الثلاثاء, 29-أبريل-2025 الساعة: 01:09 ص - آخر تحديث: 12:53 ص (53: 09) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
دَعـــوا المَســــاجد لله



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


دَعـــوا المَســــاجد لله

الخميس, 27-أكتوبر-2005
المؤتمرنت -نبيل عبدالرب -
في مشهد استغلال لتدين الناس واستنزاف لمكامن الخير في دخائلهم رأيت في مسجد الحارة ذات مرة شخصا –لا تبدو على هيئته أنه متسول – قام بعد الصلاة وقال أنه قبل اعتزامه السفر بزوجته المريضة من صنعاء خرج ليشتري قاتا فسرقت نقوده الوفيرة في السوق وهو لا يريد أكثر من إيجار السيارة للعودة بأهله إلى بلدته فرق الناس لحاله وجاد كل بما في جيبه وبعد أيام قليلة صادف أن نفس الشخص بهيئته يحكي ذات القصة في مسجد آخر .
مثل هذه القصة يكررها آخرون أفرادا وجماعات حتى غدت بيوت الله ساحة خصبة لضعفاء النفوس فهذا يجفف جيوب المصلين وذاك يعتلي المنبر محرضا على الكراهية بين المذاهب والألوان الدينية وفق منظوره هو لمفهوم الولاء والبراء وثالث يصيّر المسجد غرفة ثانية لأنشطته الحزبية .والمشكلة في كل هذا أن البعض يؤصل للاستغلال المنظم والممنهج للمساجد بالاعتماد على مقولة ما يمكن تسميته مجازا " الدولة المسجدية " التي يمثل المسجد قاعدة أساسية لأي من أنشطتها كما كانت في صدر الإسلام على عهد النبوة خصوصا .
دولة المسجد جزء من ميزة دينية وبنفس الوقت إشكالية ما انفك الفكر السياسي العربي الإسلامي يعيشها حتى اليوم تأتت من كون الرسول صلى الله عليه وسلم جمع بين القيادة الدينية والزعامة السياسية ورثها من بعده الخلفاء الراشدون ومن يليهم حتى أصبح الخليفة مسئولا في الفقه السياسي الإسلامي عن سياسة الدنيا وحراسة الدين، ولظروف نشأة الدولة العربية الإسلامية في عهد النبوة والخلفاء الراشدين تمتع المسجد في تلك اللحظة التاريخية بوضع القاعدة المادية لانطلاق رسالة متعددة الجوانب، دينية، ثقافية، سياسية فجمع بذلك البنية المادية والوظيفية لمؤسسات الدولة الإسلامية واستطاع في العصر النبوي الراشدي أن يحافظ على مكانتة الدينية ورسالته السياسية في إطار المصلحة العامة للدولة والمجتمع الإسلامي.
لكن توسع الدولة الإسلامية في العصور التالية ودخول أقوام جدد من غير العرب في الدين شعّب وظائف الدولة ماحدا برأس السلطة توزيع ما كان يؤديه المسجد في العصر الأول على مؤسسات أخرى انتقل معها الوضع من تماهي المسجد مع مركز قيادة الدولة إلى تابعية للسياسة ساهم فيه ضعف التدين داخل النفوس وتطور مع مرور الزمن إلى استغلال للمسجد كما الدين بصورة عامة استغلالا سياسيا خرج عن الصالح العام للمجتمع إلى توظيفه لخدمة مجموعات بعينها في مواجهة الأخرى، سواء من قبل السلطة أو الحركات المناوئة، وزاد الأمر سوءا في الوقت الحاضر ظهور حركات سياسية دينية أدخلت أنشطة ووظائف الدولة الحديثة ومؤسسات المجتمع المدني إلى المسجد الذي أصبح معها مسرحا لكل شيئ إلا الدين الذي يجمع ولا يفرق، يحبب ولا ينفر، يعلم ولا يجهل، يسمو بتفرعات الحياة نحو السماء ولا يلقي بها في غياهب التعاركات الأرضية، يرفع الإنسان نحو نفحته الروحية ولا يمرغه في أوحال طينيته.
إن إشعال المساجد بالمصالح الضيقة ينتزع منها مسحتها القدسية الدينية ولا يخدم دورها الاجتماعي فياهؤلاء " إن المساجد لله" فدعوها كما أراد الله لها أن تكون.

comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة

24

أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتورفي ذكري وفاة الأخ والصديق الدكتور/ يسلم بن حبتور

25

قاسم محمد لبوزة*الذكرى العاشرة للعدوان.. والإسناد اليمني لغزة

25

غازي أحمد علي محسن*اليمن قَلَبَ الموازين ويغيّر المعادلات

26

جابر عبدالله غالب الوهباني* عبدالعزيز عبدالغني.. الأستاذ النبيل والإنسان البسيط

22

عبدالقادر بجاش الحيدريالبروفيسور بن حبتور... الحقيقة في زمن الضباب

06

إياد فاضل*في ذكرى الاستقلال

29

أحلام البريهي*نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر

29

د. أبو بكر القربيفرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر

29

بقلم/ يحيى علي الراعي*ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة

13

عبدالسلام الدباء*المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة

26

أحمد الكحلاني*شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس

25

نبيل سلام الحمادي*ميلاد وطن

24

أحمد العشاري*المؤتمر.. حضور وشعبية

24








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025