الذكرى الـ"42" لتأسيس المؤتمر.. كمؤسسة وطنية
الجمعة, 23-أغسطس-2024قاسم محمد لبوزة* - بدايةً أبارك للمؤتمريين والمؤتمريات على امتداد الوطن اليمني بالذكرى الثانية والأربعين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام في 24 أغسطس 1982م..
هذه الذكرى التي تُعد تقليداً سنوياً لكل مؤتمري ومؤتمرية بل ولأنصار وحلفاء ومؤيدي ومحبي المؤتمر ولغالبية أبناء الشعب اليمني الذين كانوا وما يزالون يرون في المؤتمر التنظيم الذي كان وسيظل الأكثر تعبيراً عن واحدية الإنسان اليمني، والأقدر على تحقيق طموحات وآمال الناس..
ومن هذا المنطلق الوطني الواسع نؤكد اليوم أن المؤتمر كمؤسسة وطنية يبقى في طليعة الموقف الذي يسهم ويعزز من الأدوار الوطنية والتضحيات التي يجترحها الشعب اليمني في سبيل التصدي لمشاريع الغزاة والمحتلين وكل متآمر على ثوابته ووحدته وسيادته واستقلال قراره الوطني، لأن هذا المبدأ ثابت وطني ضمن أدبيات تنظيمنا الرائد الذي يصطف دوماً مع خيار الشعب اليمني وتضحياته، لأن يقينه لا يتزعزع بالنصر والتغلب على تلك المشاريع التمزيقية التي تهدد وحدتنا؛ وتاريخ الأسلاف مع كل الغزاة والمحتلين يشهد بكل التضحيات التي لقنت المعتدين دروساً في مواجهة الظلم والتوق إلى التحرر والاستقلال..
وأمام جلالة المناسبة التي يحييها المؤتمر الشعبي العام يجدر بنا أن نحيّي صمود ومواقف المؤتمريين والمؤتمريات كافة الذين يضربون أروع الأمثلة في الوفاء لتنظيمهم ولقيادته ممثلة بالشيخ المناضل صادق بن أمين أبو راس رغم كل التحديات والمؤامرات التي يواجهها المؤتمر ويواجهونها هم..
وفي الوقت نفسه نؤكد على المِضي في العمل لما من شأنه تعزيز التلاحم والتكاتف والصبر حتى تجاوز هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ اليمن والتنظيم.. والتحلي بالمزيد من الوعي الكبير لمواجهة أي مؤامرات تستهدف وحدتنا التنظيمية التي ستبقى محصنة بتطبيق نصوص النظام الداخلي للمؤتمر ولوائحه المتفرعة..
أما لو عدنا إلى خطوة تأسيس المؤتمر الشعبي العام سنجد أن الأحزاب قبل تأسيس المؤتمر كانت تعمل بشكل سري لأنها محظورة، لكن من انضموا إليه شخصيات مستقلة ومن أحزاب معروفة حينها، ومن هنا كانت الانطلاقة لحياة سياسية وحزبية جديدة مبنية على أبعاد وطنية جامعة، خاصة بعد الوحدة اليمنية المباركة.. حياة تؤسس لمناخ سياسي طبيعي يتنفس الديمقراطية والتعددية والقبول بالآخر وينبذ كل الطروحات والأفكار التي تتعارض مع المشروع الوطني التحرري والوحدوي أو تغذي الانقسام والتشرذم أو تحيي النعرات التي لا تخدم التلاحم الوطني والاستقرار بل تعزز الضعف وتتيح لأصحاب المشاريع الصغيرة النفاذ من خلالها إلى تدمير اليمن..
لكن نقولها وبصدق، لا خوف على المؤتمر الشعبي العام لأنه التنظيم الذي وُلد من رحم الأرض اليمنية، ولا يعاني من الانحياز المناطقي أو الديني، حيث يعتبر نفسه حزباً لجميع الناس، ولم يرتبط بأجندة خارجية، لذا تبقى توجهاته ومواقفه وقراراته مرتبطة بالشعب اليمني ومنحازة لخياراته وقضاياه المصيرية والعادلة؛ وهذه هي البوصلة التي يتوجه إليها المؤتمر ويبني عليها رؤاه ومواقفه السياسية والوطنية..
