|
خليجي20 في اليمن : جاهزية عالية واستنفار حكومي غير مسبوق بوتيرة عالية ،واستنفار حكومي غير مسبوق لمعظم أجهزة الدولة ، ومتابعة وإشراف رئاسي لافت، تسابق الحكومة اليمنية الزمن وهي تضع اللمسات الأخيرة لتجهيزاتها (الإنشائية – الفنية – الأمنية) لاحتضان بطولة كأس الخليج العربي الـ20 بمدينتي عدن وأبين أواخر نوفمبر القادم في أول امتداد جماهيري من نوعه في تاريخ البطولة الخليجية، وأول حدث رياضي ثقافي جماهيري تشهده مدينة عدن واليمن بهذا المستوى ، وأبرز تطور شعبي ورسمي على مسار العلاقات بين اليمن ومجلس التعاون لدول الخليج العربية يأتي ترجمة لقرارات القادة الخليجيون في قمتهم الـ22 بالعاصمة العمانية مسقط عام 2001 والتي أقر خلالها قبول انضمام اليمن إلى 4 هيئات ومؤسسات خليجية منها دورة كأس الخليج العربي لكرة القدم. وتباعاً تتوالى إعلانات المسئولين في الحكومة بجاهزيتهم لاحتضان البطولة واستكمال التحضيرات لها بما في ذلك الملاعب الرياضية والمرافق الإيوائية وفقاً للمسئول الأول عن الرياضة والشباب في اليمن الوزير حمود عباد في مؤتمر صحفي بمدينة عدن منتصف أكتوبر الجاري والذي كشف فيه عن إدراج ألفي شاب وشابة من أبناء محافظتي عدن وأبين في صفوف اللجان التنظيمية للمهرجان الرياضي المرتقب بالإضافة إلى (700) شاب آخرين جرى تدريبهم على أساليب الضيافة والاستقبال.وأكد وزير الشباب والرياضة أن الملاعب الخاصة باستضافة بطولة خليجي 20 (3 ملاعب رئيسية و 6 ملاعب للتدريب) أصبحت جاهزة لاحتضان المنافسات بنسبة 100%. يقظة امنية وغير نشرآلاف الجنود اليمنيين لتأمين المنشآت والمرافق التي ستقام عليها فعاليات بطولة خليجي 20 بحسب تصريحات نائب وزير الداخلية رئيس اللجنة الأمنية للبطولة اللواء الركن صالح الزوعرى الاسبوع الماضي ، قال وزير الداخلية اللواء الركن / مطهر رشاد المصري -الذي انتقل هو الآخر قريبا من منشئات خليجي 20 - قال ان خليجي 20 بالنسبة لهم في اجهزة الأمن بدأ فعليا من الاحد الموافق 24 اكتوبر (أي قبل نحو 29يوما من موعد انطلاق الفعالية)مشددا في لقاء له امس الاحد بقادة الأجهزة الأمنية والوحدات الأمنية بمحافظة لحج على ضروة تحلي منتسبي الأجهزة الأمنية هناك باليقظة ومتابعة كل المخلين ، واعتبر الوزير المصري محافظة لحج هي الحزام الأمني لمحافظة عدن ولذلك فقد تم رفدها بعدد من الوحدات الأمنية والعسكرية وفقا لخطة الانتشار الأمني التي وضعتها الوزارة بشأن خليجي عشرين ،وأشاد بجهود مدير أمن المحافظة وكافة من عملوا على توزيع الخدمات في الشوارع وفي النقاط. معتبراً ذلك خطوة جيدة يجب أن تستمر بحسب الخطة الأمنية. ودعا وزير الداخلية الجميع بأن يتحلوا بروح المسئولية واستشعار كل فرد الأجهزة الأمنية وخارجها بأنه المسئول الأول عن تحقيق الأمن وإنجاح هذه الفعالية الهامة. مؤكداً أهمية المتابعة والعمل من اجل خلق علاقات عامة مع مختلف شرائح المجتمع باعتبار ذلك من أهم وسائل تعزيز العلاقة بين رجل الأمن والمواطنين. دعوات رسمية مبكرة وقريبا من حفل افتتاح البطولة من المقرر ان يسلم وزير الشاب والرياضة رئيس اللجنة المنظمة لبطولة خليجي 20 حمود عباد ورئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم مدير البطولة أحمد صالح العيسي اليوم الاثنين دعوات حضور افتتاح بطولة كأس الخليج العشرين للأشقاء المسئولين في