نص البيان السياسي لرئيس الجمهورية بمناسبة العيد الوطني الـ17 للجمهورية اليمنية
الإثنين, 21-مايو-2007المؤتمرنت - بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
يا أبنا شعبنا اليمني العظمي في الداخل والخارج.
يسعدني أن أتوجه إليكم بأصدق التهاني والتبريكات بمناسبة العيد الوطني السابع عشر للجمهورية اليمنية الـ(22) من مايو العظيم.. الذي أشرق فيه فجر الوحدة المباركة والتأم فيه شمل الأسرة اليمنية الواحدة بعد سنوات من التشطير، والتمزق.
إن احتفالنا بهذه المناسبة الوطنية الغالية يأتي بعد عام حافل بالخطوات والمنجزات الكبيرة. على مختلف الأصعدة.. فقد خاض شعبنا الاستحقاق الديمقراطي والدستوري المتمثل في الانتخابات الرئاسية والمحلية التي تم إجراؤها في مناخات تنافسية حرة ونزيهة شهد لها الجميع في الداخل والخارج.
وعلى الصعيد التنموي تسارعت الجهود من أجل إنجاز العديد من المشاريع الإنتاجية والخدمية والإستراتيجية الكبيرة. وخلال احتفالنا بهذا العيد سيتم افتتاح وتدشين مشاريع تنمية بتكلفة تبلغ (426) مليار ريال.. كما أن بلادنا وفي إطار شراكتها الفاعلة مع الدول الشقيقة الصديقة.. وفي مقدمتها الأشقاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربي حصلت من المانحين في مؤتمر لندن الذي انعقد في شهر نوفمبر من العام الماضي على حوالي ( خمسة مليار دولار) ونتطلع من المانحين الوفاء بالتزاماتهم لتنفيذ المشاريع الإستراتيجية التي تخفف من وطأة الفقر وبالبطالة وتوفر فرص عمل للمواطنين.
وعلى الحكومة المضي قدماً لترجمة الأهداف ا لمنشودة في البناء تطبيقاً لما ورد في برنامجها الذي نالت بموجبه ثقة مجلس النواب.. واستكمال ما تبقى من الإصلاحات الإدارية والاقتصادية والمالية في إطار ما تضمنته المصفوفة الوطنية للإصلاحات وتنفيذ لما ورد في البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية بالإضافة إلى إيجاد آليات فعالة لمراقبة الأسعار، ومكافحة الغلاء، والاحتكار، وبما يضمن الاستقرار المعيشي للمواطنين، والاهتمام بقضايا الاستثمار وتوفير البيئة الاستثمارية الجاذبة للاستثمارات. وتبسيط الإجراءات عبر نظام النافذة الواحدة في الهيئة العامة للاستثمار. انطلاقاً مما خرج به مؤتمر فرص الاستثمار الذي انعقد مؤخراً في صنعاء في شهر إبريل الماضي. وسوف سيحظى هذا الملف الاستثماري بكل الاهتمام والرعاية من قبلنا ومن الحكومة.
الإخوة المواطنون الأعزاء:
إن نصر الوحدة العظيم قد تلازم مع النهج الديمقراطي القائم على التعددية الحزبية والسياسية، وحرية الرأي والرأي والصحافة ومشاركة المرأة واحترام حقوق الإنسان. وقطعت بلادنا شوطاً متقدماً في هذا المضمار تجسيداً لحكم الشعب نفسه بنفسه عبر التداول السلمي للسلطة من خلال صناديق الاقتراع.. وتعلمنا الكثير من مدرسة الديمقراطية.. وندعو كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية الفاعلة في الساحة الوطنية إلى إجراء حوار مسئول حول كل ما يهم الوطن ومستقبله.
وسوف يحظى هذا الحوار بالرعاية والمتابعة من قبلنا من أجل الخروج بنتائج تحقق المصلحة الوطنية العليا.. وندعو كافة أبناء الوطن إلى المزيد من التلاحم والاصطفاف الوطني لتعزيز الوحدة الوطنية.، ومحاربة كل أشكال الفرقة والتعصب وإثارة الأحقاد والضغائن والكراهية في نفوس أبناء الوطن.. وعلى أجهزة الإعلام والثقافة والتربية القيام بواجبها الوطني في هذا المجال من أجل تعزيز الايجابيات ونبذ السلبيات وحشد الجهود في معركة البناء الوطني.. وبناءً جيل جديد متسلح بالعلم والمعرفة خالياً من كل رواسب الماضي الإمامي والاستعماري والتشطيري.
