وهي ضاحية من ضواحي صنعاء كانت يومها بعيدة عن المدينة.
وهناك بدأ بتجريب متانة سيارته، بدأ بالمسدس، ثم بالمدفع الرشاش “الكلاشنكوف”، ثم رشاش من عيار ،17 ثم رشاش آخر أكثر قوة، وربما استخدم مضادا للطائرات، في النهاية كان متأكدا أن سيارته ليست مصفحة، انظروا إلى الفتحة لتتأكدوا.
أشياء كثيرة وتفاصيل أكثر مكدسة في المتحف العريق الذي بناه العثمانيون في عهد السلطان عبدالحميد خان الثاني عام 1902 ليكون مدرسة للصنائع في صنعاء، قبل أن يحوله الإمام يحيى إلى (سجن الصنائع) حتى عام ،1932 ثم مقرا للبعثة العسكرية العراقية التي جاءت لتدريب جيشه حتى عام مقتله ، ليجعل منه مشروع الثورة الأولى دارا للضيافة، وحين عاد الحكم إلى الإمام أحمد ابن الإمام السابق جعله وزارة للداخلية، ثم أصبح متحفا في عام 1984.
لكن معظم الأشياء، وكل التفاصيل هناك ممنوع تصويرها.
في الداخل كانت سيارة (فورد) سوداء تنظر إلينا بمصباح واحد يصدر منه ضوء خافت، فيما يثير المصباح المطفأ تساؤل طالبات مدرسة ثانوية في صنعاء كن هناك، وكان يثير تساؤلاتنا بريق السيارة القديمة.
إنها سيارة الإمام يحيى، وبالتحديد السيارة التي قتل فيها في الحادي عشر من نوفمبر/تشرين الثاني ،1948 وكانت أول الأعمال الجادة للإطاحة بنظام سابق وإقامة نظام جديد، أو كما يقولون “الإرهاصات الأولى للثورة”.
لكن ثمة خطأ فادحاً ارتكب في وقت لاحق ، لقد خضعت السيارة إلى عملية ترميم أزالت كل الأشياء الثمينة، كل الآثار، لقد استبدل الزجاج المكسور بآخر جديد، وكسيت المقاعد بغير لونها، وأضيفت داخلها مصابيح ما كانت موجودة في السابق.
باستثناء ذلك لم تكن هناك سيارات خاصة، كان هناك عدد من سيارات النقل لا يزيد على عدد السيارات الخاصة. ومعظم هذه السيارات كانت تستخدم للتنقل داخل صنعاء في طرق ترابية، فليست هناك طرق كثيرة تربط بين المحافظات، باستثناء طرق وعرة تربط صنعاء بمحافظة الحديدة في الغرب، ومحافظة صعدة في الشمال، ومحافظة تعز في الجنوب، وقد استحدثت في فترات متأخرة من حكم الإمامة، والأخيرة كانت تتوقف عند جبل سمارة قبل أن تصل الى تعز.
وتذكر إحدى القصص انه لم تكن هناك محطة لتزويد السيارات بالوقود إلا في منطقة “شعوب”، وقد تعطلت إحدى سيارات النقل في طريقها إلى صنعاء، حينها طلب من السائق بسخرية دفعها إلى “شعوب” حيث توجد المحطة، وقال له أحد الركاب: “كب إلى شعوب”، ليتداول الناس العبارة حتى اليوم، حيث تحولت الى مثل شعبي.
أما آخر الحكايات عن السيارات، ففي إحدى القرى قدمت عجوز علفا وماء إلى سيارة ابنها التي وصل بها قبل غيره في مديرية رازح أقصى الشمال اليمني نهاية السبعينات من القرن الماضي
الخليج الاماراتية








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024