معارضة يمينية لإنشاء مركز إسلامي بسويسرا
الأربعاء, 02-مايو-2007المؤتمرنت - حذر حزب الشعب اليميني السلطات في سويسرا من الموافقة على مشروع اقترحته إحدى الجمعيات الإسلامية لإنشاء مركز ثقافي وتجاري في برن، وصفته وسائل الإعلام بأنه سيكون الأكبر من نوعه في أوروبا.
ويعتقد الحزب في بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه أن إقامة مثل هذا المركز على مساحة كبيرة تصل إلى ثمانية آلاف متر مربع من شأنه أن يخل بالأمن العام للعاصمة، في حين أن الجميع مطالبون بضمان السلم الاجتماعي.
وأضاف البيان أن المركز "سيتحول إلى مركز استقطاب كبير للإسلاميين" وسيساعد على وجود ما وصفه البيان بالمجتمع الموازي.
تسامح وتحذير
وأكد الحزب تمسكه بالتسامح لكنه حذر مما وصفه بالقيم الإسلامية المختلفة تماما عن الأسس والقواعد المسيحية التي قال الحزب إنها سائدة في بلدان غرب أوروبا الحرة والديمقراطية، معتبرا أن "الإسلام لا يعرف التفرقة بين الدين والدولة".
ويعتقد الحزب أن هذه الاختلافات الجوهرية ستكون سببا في حدوث توترات بين المسلمين المتمسكين بقواعد دينهم، وبين التقاليد الغربية المسيحية في سويسرا.
وأشار إلى أن "القرآن والشريعة هما الدستور الأول للمسلمين، ويشكلان العمود الفقري لحياتهم اليومية ويؤثران على حياتهم الفكرية والثقافية ويتدخلان في القانون والسياسة، وهو ما لا يتناسب مع مجتمع مثل سويسرا يتمسك بالقيم الليبرالية والديمقراطية، مما ينذر بحدوث مشكلات يجب تفاديها قبل وقوعها".
كما طالب الحزب الحكومة الفدرالية والسلطات بأخذ مخاوف الرأي العام بعين الاعتبار وعدم الموافقة على إقامة هذا المركز، مذكرا بالجدل الدائر حول بناء مئذنة رمزية في كل من أولتن ولانغنتال وفيل، حيث تواجه المراكز الإسلامية في تلك المدن معارضة واسعة بسبب رغبتها في تشييد مآذن رمزية للمقرات التي تتخذ منها قاعات للصلاة.
قلق
وفي تعليقه على القضية قال رومان ياغي المتحدث باسم حزب الشعب اليميني للجزيرة نت إن الحزب يؤمن بحرية المعتقدات الدينية في البلاد، لكنه في الوقت نفسه ينظر بعين الاعتبار إلى القلق الذي يساور ما وصفه بشريحة كبيرة من الرأي العام من الإسلام.
و يرى ياغي أن "هناك بعض مظاهر التوتر بسبب وجود الإسلام كعنصر غريب في المجتمع السويسري، ويجب عدم التهاون مع تلك المخاوف".
بالمقابل قال الدكتور فرهاد أفشار المسؤول عن مشروع مركز ابن رشد المزمعة إقامته في برن، إن "هذه الضجة الإعلامية المثارة غير مبررة، لأنه مشروع ثقافي يتضمن بناء فندق كبير وقاعة للمؤتمرات ومتحف إسلامي ومركز ثقافي ومسجد".
وأضاف أن الأرض المخصصة للمركز تقع في ضواحي العاصمة، أي "لن يتضرر منها أحد، بل على العكس ستتحول إلى منشأة اقتصادية تعج بالحركة".
تشكيك ونفاق
ويشكك بعض المراقبين في جدية المشروع لأن تكلفته تصل إلى حوالي 50 مليون دولار، ولم يكشف أفشار عن خطة تمويله.
من جانبه قال ناشط في العمل الإسلامي طلب عدم الإفصاح عن اسمه إن "بيان حزب الشعب قمة في النفاق، لأن رجال الحزب هم أول من يصطف للترحيب بالأثرياء العرب عند حضورهم إلى سويسرا للعمل أو الاستجمام، ولا يكفون عن مدح الإسلام أمامهم، وتقديم بلادهم على أنها واحة أمان للمسلمين".
يشار إلى أن القانون السويسري لا يحظر تشييد المباني ذات الطابع الديني ويضمن حرية ممارسة العقائد والشعائر الدينية، لكن أحزاب اليمين دأبت على تهويل وجود المسلمين في البلاد وتصويرهم على أنهم خطر. الجزيرة نت