بقلم / فايزة البريكي* - تنتشر مشكلة غلاء الاسعار في الدول العربية في شهر رمضان والاعياد الاسلامية التي تنتظرها كل الشعوب بفرحة غامرة.
الحقيقة الحلوة المرة أن التاجر اليمني بشكل خاص والعربي بشكل عام قد أعطى لنفسه الحق أن يقتات من الآم الفقراء ولم يفكر للحظة بأن الزيادة في الرزق وخيره وكثرته في عدم الظلم والجشع وحرمان اكبر فئة من الناس من أن يفرحوا كأخوتهم ويحرمونهم من ملابس العيد وحلوياتها وافراحها كعادات قديمة يفرح بها الصغار قبل الكبار..
عندما كنت أعيش في الخليج لاتقل حالة غلاء الاسعار وجشع التجار عن اي دولة عربية أخرى فنشهد الاسعار في تزايد مستمر وتباع الذبيحة (رأس غنم) من سعر 250 درهم لتقفز الى 750 درهم للرأس الواحد وعندما تسأل اللحام يقول لك هذه (لحم بلدي ماما).
وهل كنا مانشتريه في الايام العادية لحم افرنجي مثلا؟
استخفاف بالعقول لا مثيل له وهذه التصرفات بعيدة تماما عن الرحمة والانسانية التي يحثنا بها ديننا الحنيف الدين الاسلامي..
فلماذا الدول الاوروربية كبريطانيا مثلا وامريكا والتي حضرت فيها كل الاعياد السنوية التي يحتفلون بها كرأس السنة والكريسماس تجد كل الاسعار تصل الى النصف وتنزيلات تحت مراقبة شديدة تباع فيها البضائع بأرخص الاسعار من الملابس والحلويات والهدايا وايضا يضاف الى كل هذا عندما تشتري شيئا يكون هناك عرض خاص بأن تكون سعر العلبة مثلا بعد أن تم تخفيض سعرها يضاف اليها علبة أخرى مجانية من نفس البضاعة
تجد الشوارع مكتضة بالناس والعالم والحياة كلها نبض تشعر بأن الاطفال ليسوا محرومين من متعة هذه الفرحة بل أن لهم الاولوية في الاهمتمام بهم قبل كل شئ..
لكي أثبت هنا بأننا نحن الشعوب العربية تجارا كنا او اصحاب محلات مغتربين او في داخل الوطن نهاجر ولكن نأخذ معنا كل العادات السيئة لانها اصبحت تسري في عروقنا ومن الصعب استئصالها.
فمثلا عندما تذهب الى الشارع العربي في لندن وهو شارع شهير واسمه ( اجول رود) هذا الشارع تجد فيه كل ماتحتاجه من البضائع العربية واصحابها كلهم عرب من مختلف انحاء الوطن العربي ولكن الذي لم يتغير ان الاسعار في هذا الشارع العربي الخطير في اعيادنا المباركة يزداد واصبحت الاسعار تلتهب كالنار في الهشيم يأكل بعضها البعض من بضاعة الى أخرى..
اذن نحن مشكلتنا العرب صعبة جدااااااااااااااااااا بل أنها أخطر من مشكلة بقايا الحروب نفسها
ولماذا مثلا لا نسمع عن التجار المغتربين في هذه الايام المباركة يقومون بالتحالف والاتحاد بمساعدة اكبر قدر من الفقراء والمحتاجين وايضا الاطفال المشردين ؟
تجد التاجر يقوم بتوزيع الصدقات والزكاة ولكن من النوع الغير صحي وقد تكون بضاعة مغشوشة يتم تصديرها الى بلدنا الحبيب اليمن بأرخص الاسعار ويقوم التاجر بتوزيعها على الفقراء تحت اسم الصدقات ولايهمه ماالذي سيحدث من ضرر بعد ذلك لهذا الشعب المسكين
الى جانب انه لايوجد نظام صارم لكي يتم توزيع المساعدات على الفقراء فتقوم الطريقة على توزيعها لكل ماهو قريب او على معرفة من الاشخاص الذي يشتغلون مع هذا التاجر
ماالذي اقوله هنا؟
حتى هذه الفئة تريد ان تقوم الدولة بمتابعتها لتعرف ماهو الغش الذي يحدث في هذه الحالات؟
هل ستحاسب الدولة التجار الجشعين في الصدقات المجانية التي يقدمونها للفقراء اذا كانت سليمة ام غير ذلك او ان التوزيع يتم لفئة دون أخرى؟
اليس من حق هذا التاجر ان يكون صارما في هذه الامور طالما أنه ينشد الاجر والثواب والرضا من الله لكي تكون صدقته وزكاته تامة وكاملة؟
اذن ايها التجار ..ايها الناس ..ايها الشعب راجعوا أنفسكم
فالقوانين الحكومية لا تخلق انسانا شريفا ولا طاهرا
فعلينا ان نحاسب انفسنا ونخاف ربنا لا ان نخاف الحكومة وقوانينها
اصلحوا مابأنفسكم يأتي الخير الى اليمن وشعبها
وكل عام وأنتم بألف خير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدة أعمال..كاتبة وأديبة يمنية مغتربة في بريطانيا
[email protected]