جمعية مصرية لحماية نصف مليون حمار
الأربعاء, 25-أغسطس-2004المؤتمر نت - إذا قال زميل أو صديق لك: «أنت حمار» لا تغضب ولا تثور!,,, اهدأ,,, وضع أعصابك في «ديب فريزر»، انه هنا يؤكد أنه يفهمك تماما، ويطلق عليك من الصفات الحسنة أفضلها، ويؤكد أنك ذكي وتتمتع بكثير من النشاط والصبر لأن هذه بالفعل صفات الحمير، ومع هذا يتم التعامل معها بوحشية, ولأنه «من رحم القسوة والمعاناة، تولد الرحمة والعناية»,, ومن شكوى قدمتها مجموعة سياحية لمحافظ الجيزة السابق المستشار محمود أبو الليل (وزير العدل حاليا) حول قسوة الناس في الشوارع في التعامل مع الحمير، ولدت فكرة «الجمعية المصرية الخيرية لرعاية الدواب»، انطلقت معها فكرة «أحب الدواب,,, ارحمها,,, لا تظلمها,,, وانضم إلينا عضوا»,, وتذكر أن الحمار «المقسو عليه» حيوان ذكي ونشيط وصبور.
ويحكي الحكاية من بدايتها المسؤول الأول عن الطب البيطري في الجيزة في مصر رئىس الجمعية الدكتور عادل عبد الغفار كشك ويعترف بأن شكوى السياح هي التي فجرت أهمية الرعاية والرحمة بكل الدواب «الحمير الاحصنة والبغال، وغيرها».
ومن هذا راسلنا - حسب الدكتور كشك - جمعية ملجأ الدواب الإنكليزية، وطلبنا الانضمام إلى عضويتها، والتعلم من تجربتها في رعاية الدواب، واحترام مشاركتها في الأنشطة الزراعية والتجارية، وحصلنا على العضوية لتكون الجمعية المصرية «السادسة» بعد إنكلترا والمكسيك وتركيا وكينيا وأثيوبيا.
ويكمل رئيس الجمعية المصرية لرعاية الدواب: «إن العمل لم يكن مجرد لافتة، ولكن تم إعداد سيارات وكوادر طبية بيطرية وعيادات متنقلة وأدوات طبية، وانطلق العمل رسميا في ديسمبر 2002، وقررنا أن تكون الخدمة في الأماكن الريفية والمحرومة والسياحية والأثرية على السواء من أجل تقديم «رعاية أفضل».
سيارات الجمعية تجوب هذه الأماكن يوميا على مدار الساعة، تراقب التعامل مع الدواب وتقدم للمرضى منها العلاج وتجري الجراحات العاجلة من دون مقابل، فالجمعية طوعية وخيرية ولا تقبل الربح.
وتفتح الجمعية ذراعيها لينضم إليها أعضاء من البشر، يعملون على نشر فكرة الحماية للدواب، والعمل على حبها وعدم ظلمها ورحمتها وتقليل ساعات عملها كونها مصدر رزق يجب احترامه والعمل على رعايته.
الأُمْنِيْة عند الدكتور كشك وزملائه وأعضاء الجمعية لا تتوقف عند رعاية دواب وحمير الجيزة والقليوبية والقاهرة، ولكن أن تنقل هذه الرعاية إلى باقي المحافظات المصرية «شمالا وجنوبا وشرقا وغربا» وأن تنضم جمعيات الرفق بالحيوان، كلها تحت لافتة - واحدة - عددها حاليا 12 جمعية من أجل تقديم خدمة أقوى.
الأُمنيات تتخطى وجود سيارات وعيادات متنقلة لتقديم الرعاية للدواب على الطرق وفي القرى، والحلم بأن تزداد المساعدات والمساهمات، وأن تنمو العضوية، وتزداد قناعة الناس برحمة الحيوانات.
الفكرة التي ما زالت غريبة على الناس، أطُلِقْت ورواد الجمعية يزدادون، والإيمان بالفكرة موجود، ويبقى أنه وفقا لاحصائيات رسمية يبلغ عدد الحمير في مصر أكثر من 500 ألف، والخيول نحو 700 ألف والبغال نحو 150 ألفاً فهل لا تستحق الرعاية؟!.
الدواب ذكية ونشطة ويكفي أنها تعود إلى مرابضها وحظائرها الريفية، من دون مَنْ يقودها، حتى لو كانت على مسافات بعيدة عنها,,, فأسرع وانضم لرعايتها!.