الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها!
الخميس, 17-مارس-2005كتب المحرر السياسي - لا ندري ما هي القواسم المشتركة التي تجمع بين حزب مثل الناصري أو الاشتراكي أو البعث مع حزبي اتحاد القوى الشعبية وحب الحق وهي أحزاب من مخلفات النظام الملكي الإمامي وما الذي يجمع حزب الإخوان المسلمين الإصلاح مع حزب كالاشتراكي وهو حزب يعتبر نفسه علمانياً ومعادياً لتوجهات الإصلاح.
من المؤسف القول إن الجميع قد اتفقوا فيما بينهم وإن تعددت الأهداف والمشارب السياسية على قاسم مشترك وهو كراهية النظام والحقد على كل شيء جميل أو منجز عظيم تحقق أو يتحقق في الوطن وتماماً مثلما تحالف بعض المحسوبين على الناصرية والبعث وبقايا الإمامة مع الاشتراكي لافتعال السياسة وتنفيذ مؤامرة محاولة الانفصال في صيف عام 94م.. والأكثر يبرز اليوم تحالف جديد هدفه الوطن واستقراره والسلم الاجتماعي.
وإذا كان حزب الإصلاح قد وقف إلى جانب المؤتمر الشعبي العام في معركة الدفاع عن الوحدة بدوافع مصلحية ومقابل أن يحصل على دعم السلطة له وتعزيز و وجوده ونفوذه في الساحة السياسية وتحقيق مكاسب حزبية على حساب مصلحة الوطن ولكي يحل محل الاشتراكي العدو اللدود الذي ناصب العداء في الماضي وتحالف معه اليوم فإن المعادلة قد تغيرت ليخرج من تحالفه القديم مع المؤتمر إلى تحالف جديد مع أعداء الأمس بعد أن برهن على جهلة في إدارة شؤون الدولة وبرهن على أنه لا يفقه في ذلك شيئاً ليرتبط بتحالفات جديدة ترتكز على الكراهية للنظام والسعي الحثيث لتشويه كل منجزات الوطن بدءاً من الوحدة والديمقراطية والتنمية ومشاركة المرأة وحرية الصحافة واحترام حقوق الإنسان والتي يشهد بها الآخرون خارج الوطن ولا ينكرها إلا الجاحدون.
وهم اليوم للأسف وفي إطار تحالفهم الجديد يستغلون مناخات الديمقراطية وحرية الرأي والصحافة لرفع شعارات يبدو في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب فهم يتحدثون زيفاً وبهتاناً عما يسمونه الجرع رغم أن شيئاً من ذلك لم يحدث وأن هدفهم ليس إلا تضليل الرأي العام وتزييف وعيه وإثارة الفتن والفوضى والتخريب على غرار ما فعلوا في أحداث 9، 10 ديسمبر 1991م التي تحمل الوطن نتيجة لها الكثير من الخسائر في الأرواح والممتلكات.
واليوم يتخذون من شعار معارضة ضريبة المبيعات لافتة للتخفي ورائها لإطلاق مكنونات الحقد لدى عناصرهم لممارسة التخريب والفوضى كما حدث في مدينة تعز عندما قامت عناصرهم المتطرفة بالاعتداء على أفراد الأمن الذين سقط عدد منهم جرحى عندما حاولوا التصدي لهذه العناصر لمنعها من الاعتداء على المحلات التجارية وممارسة النهب والتخريب.
رغم علم الجميع بأن ضريبة المبيعات التي يتحججون بها لن تنفذ إلا ابتداء من يوليو وهي لن تنفذ سوى على كبار المكلفين من التجار وعددهم لا يتجاوز 1500 شخص ولن تمس المواطنين بشيء وكما هو واضح فإن جميع من شاركوا في تلك المظاهرات المفتعلة ليسوا من التجار ولا علاقة لهم بالتجارة لا من قريب أو بعيد بل هم عناصر (إخوانية) متطرفة ظلت تردد شعارات أصولية متطرفة وفوضوية ليس لها أي صلة بما يرفع من شعار يتم التظاهر تحت لافتته ولكنهم يريدون إشعال فتنة في الوطن فالفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.
وسيتحمل مسئوليتها ووزرها وما يترتب عليها من نتائج كل من يشعلها فالقانون كفيل بحماية الوطن من تجاوزات هؤلاء ويد العدالة والقانون ستطال كل من يفكر أن ينال الوطن وأمنه واستقراره وسلامه الاجتماعي بأذى وباعتبار أن القانون والعدالة هما الضمان الحقيقي لحماية الديمقراطية من أي ممارسات أو تجاوزات خاطئة لا تمس الديمقراطية فحسب ولكن تنال من الوطن وتضر بمصالحه وبالسلم الاجتماعي.