القرضاوي: الدين والقانون ضد تفجير قطر
الإثنين, 21-مارس-2005المؤتمر نت - أدان الداعية الإسلامي البارز الدكتور يوسف القرضاوي الانفجار الذى وقع مساء السبت 19-3-2005 أمام مسرح يرتاده غربيون قرب مدرسة إنجليزية بمنطقة "فريق كليب" بالعاصمة القطرية الدوحة، وأسفر عن مقتل بريطاني وإصابة 12 آخرين، وأكد أن الدين والعرف والقانون ينكرون مثل هذه الاعتداءات.
وقال القرضاوي الأحد 20-3-2005: "أستنكر بشدة ما حدث من تفجير في قطر، وأراه أمرًا ينكره الدين، وينكره العرف، وينكره القانون. أما الدين ونعني به دين الإسلام الذي يدين به المجتمع القطري.. فإنه يحافظ على دماء الناس وأموالهم وحرماتهم وأمنهم، ويرى الاعتداء عليها من أعظم الجرائم التي تستوجب عقوبة الله في الدنيا والآخرة".
واستدل القرضاوي على ذلك بعدة أحاديث للرسول عليه الصلاة والسلام، حرّم فيها ترويع المسلمين حتى ولو كان عن طريق المداعبة والمزاح، ومنها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لمسلم أن يروِّع مسلمًا"، وأيضًا "لَزوالُ الدنيا أهون عند الله من قتل امرئ مسلم بغير حق".
وتساءل القرضاوي: "فكيف بهذه التفجيرات التي تسفك فيها الدماء بغير حق، ويؤخذ فيها البريء بالمسيء، وقد قرر القرآن مع الكتب السماوية الأخرى أنه من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا".
وأكد القرضاوي أن "الإسلام كما يستنكر القتل الذي يستوجب لعنة الله تعالى وغضبه وعذابه في نار جهنم.. يستنكر إهدار الأموال، وتخريب المنشآت... فإن هذا مال المجتمع، ومن اعتدى على شيء منه؛ فقد اعتدى على المجتمع كله، وخصوصًا المال العام؛ فهو في حرمة مال اليتيم في نظر الشرع".
وعن إنكار العرف لتفجير قطر أوضح الداعية الإسلامي البارز قائلا: "فلأن المجتمع القطري مجتمع أنعم الله عليه بنعمة الأمن كما أنعم عليه بالكفاية من العيش، وهما النعمتان اللتان امتنّ الله بهما على قريش، وطلب منها أن تقوم بشكرهما بعبادة الله وحده {فليعبدوا ربَّ هذا البيت * الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف}".
وتابع: "المجتمع القطري حريص على استمرار نعمة الأمن، ولا يسمح لأحد أن يسلبه هذه النعمة، أو يعكر عليه صفوها. وهو مجتمع متعارف متآلف متواد، يعرف بعضه بعضًا، ويألف بعضه بعضًا، ويود بعضه بعضًا، وهو ينكر بشدة هذه الأعمال الإجرامية التي تهدد المجتمع في أمنه واستقراره وتماسكه، ولا يستفيد منها إلا أعداء الأمة وأعداء الدين".
وأكد القرضاوي أن مثل هذه الأعمال "لا يقوم بها إنسان له دين، أو حتى له عقل. فإن العاقل لا يضر نفسه أبلغ الضرر لفائدة عدوه، وكأن هؤلاء الحمقى استكثروا على المجتمع القطري جو الأمان الذي يتمتع الناس في ظلاله بحرية الحركة والنشاط، دون قيود ولا عوائق، فأرادوا أن يدخل هذا المجتمع في إجراءات التشديد والتضييق والاحتياط الزائد، وفي هذا ما فيه من ضرر على مجموع الناس".
ودعا القرضاوي المواطنيين القطريين للتوحد في مواجهة مثل هذه الأعمال، وقال: "هذا الفيروس الخطر.. إنه دخيل على جسم قطر، غريب عنها، وليس من شأن أهلها ولا المقيمين فيها، لا من فكرهم ولا من أخلاقهم. ولهذا أهيب بكل من في قطر مواطنين ومقيمين أن يقفوا صفًّا واحدًا ضد هذا الوباء، وأن يتعاونوا على صده ومقاومته، والكشف عنه، وتتبع آثاره، حتى لا تنتقل عدواه إلى أحد، ولا تسري في البلد الآمن".
وعن إنكار القانون أوضح القرضاوي أن "كل قوانين الدنيا تدين هذه الأعمال اللامسئولة، الأعمال الدموية التخريبية التي لا تبالي بإزهاق الأرواح، ولا بتخريب الديار. كل القوانين تقابلها بما تستحق من العقوبات الرادعة التي تردع الباغين عن بغيهم، وترد الشواذ عن الصراط المستقيم إلى سواء السبيل".
وأضاف القرضاوي "باسمي وباسم إخواني من علماء قطر ندين هذه الجريمة المنكرة التي نرجو أن تكون أولى الجرائم وأخراها، وأن يحفظ الله هذا البلد آمنًا مطمئنًّا وسائر بلاد المسلمين، وكل بلاد العالم. وأن يرد هؤلاء الشاردين المضللين إلى رشدهم، وأما العملاء والخونة فأدعو الله أن يأخذهم أخذًا أليمًا شديدًا، ويريح منهم البلاد والعباد".