الإخوة المواطنون. . الإخوات المواطنات.
إن من الأولويات في الفترة المقبلة هو تعزيز التجربة الديمقراطية من خلال إجراء بعض التعديلات الدستورية لإنشاء نظام الغرفتين التشريعيتين. والاهتمام بتطوير تجربة السلطة المحلية وتوسيع صلاحياتها.
وبهذا المناسبة نحث الحكومة والسلطة التشريعية على سرعة إنجاز قانون تطوير السلطة المحلية وبما يكفل الحد من المركزية وانتخاب المحافظين، ورؤساء الوحدات الإدارية. والعمل على استكمال إجراءات تشكيل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد. وإنجاز قانون المناقصات والمزايدات. وندعو السلطة التشريعية والقضائية وجهاز الرقابة لممارسة دورها في محاسبة كل من يتلاعب بالمال العام.
يا أبطال قواتنا المسلحة والأمن البواسل:
إننا نحييكم ونثمن عالياً تضحياتكم لغالية وعطاءاتكم السخية من أجل الدفاع عن الوطن والحافظ على سيادته وأمنه واستقراره وصيانة مكاسبه وإنجازاته. ونقدر لكم ولكل أبناء الوطن الشرفاء تصديكم البطولي لتلك العناصر الإرهابية التي أشعلت الفتنة في بعض مناطق محافظة صعدة وتريد أن تنقلب على النظام الجمهورية وتعود بالوطن إلى عهود الاستبداد والطغيان الأمامي الكهنوتي المختلف.
ولقد بذلت الدولة وما تزال كل الجهود من أجل حقن الدماء.. وإقناع تلك العناصر الخارجة على النظام والقانون للكف عن أعمالها الإرهابية والتخريبية، وأعلنا العفو العام مرتين بعد إشعال الفتنة في كل من مران والرزامات، وتم إعادة بناء ما خلفته الحرب في مران والرزامات. والإفراج عن المسجونين على ذمة تلك الفتنة.
كما تم إرسال العديد من الوساطات إلى تلك العناصر من أجل إقناعها للنزول من الجبال. وتسليم أسلحتها الثقيلة والمتوسطة.. والتخلي عن ما تقوم به من أعمال القتل للمواطنين وأفراد القوات المسلحة والأمن.. وتخريب المنشآت العامة والخاصة.. وقطع الطرقات.. ولكنها ظلت في غيها وضلالها. وهو ما يحتم على أبناء محافظة صعدة المخلصين.. علماء ومشائخ وأعيان وشباب وكافة المواطنين القيام بواجبهم إلى جانب القوات المسلحة والأمن في التصدي لتلك العناصر الإرهابية والتخريبية التي إساءات إلى التاريخ النضالي لبناء محافظة صعدة.
وفي هذه المناسبة نجدد دعوتنا للعناصر الضالة للالتزام بقرار مجلس الدفاع الوطني وبيان علماء اليمن بتسليم أنفسهم وأسلحتهم الثقيلة والمتوسطة إلى الدولة.. وسنضمن لهم محاكمة عادلة نتيجة لما ارتكبوه من جرائم حرب ضد المواطنين وأفراد القوات المسلحة والأمن وإلحاق الضرر بالتنمية في محافظة صعدة وفي الوطن عموماً.
وإننا – أيها الإخوة في القوات المسلحة والأمن – على ثقة بأنكم وكما انتصرتم للثورة والجمهورية والوحدة سوف تنتصرون ومعكم كل أبناء الوطن الشرفاء بإذن الله قريباً لإخماد تلك الفتنة وقطع دابر مشعليها. وترسيخ الأمن والاستقرار والسكينة العامة في محافظة صعدة خصوصاً وفي الوطن عموماً.
الإخوة الأبطال في القوات المسلحة والأمن.