ولو تأملنا سنجد أن مواقف الجماعات والأحزاب قد تتغير وتتقاذفها أجندة وتوجهات مختلفة تنطلق أحياناً من المصالح الذاتية والأنانية، بعكس المؤتمر الشعبي العام الذي تتعزز مواقفه الثابتة والمبدئية في الدفاع عن الوطن ومقاومة العدوان والغزاة والمحتلين الجدد ومشاريعهم بأي شكل جاءت؛ وتغليبه المصلحة العليا للوطن وحرصه الشديد على تماسك الجبهة الداخلية والوقوف بصلابة أمام أي محاولات لاستهدافها من قِبَل أي طرف كان داخلياً أو خارجياً..
ونؤكد مجدداً أننا في المؤتمر سنظل دوماً وأبداً نقاوم ونرفض كل المشاريع المشبوهة والمؤامرات التي تستهدف كيان اليمن الموحد وتقسيمه واستهداف وحدته الوطنية تحت أي مسمى، إيماناً من المؤتمر بأن الوحدة اليمنية ستظل نقطة الضوء في تأريخ اليمنيين المعاصر بل وصمام الأمان وقارب النجاة من كل مشاريع التآمر الإقليمية والدولية التي تستهدف الوطن أرضاً وإنساناً..
وفي هذه المناسبة المهمة أيضاً نؤكد للجميع أن المؤتمر سيظل وفياً ومتمسكاً ومدافعاً عن الثوابت الوطنية ممثلة بأهداف ومبادئ الثورة اليمنية "26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر و22 مايو"، وتمسكه بالنظام الجمهوري والوحدة اليمنية والنهج الديمقراطي التعددي،
ويرفض كل أشكال الغلو والتعصب والتطرف والإرهاب والنزعات المذهبية والمناطقية والانفصالية لأنها الممر الذي يلجأ إليه اعداء اليمن لتمرير مخططاتهم ومؤامراتهم التي تستهدف اليمن وشعبه الحر الكريم..
كما أننا في مقام مناسبة ذكرى التأسيس، نشيد بما يسطّره أبناء شعبنا اليمني وقواته المسلحة في مواجهة العدوان على اليمن ونصرة شعبنا الفلسطيني في غزة والمواقف المشرّفة التي تنتصر لقضية الأمة المركزية فلسطين، وأيضاً نثمّن التضحيات الكبيرة التي يجترحها أبناء شعبنا اليمني في المناطق المحتلة من خلال مقاومة المحتل الجديد ومخططاته وسياساته بكل ما يستطيعون من أشكال المواجهة وخصوصاً في محافظات (سقطرى - المهرة - شبوة - حضرموت) وبقية المناطق الاخرى..
وفي أفياء هذه المناسبة تتجدد في أعماقنا رغبة صادقة في صُنْع السلام وحُسْن الجوار واستعادة الإخاء مع مُحيطنا ومع الفُرقاء في الداخل.. وندعم في المؤتمر الشعبي العام كل الجهود المخلصة دولياً التي تهدف إلى تحقيق متطلبات الملف الإنساني كمقدمة لوقف الحرب والذهاب إلى تسوية سياسية شاملة تقود إلى اتفاق سلام شامل يكون محصلة لحوار يمني يمني خالص يضمن لليمنيين كرامتهم وحقوقهم ويكفل لهم الحفاظ على وحدتهم وسيادتهم واستقلالهم وصولاً إلى تحقيق مصالحة وطنية لا تستثني أحداً وتتجاوز الماضي وأحقاده وتصنع مستقبلاً مشرقاً لليمن قائماً على الشراكة والتعايش والتسامح والقبول بالآخر وتجسيد مبادئ العدالة والحرية والمواطنة المتساوية.
*نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام