المزيد من الذكرى الاربعون لتأسيس المؤتمر الشعبي العام
|
|
ذكرى أربعة عقود على تأسيس المؤتمر الشعبي العام
الخميس, 25-أغسطس-2022علي ناصر محمد - أتذكر أنه في بداية ثمانينيات القرن العشرين تحدث معي الرئيس علي عبدالله صالح عن فكرة تأسيس حزبه الخاص كغيره من الحكام الذين يحكمون شعوبهم عبر هذه الاحزاب وان كان ذلك شكلياً في بعض الاحزاب.. وطلب رأيي وباركت الفكرة لان هذا شأنه، وكنت أتوقع حينها أنه قد يواجه صعوبات في إنشاء هذا الحزب وهو الذي لا يملك تجربة حزبية أو تنظمية لقيام مثل هذا المشروع الكبير فبعض الاحزاب في اليمن كان عمرها أكثر من 28 سنة ولم تصل الى الحكم وهو يفكر في إنشاء هذا الحزب بعد اربع سنوات من استلامه الحكم ولكن كان عنده رأيه ورؤيته للمستقبل..
كان المفكر والمنظّر لقيام مثل هذا الحزب الذي سُمي لاحقاً بالمؤتمر الشعبي العام هو الدكتور عبدالكريم الارياني الذي ينحدر فكرياً وتنظيمياً من حركة القوميين العرب ومن المؤسسين لها في شمال اليمن الى جانب عدد من المثقفين الكبار كالدكتور محمد سعيد العطار والدكتور أحمد الاصبحي والدكتور أبو بكر القربي وغيرهم من الشخصيات التي كانت تصطف حول قيادة الرئيس علي عبدالله صالح بعد استلامه السلطة 1978م..
شكَّل المؤتمر وعاء ضمّ الشخصيات الحزبية والتي تخلت عن أحزابها وللشخصيات القبلية البارزة ولمعظم شرائح المجتمع في فترة كان فيها النشاط الحزبي محظوراً علناً..
وكانت بعض الأحزاب تمارس نشاطها السياسي السري كالحزب اليمني الديمقراطي وحزب البعث والناصريين والعناصر اليسارية الاخرى والاخوان المسلمين، وكان الرئيس يغض الطرف عن هذا النشاط اذا كان لا يتعارض مع نهجه ويشكل خطراً على مستقبل النظام في صنعاء برئاسته..
واستطاع المؤتمر بعد ذلك ان يتطور وتشكل له هيئاته وقياداته على مستوى صنعاء وبقية المحافظات قبل الوحدة..
وأتذكر انه جرى عقد مؤتمر حوار ضم كافة الطيف السياسي والمجتمعي والقبلي لمراجعة مشروع الميثاق وقدم المؤتمر من خلال هذا الميثاق فكراً سياسياً، وشكل لاحقاً مظلة لجميع الأحزاب والتي أصبحت تشارك في الحكم كشركاء مع المؤتمر..
أما بعد الوحدة كان له امتداده المؤثر في اليمن شمالاً وجنوباً بحكم الدعم السياسي والمعنوي والمادي الذي كان يقدمه رئيس المؤتمر الشعبي العام ورئيس الدولة علي عبدالله صالح..
وكان يعقد مؤتمراته ويجدد هيئاته وقياداته وتحول الى اكبر حزب في اليمن نتيجة الامكانات الكبيرة التي تقدم له ورعايته من قبل الرئيس شخصياً..
وفي الختام يجب أن نعترف بأن الرئيس علي عبدالله صالح كان ذكياً وقوياً ومتسامحاً، وبذكائه ودهائه استطاع أن يحكم 33 عاماً وهو يرقص على رؤوس الثعابين..
وبمناسبة مرور أربعة عقود على تأسيس المؤتمر الشعبي العام فإننا نتوجه بالتهنئة لرئيس المؤتمر المناضل صادق أمين أبو راس والى كافة قيادات وأعضاء المؤتمر في الداخل والخارج..
وكل عام وأنتم بخير
* نقلا عن الميثاق