إننا سنظل نقدم الرعاية والاهتمام لأسر الشهداء والجرحى ومعاقي الحرب من أفراد القوات المسلحة والأمن والمتطوعين من المواطنين الشرفاء وفاءً لما قدموه من تضحيات جسيمة وواجب وطني مقدس.. وسنواصل السير لبناء وتحديث القوات المسلحة والأمن لتعزيز القدرة الدفاعية والأمنية.. وسيحظى أبناء المؤسسة الوطنية الكبرى بكل الرعاية والاهتمام من أجل الارتقاء بمستوى حياتهم المعيشية وتأهيلهم التأهيل العلمي الذي يواكب المتغيرات.
يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية:
إن التحديات الراهنة ا لتي تواجه أمتنا تستدعي توحيد الصفوف وتعزيز التضامن والتكامل والتنسيق لمواجهة التحديات الأمنية والتنموية والثقافية.. ومحاربة الغلو والتطرق والإرهاب. ونجدد دعوتنا لتفعيل آليات العمل العربي المشترك وقيام السوق العربية والإسلامية المشتركة.. وإنشاء صندوق عربي وآخر إ سلامي لتمويل المشاريع التنموية في أقطارنا العربية والإسلامية.. وأن تتكامل الجهود العربية والإسلامية من أجل الاستفادة من الطاقة النووية للأغراض السلمية خاصة في مجال توليد الطاقة الكهربائية.
وإننا – أيها الإخوة – نشعر بالحزن ونحن نتابع الأوضاع في فلسطين المحتلة.. وإن والواجب الأخوي يقتضي منا جميعاً الوقوف إلى جانب أشقائنا في فلسطين من أجل إنهاء حالة الحصار المفروض عليهم.. ودعم نضالهم المشروع لنيل حقوقهم.. وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني وعاصمتها القدس الشريف.. وضمان حق العودة للاجئين.
وندعو المجتمع الدولي وفي المقدمة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي إلى ممارسة الضغط على إسرائيل للقبول بالمبادرة العربية للسلام التي أقرتها القمة العربية في بيروت وأكدتها قمة الرياض.. فالمبادرة تمثل الحد الأدنى لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة. ونؤكد بأن القبول بها وقيام الدولة الفلسطينية سوف يسهم في إخماد الكثير من الحرائق المشتعلة في المنطقة.
إننا في الجمهورية اليمنية نتابع باهتمام الأوضاع في العراق الشقيق.. وندعو إلى سرعة عقد مؤتمر للمصالحة الوطنية بين كل الأطراف العراقية بمختلف أطيافها السياسية.. والاجتماعية، والثقافية.من أجل إحلال الأمن والسلام في العراق.. وإنهاء الاحتلال.. وبناء عراق ديمقراطي حر ومستقل.
ونجد دعوتنا للوقوف إلى جانب الشعب في الصومال الشقيق الذي انهكته الحرب.. ودعم جهود الحكومة الانتقالية لتحقيق المصالحة والسلام في الصومال. وإعادة بناء مؤسسات الدولة.
ونثمن الجهود التي بذلها السودان الشقيق من أجل حل مشكلة دارفور.. ونؤكد وقوفنا إلى جانبه وبما يضمن سيادته ووحدته و استقراره.
يا أبنا شعبنا اليمني العظيم:
إننا نشعر بالاعتزاز والفخر بكل ما تحقق لشعبنا من إنجازات وتحولات عظيمة بفضل عطاءات كل المخلصين من أبناء الوطن.. ومع ذلك فالطموحات والتطلعات الوطنية ستظل كبيرة ومتعاظمة لتحقيق المزيد على درب بناء اليمن الجديد.. يمن الـ(26) من سبتمبر والـ(14) من أكتوبر والـ(22) من مايو.. يمن العزة.. والحرية.. والوحدة.. الديمقراطية.
مرة أخرى.. نجدد لكم التهاني والتبريكات سائلين الله العلي القدير أن يتغمد شهداء الوطن الأبرار بالرحمة والغفران.. وأن يسكنهم فسيح جناته.
وأن يلهمنا الصواب والرشاد.
وكل عام وأنتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...