الأولى في الشهادة العامة لم تدخل الاختبار
الأحد, 19-أكتوبر-2003المؤتمر نت - تقيّة ع. ع. ظ – طالبة درست الثالث الثانوي –القسم العلمي- في ثانوية زينة للبنات بمديرية "جُبَن"- محافظة الضالع.. لم تكن أفضل بنات دفعتها، ولا أكسلهن، إلاّ أنها- لأسباب غير معروفة- تغيبت عن حضور الاختبارات الوزارية للعام الدراسي 2002/2003.. وحتى اليوم الأخير منها كان الرقم (61287) يرصد ضمن كشوف الغياب، كونه رقم جلوس الطالبة (تقية).. وفي أغسطس أعلنت وزارة التربية والتعليم نتائج اختبارات الشهادة الثانوية العامة، فإذا بـ(تقية علي علي الظفيري) تحصل على معدل (80.62%) وهو أعلى معدل تحصل عليه طالبة في مديرية "جُبَن"- أي أنها جاءت الأولى على دفعتها (بقدرة واحد أحد).
هذا هو ملخص اللغز الذي أقام الدنيا في "جُبَن"، ولم يقعدها بعد، ومن يومها والمجلس المحلي بالمديرية يجّند كل طاقاته، ومهاراته للوصول إلى رأس الأفعى الخبيثة.
"المؤتمرنت" علمت بالقضية من مصادرها الخاصة، فتحركت للتحقق من مدى صحة ما بلغها، والتقت بالأستاذ/ صالح على محمد المسيكي- رئيس قسم التوجيه والتقويم بالمديرية، وهو أيضاً كان رئيس مركز (زينة) الامتحاني الذي ورد فيه اسم الطالبة، ورقم جلوسها، وكان أول من اكتشف التزوير، وأبلغ عنه.. وفي تصريح خاص بـ"المؤتمرنت" أكد الأستاذ صالح المسيكي صحة المعلومات مشيراً إلى( أن الطالبة المذكورة ورد اسمها، ورقم جلوسها ضمن كشوف المناداة الخاصة بمركز زينة للبنات الاختباري، لكنها لم تدخل أي اختبار إطلاقاً، وكنا نضع دفترها ضمن تسلسلها، ونكتب على غلافه بقلم عريض جملة "غائبة").
كما أكد الأستاذ المسيكي بأن (جميع الدفاتر- بما فيها دفتر –تقية- كانت ترزم فور انتهاء الاختبار وتسلم لمندوب المحافظة يومياً، وكان المندوب يشرف بنفسه يومياً على فتح كل مظروف وإغلاقه) وأضاف (تفاجأنا كلنا حتى الطالبات عند العلم بنتيجة الطالبة "تقية". ولكوني كنت واثقاً من غيابها قمت بتحرير مذكرة إلى مدير عام المديرية- رئيس المجلس المحلي الأخ/ عبدالملك البشاري- شارحاً فيها تفاصيل ما حدث، وطالبت من موقعي الوظيفي بإلغاء النتيجة، وإحالة المتسبب للقضاء. ومن جهته اهتم الأخ/ مدير المديرية كثيراً بالقضية، وأحالها إلى الهيئة الإدارية بالمجلس المحلي للتحقيق فيها، وكشف أسرارها، وكذلك تم إطلاع الأخ/فضل الشاعري- وكيل محافظة الضالع- وطالبنا بإحالة الموضوع إلى النيابة، وتجميد نتيجة الطالبة لحين البت بأمرها).
لكن على ما يبدو لنا أن تغيير مدير إدارة التربية- يحيى عبدالسلام العمري الذي حدثت القضية خلال فترة إدارته للتربية بـ"جُبَن" جعل من التحقيق يشهد بعض البرود.
ومن الجدير بالذكر أن المجلس المحلي بمديرية "جُبَن" كان وضع برنامجاً لاجتثاث الفساد ومحاسبة المقصرين، وكان عقد في الفترة (6-7) سبتمبر 2003م ملتقى تربوياً موسعاً برئاسة الأخ عبدالملك البشاري- مدير المديرية- رئيس المجلس المحلي بهدف مناقشة أوضاع التعليم ومحاولة إصلاحه والنهوض به، وخرج الملتقى بالعديد من التوصيات الهامة على الصعيد التربوي.
وكانت مصادر مطلعة قد ذكرت لـ"المؤتمرنت" أن إقالة مدير مكتب التربية بالمديرية يحيى العمري جاءت بفعل اقتراحات مقدمة من المجلس المحلي بالمديرية لمكتب إدارة تربية الضالع في إطار إصلاحات عامة لتحسين وضع المديرية وتطهيرها من بؤر الفساد والتقصير الوظيفي.