ضرورات التوحد الإسلامي!!
الأربعاء, 11-يناير-2006. - تجديد الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لدعوته بضرورة الإسراع في إقامة الاتحاد الإسلامي بعد أن سبق لفخامته وأن طرح هذا الموضوع على القمة الإسلامية الاستثنائية بمكة المكرمة أواخر الشهر الماضي إنما يعبر تعبيراً صادقاً عن استشعار الجمهورية اليمنية وقيادتها السياسية لمسئولياتها تجاه أمتها وكذا إدراكها العميق بما تنطوي عليه المتغيرات الدولية الراهنة من تحديات وما تنذر به من مخاطر على الواقع الإسلامي حاضرا ومستقبلا.
- وبشئ من التأمل في مضمون تلك الدعوة سنجد أنها التي جاءت مستوعبة لجوانب غاية في الأهمية تستوجب النظر بإمعان لما تبرزه المؤشرات القائمة إزاء أداء العالم الاسلامي و حالات التراجع التي أصابته خلال السنوات الماضية وهو الذي تتبدى ملامحه في التسلسل الهرمي الذي تحتل فيه معظم الدول الاسلامية ذيل قائمة الدول النامية.
- وعليه فإذا كانت دعوة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح إلى قيام اتحاد اسلامي تنتظم على قاعدته مجريات الشراكه الاقتصادية والانمائية وتنصهر في بوتقته عوامل التنسيق التي تحمي مصالح الأمة ووجودها الحضاري والتاريخي قد مثلت استجابة حقيقيه لما يعتمل في وجدان وأحاسيس أبناء الأمة الإسلامية والتي باتت تنظر إلى ذلك الهدف الاتحادي كاستحقاق تاريخي ومطلبا ملحاً لا غنى عنه لمواجهة التحديات الماثلة والمحتملة فإنها التي أفصحت عن انتفاء أية أسباب أو مبررات تحول ودون الاسراع في انجاز ذلك الهدف واخراجه إلى حيز الوجود.
- ان العالم كله قد تغير وليس من المعقول أن تظل الأمة الإسلامية وحدها الاستثناء وسط هذا الحراك مع أنها التى لاتستطيع أن تعزل نفسها عما يجري حولها أو أن تتعامى عن التحولات غير المسبوقة التي يموج بها عالمنا.
- وفي ذلك يتضح جليا أن اليمن بذلك الطرح لم تكن لتبحث عن مكسب سياسي أو اعلامي أو أرادت من ورائه دغدغة عواطف البسطاء من أبناء الشعوب الاسلامية أو اثارة الجدل حول الأسباب التي أحالت دون استفادة العالم الإسلامي من تجارب الآخرين كتجربة الاتحاد الأوروبي، بل ان الأمر الذي لا يختلف عليه اثنان بأن اليمن بذلك هي من تجسد عمليا عمق اخلاصها لأمتها والتزامها بموجبات الإنتماء إلى هذه الأمة وهو ماتقاعس عنه الكثير من أبنائها وبغض النظر عن تأثيرات هذا العامل أو ذاك فلا يجوز بأي حال من الأحوال التعاطي مع الدعوة إلى إقامة الاتحاد الاسلامي من منظور تكتيكي سيما وأن الأمر يتعلق بشأن أمة كانت في يوم ما تتصدر شعوب الأرض استنارة وتقدما وعلما.
- وتتسع مساوئ هذا التفكير اذا ماعلمنا ان قيام مثل ذلك الاتحاد هو من باتت تفرضه ضرورات إنجاز تطلعات هذه الأمة وتنسيق مواقفها ضمن بيت جامع تتكامل تحت مظلته كل القدرات والطاقات، وعليه فاذا ماسرت هذه المعادلة فان الأمة الاسلامية تكون قد أنجزت أهم تحول في تاريخها القديم والحديث وفتحت أمام أجيالها القادمة النوافذ والأبواب المشرعة التى تدخل منها نسمات التطور الشامل بل ومهدت لهذه الأجيال فرص العبور إلى المستقبل بثقة عالىة وطموح يتسع لكل الغايات .
- لقد حان الوقت لكي يبرهن العالم الاسلامي على ارتباطه بالعصر الحديث وأنه بالفعل قادر على استيعاب متطلبات هذا العصر خاصة وقد ضاقت أمامه الخيارات ولم يبق له سوى خيار التكامل والتوحد والاندماج.