المؤتمرنت - حذّرت حكومة غزة من أنّ فلسطينيي القطاع "على شفا الموت الجماعي" بسبب توسّع رقعة المجاعة وانهيار القطاعات الحيوية بالكامل، مطالبةً بفتح ممر إنساني فوري ودون تأخير لإنقاذ أكثر من 2.4 مليون فلسطيني.

بدوره، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، نفاد جميع مخزوناته الغذائية في قطاع غزة، بينما أشار الصليب الأحمر الدولي إلى أنّ الطعام في القطاع نادر، وأنّ الآلاف يعتمدون على المطابخ المجتمعية للبقاء أحياء.

ومنذ 2 مارس، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي معابر قطاع غزة الثلاثة أمام المساعدات الإغاثية والوقود.

ويعتمد سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، بشكل كامل على المساعدات نتيجة حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 19 شهرًا.

نداء قبل الكارثة
وأطلق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ما أسماه "النداء قبل وقوع الكارثة"، مضيفًا أنّ المجاعة في غزة باتت "واقعًا مريرًا لا تهديدًا، بعد تسجيل 52 حالة وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية، بينهم 50 طفلًا، في واحدة من أبشع صور القتل البطيء".

وأضاف أنّ المجاعة تتّسع بشكل متسارع ومخيف، بينما تنهار القطاعات الحيوية في غزة وسط حصار خانق وصمت دولي مخز.

وأوضح أنّ أكثر من 60 ألف طفل يُعانون من سوء تغذية حاد، بينما يشتكي أكثر من مليون طفل من الجوع اليومي الذي تسبّب بالهزال وسوء البنية الجسمية وأصبحوا في بؤرة الخطر، فيما أُجبرت آلاف الأسر الفلسطينية على مواجهة الموت جوعًا بعد عجزها عن توفير وجبة واحدة لأبنائها.

وطالب بفتح ممر إنساني آمن بشكل فوري وعاجل وبدون مماطلة "لإنقاذ حياة أكثر من 2.4 مليون إنسان فلسطيني في قطاع غزة قبل فوات الأوان".

وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي إسرائيل وداعميها مسؤولية ما وصفه بـ"جريمة الإبادة الجماعية الموثقة بالصوت والصورة"، داعيًا إلى تشكيل لجان دولية مستقلة للتحقيق "في جريمة التجويع والقتل البطيء التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة".

وأكد أنّ "أي تأخير في الاستجابة سيُعدّ تواطؤًا واضحًا ومشاركة فعلية في الجريمة، ووصمة عار لا تُمحى من جبين الإنسانية والتاريخ".

نفاد المخزونات الغذائية
من جانبه، قال برنامج الأغذية العالمي في بيان، إنّه سلّم اليوم الجمعة آخر مخزوناته الغذائية المتبقية إلى مطابخ الوجبات الساخنة في قطاع غزة. ومن المتوقّع أن ينفد الطعام من هذه المطابخ بالكامل في الأيام المقبلة".

كما كشفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أنّ إمدادات الدقيق نفدت لديها، ولم يتبقَّ في مخازنها سوى 250 طردًا غذائيًا.