كل من الكويت وسلطنة عمان ومن ثم الامارات والعراق وذلك عقب تسليمهما امس الاحد وزراء الشباب والرياضة ورؤساء الهيئات الرياضية ورؤساء اللجان الأولمبية ورؤساء اتحادات كرة القدم دعوات حضور مماثلة في ثلاث دول هي قطر والبحرين والسعودية ، تشطيبات أخيرة الدكتور ابو بكر القربي – وزير الخارجية – اكد هو الاخر جاهزية اليمن لاستضافة بطولة خليجي 20 بنسبة 100% وقال في رده على سؤال لصحيفة الحياة اللندنية بخصوص خليجي 20 : «نحن متمسكون باستضافتها وتنظيمها وحفظ الأمن فيها، كما أن استعداداتنا الأمنية كاملة وكفيلة بحماية المنشآت الرياضية والفرق المشاركة فيها، كون هناك خطط أمنية تم وضعها لذلك». وفيما بين أن الإنجاز في الملاعب والتجهيزات الرياضية وصلت نسبته إلى مائة في المائة،قال وزير الخارجية خلال لقائه الاحد بالصحفيين من وكالات الأنباء العربية المشاركين في تغطية فعاليات ملتقى الاستثمار السياحي" إن العمل يجري حاليا لاستكمال ما تبقى من أعمال التشطيبات والترميمات للفنادق لاستقبال الضيوف، وستكون هذه المنشآت جاهزة في نهاية أكتوبر الحالي أو في منتصف نوفمبر المقبل كأقصى مدى".وبشأن ما يتردد من مخاوف فيما يتعلق بالجانب الأمني، طمأن وزير الخارجية الأشقاء بأنه لا قلق في هذا الجانب. مؤكدا أن الأجهزة الأمنية أعدت خطة متكاملة تضمن تأمين بطولة خليجي 20 وإجراءها في أجواء أمنة ومستقرة. جاهزية فندقية وفي حين أكد وزير الشباب ورئيس اللجنة المنظمة لخليجي 20 افتتاح المنشات الرياضية والإيوائية في الأيام الأولى من شهر نوفمبر المقبل، كان وزير السياحة نبيل الفقيه يتفقد في الـ11 من أكتوبر الجاري بقية الأعمال النهائية للمشاريع الإيوائية لضيوف البطولة الرياضية كفندق "القصر" والمكون من 240 غرفة وجناحاً، ومشروع إعادة تأهيل فندق عدن (206) غرف، وكذا منتجع العروسة بمديرية التواهي، ومشروع تحسينات فندق "جولد مور". وخلال زيارته التفقدية وجه الوزير الفقيه بسرعة انجاز بقية الأعمال في المشاريع الإيوائية بهدف افتتاحها قبل موعد البطولة. جاهزون لحفل الافتتاح وفي السياق أكد صفوت الغشم- مدير المكتب التنفيذي للوحة الفنية والاستعراضية لبطولة خليجي 20 -الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة الخاصة باللوحة التي ستقدم في حفل افتتاح البطولة يوم الخميس الماضي الـ21 من أكتوبر الجاري، وفي ذات اليوم اختتمت بعدن ورشة العمل الخاصة بالكوادر القيادية لبطولة كأس الخليج وذلك بمشاركة (80) قيادياً من محافظات عدن لحج أبين تلقوا خلال 3 أيام محاضرات تثقيفية حول البطولة ، كما أعلن الجمعة 22 أكتوبر فرع المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية بعدن انجاز 80% من مشروع ربط الفنادق الرئيسية لبطولة خليجي 20 بشبكة الهاتف الرئيسية. اشراف رئاسي مباشر ويولى الرئيس علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية التحضيرات لبطولة خليجي 20 اهتماماً خاصاً ومتابعة يومية ، فبعد أيام من زيارته التفقدية لمشاريع خليجي 20 ترأس الرئيس علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية صباح الأربعاء 20 أكتوبر اجتماعاً للجنة المنظمة لبطولة خليجي 20 واللجنة الأمنية وقف خلاله على أخر التجهيزات لاستقبال الحدث الرياضي سواء على الصعيد التنظيمي او الإيوائي أو الأمني أو الرياضي. موجة اشاعات مضادة وبموازاة ذلك تواجه التحضيرات الجارية للبطولة ما يشبه الحملة الممنهجة للتشكيك بقدرة اليمن على توفير الظروف المناسبة للاستضافة ، مصحوبة بموجة إشاعات تدار باحتراف مهني عالي الجودة ، وتسعى لإعاقة البطولة وضرب قطاع الشباب برمته ومدينتي عدن وأبين في أهم قطاعين يعول عليهما الكثير وهما قطاعي السياحة والشباب، وترتكز الهجمة السياسية بشكل رئيسي على الترويج للشائعات وتهويل الأحداث وتضخيمها عبر وسائل الإعلام ، تتصاعد حدتها بالتوازي مع تسارع التجهيزات واقتراب موعد انطلاق البطولة ، فكلما زادت نسب الجاهزية ارتفع معها معدل الشائعات في علاقة طردية انتقلت مؤخراً من مرحلة استغلال الأحداث وتصيد الأخطاء والترتيبات المتعلقة بالبطولة وتضخيمها إلى صنع الأحداث ذاتها .. وفي سلوك مغاير لطبيعة وسجايا أبناء عدن وتاريخ المدينة الرياضي قامت يوم الأربعاء 6 أكتوبر الجاري مجموعة من المواطنين بتحطيم زجاج عدد من نوافذ وأبواب نادي الشعلة الرياضي بمنطقة البريقة مدينة عدن ليفتح هذا الحادث شهية وسائل الإعلام لتدشين مرحلة (مهاجمة وتدمير ملاعب خليجي 20 ) رغم تقليل المسئولين حينها من حجم الخسائر في مقر النادي الذي يضم احد الملاعب التدريبية للبطولة . نوايا تخويف مسبقة وبعد أربعة أيام من الحادثة التي أجمعت وسائل الإعلام على أنها جاءت على خلفية المطالبة بالإفراج عن سجين- أي انها على خلفية(قضية جنائية بحتة)-يؤكد الدكتور نجيب العوج – رئيس نادي الشعلة الرياضي إخضاع مقر النادي وملعبه لعملية ترميم متكاملة ليكون جاهزاً لاستقبال ضيوف خليجي 20، مبيناً لصحيفة الاتحاد الإماراتية أن عملية التخريب "سُيست" من بعض القنوات الفضائية بهدف تخويف الأشقاء الخليجيين وتحويل الأنظار عن الجهود الحكومية المبذولة لاستضافة الحدث،، مشيراً إلى إصرار إحدى القنوات الفضائية على تكرار بث الخبر على مدى ثلاثة أيام متواصلة ورفضهم النزول إلى مقر النادي لمعاينة الأضرار البسيطة التي لحقت بالنادي في إشارة منه إلى نوايا مبيته وتوجهات مسبقة. انبعاث الروائح السياسية وراء موقعة نادي الشعلة استدعت وزير الشباب والرياضة في مؤتمره الصحفي منتصف أكتوبر الجاري إلى دعوة الجميع إلى التمييز بين المواقف السياسية والإرادة الوطنية وما يمكن أن يناله الوطن من خيرات وذلك بعد تشديده على ضرورة تضافر جهود مختلف الجهات لإنجاح هذا الحدث الهام باعتباره مناسبة تعكس حضارة اليمنيين وقدرهم على تنظيم الإحداث الكبرى. ويرى مراقبون في تغاضي بعض أحزاب المعارضة عن ما يحاك ضد خليجي 20 في اليمن انما يأتي امتدادا لسياسات إفشال وإعاقة مشاريع التنمية في جميع محافظات اليمن وليس في محافظتي عدن وابين فقط ، مستبعدين في موضوع الأمن استهداف ضيوف اليمن من قبل عناصر تنظيم القاعدة المطاردة في الجبال او العناصر التخريبية المسلحة الموالية للحراك. اخطاء متوقعة وبعيدا عن الشائعات وأغراضها ومصدرها يبقى من المهم تحلي المسئولين عن خليجي 20 بقدر عال من المرونة والبساطة وتجنب أي انفعال قد يؤذي خليجي 20 بدون قصد في ظل توقعات بحدوث تجاوزات وأخطاء ادارية وتنسيقية وفنية ترافق مثل هكذا كرنفال شبابي جماهيري تشهده الجزيرة العربية وتحتضنه اليمن لأول مرة .. مثلما هو مهم أيضا ان يبقى اليمن كما عرفه التاريخ، ذلك القطر العربي الأصيل المضياف الكريم الذي يرحب بضيوفه وإن كان فقيراً.. |