لأرض فلسطــين بواسلهــا.. في الذكرى الثمانية و العشرين ليوم الأرض المبارك, يوقد كل مدافع عن ترابه و بيته و حقله و حقوقه مشعل إنتماء ويشارك شعبه نضاله ضد الصهيونية, سارقة الأراضي الفلسطينية, طاردة أصحابها الشرعيين, محتلة للشجرة, للتلة, للجبل, للبحر, للنهر, مسيطرة على الحدود و الفضاء, مُدمرة للمنزل,قاتلة في ممارسات إرهابية متواصلة للفلسطيني الذي يكافح و يتظاهر و يحتج و يفضل الموت في مرتبة و صفة الشهادة على حياة الذل و الهوان تحت نير و قهر الاحتلال الصهيوني المجرم. في هذه الذكرى العزيزة على شعبنا, تتكامل و تتقاطع جهود و أهداف شعبنا المكافح, يُسيِّرُ الغضب الصائب الفلسطيني الجمعي, المسيرات و ينظم المهرجانات و المظاهرات في الجليل و المثلث و النقب و في غزة و الضفة ومخيمات الشتات و مختلف أماكن اللجوء, ضد السياسة الصهيونية العنصرية و خططها الرامية إلى "أسرلة" شعبنا في داخل مناطق 48 و تشويه و شطب هوية الانتساب لجماهير الشعب الفلسطيني الصامد في ارض جدوده ومن أجل انتزاع و تحقيق أهدافه في الحرية و الإستقلال و العودة, غضب يرفع قامته كالطود الشامخ ضد المجازر و المذابح الصهيونية في طبعتها و طبيعتها الحاقدة الشارونية كما ظهر افتقادها لكل المعايير الأخلاقية و المعاهدات الإنسانية في عملية إغتيال شيخ المجاهدين الفلسطينيين و العرب الشهيد أحمد ياسين. في ذكرى يوم الأرض, تعقد السواعد الأبية و الإرادات و العزائم الفلسطينية, في أعلى ذرى التحدي و الجموح قمتها الكبيرة, فلا تتغيب عنها القلوب و العيون و البواسل و المشاعر النبيلة, تزدحم الجباه بالذكريات, تهزم النسيان و تجدد العهد لشهداء يوم الأرض في سخنين و عرابة و دير حنا و المثلث و النقب و لكل شهداء شعبنا في الوطن و الشتات, في كل مدينة و قرية و مخيم , لأبطال و بطلات من فلسطين ضحوا كي تزدهي الأرض و تنهض بمقوماتها و مكوناتها الكيانية, السيادية. و تنجح قمة الصامدين في أرضهم, المدافعين عن كل ذرة تراب, تنجح في عرابة. كما تنجح في حيفا أو في الضفة و غزة و حتى في مخيمات الشتات, لأن أقوى تواصل هو ذاك الذي يربط المهج بالمهج, و الجراح بالجراح بين شطري الحالة الفلسطينية في الداخل و الخارج. قمة المناضلين الغاضبين المناضلين ضد أبشع و أفظع احتلال غاشم عرفته البشرية, يُكتب لها النجاح, لأنها لا تعقد صفقات للتخلى عن حق العودة المقدس, لأنها لا تتنازل عن القدس كعاصمة أبدية للدولة الفلسطينية المستقلة ذات المواصفات السيادية الكاملة, تنجح لأنها لا توافق على خطط التوطين و التجزئة و التقسيم, و تحقق الإنجازات الوطنية لأنها لا تتلقى أوامر من صانعة الأكاذيب و الإفتراءات, الإدارة الأمريكية المعادية لحق الشعب الفلسطيني في التخلص من الإحتلال, في إزالة جدار الإرهاب و الضم و التوسع و الفصل و نيل الحرية و تقرير المصير و تأمين عودة كافة المشردين, اللاجئين و النازحين, إلى ديارهم السليبة في وطنهم الأصلي على أساس قرار 1994 الدولي. أما قمة الرسميين العرب, فلا تملك فرصة حقيقية للنجاح,طالما بقيت حبيسة قمقم العجز و الضعف و الإنقسام و التراخي. إن أرضنا هي عاصمة الجهود و الأنشطة النضالية, في سبيل حريتها و حرية إنسانها الفلسطيني العربي, يبذلها و يدمجها بسخاء شعبنا بكل شرائحه و فصائله و قطاعاته و في مختلف أماكن تواجده في شتى الميادين و المجالات السياسية و الإعلامية و النقابية.. وصولاً إلى إنتفاضة الأقصى و الإستقلال و بندقية المقاتل التي تبقى, خصوصاً في هذه المرحلة, أرقى و أسمى و أجدى أشكال و صيغ النضال. إن الصامد في أرضه هو رمحها, إن المناضل بهدف تحرير أرضه, و ضد مصادرتها و بناء المستوطنات الذئبية فوقها, هو ملحها و لوزها و صانع مجدها. الأرض بداية, مكان أول و نهائي للحياة الكريمة و الشهادة, الأرض نهاية , فيها قبور أسلافنا, فيها منازلهم و بساتينهم و ممتلكاتهم التي توارثوها عن أسلاف و جدود.. حريتها هي السؤال الأبرز لكل فلسطيني في المناطق التي أُحتلت عام النكبة و التشريد 48, أو تلك التي اُغتصبت عام هزيمة الأنظمة العربية بعدوان 1967 و للذين يعيشون في المهاجر و اللجوء.إن الإجابة الوحيدة المقبولة و المنطقية التي تقبلها أرض فلسطين هي التي يعبر عنها بأفصح و أبلغ لسان ,الجهد المشترك الوحدوي الفلسطيني, و العرق و الدم و الكفاح من أجل أن "تحضر فلسطين الفرح" فرحها, و هي العروس التي بذلت في سبيل إنعتاقها شلالات دماء لا تتوقف من التضحية الغالية و العطاء الأسطوري. |