مشعوذة تتوب وتقرر حفظ القرآن
الخميس, 31-مايو-2007المؤتمرنت - قررت مشعوذة تعيش في السعودية التوبة عن أعمال السحر والدجل بعد أن مارستها لأكثر من 30 عاما، وذلك بحسب ما ذكرت مجلة عربية معروفة، وقد عزت "أم ناصر" توبتها إلى ما تعرضت له من "عقاب دنيوي" حيث فقدت زوجها و3 من أبنائها خلال شهر، وبعد توبتها بدأت تحفظ القرآن الكريم وباشرت كذلك العمل في جمعية لتحفيظ القرآن الكريم.
وعن إرهاصات توبتها تقول أم ناصر إنه وبعد أن توفي اثنان من ابنائها في حادث مروري وسوس لها الشيطان ان تستعين بأحد السحرة الذي سمعت أن له القدرة على إحياء الموتى، وطلب منها ذلك المشعوذ ان تدنس القرآن الكريم لمدة أسبوع كامل كل يوم في نفس الساعة التي قضى فيها ولديها، وذلك بحسب حديثها لمجلة "سيدتي" اللندنية.
وتتابع أم ناصر قصة توبتها قائلة: "طلب مني بعدها (المشعوذ) أن أعاشر بالحرام سبعة رجال في نفس التوقيت الذي توفي فيه ابنائي، وقمت بتنفيذ طلبه، ولكنني فوجئت بعده بيوم بوفاة زوجي وولدي الثالث، نتيجة حريق اندلع بالمنزل، وبعد هذا الموقف أقمت فترة في منزل أحد أقربائي، وقمت بمراجعة نفسي، وأيقنت أن الله عاقبني في المرة الأولى بسبب خداعي وتغريري بالناس، وفي المرة الثانية بسبب تصديقي للساحر، وعقدت العزم على ترك السحر والتوبة إلى الله. وأنا الآن أحفظ القرآن الكريم، وأعمل في جمعية لتحفيظ القرآن الكريم".
ورثته عن والدتها
وقد ورثت أم ناصر عالم السحر والشعوذة من والدتها المتوفاة، ومارست سحرها لفترة طويلة، إلى أن بدأ أبناء قريتها يضيّقون عليها ويلاحقونها، فقررت الهروب إلى الرياض، لتعمل بحرية، وتقول إنها كانت وقتئذ تحرص على أن يلقبها الناس بـ"المعالجة الشعبية" بدل كلمة ساحرة لأن ذلك كان يسبب لها الكثير من المشاكل وتجعل بعض الناس يمتنعون عن زيارتها، غير انها أكدت في نفس الوقت أنها كانت تمارس السحر وتتستر باسم المعالجة الشعبية حتى تحافظ على استمرارية عملها.
وتنفي أم ناصر خلال حديثها لمجلة "سيدتي" أنها كانت تجيد أعمال السحر قائلة: "لم أكن أعرف أي شيء عن السحر، وكل ما كنت أفعله هو أنني أستذكر ما كانت تقوله والدتي من عبارات وجمل، وأقوم بترديد هذه العبارات أمامهم، كما أنني أطلب منهم بعض الطلبات التي كانت والدتي تطلبها منهم في السابق، وحتى والدتي لم تكن تمارس السحر بمعناه المعروف، وكل ما كانت تفعله هو الخداع والتضليل واستغلال جهل الناس".
أشبه بحياة الحيوانات
وتعترف أم ناصر بأنها كانت قبل توبتها سعيدة بممارسة الشعوذة، "فقد كان الناس يبدون أمامي ضعفاء، إضافة إلى ذلك فقد كنت أحظى بمعاملة خاصة فيها من الاحترام والخوف الشيء الكثير، كما أنني حققت مكاسب مالية جيدة، ولكنني مع الوقت أصبحت أتعرض لمضايقات من بعض أهالي القرية التي كنت أقيم فيها، إلى أن قامت الشرطة باستدعائي للتحقيق معي، فهربت من القرية إلى مدينة الرياض، وأقمت في البداية عند إحدى قريباتي، ولكنها طردتني من بيتها بعد أن علمت أنني أمارس السحر".
وبعد ذلك ذهبت أم ناصر إلى منزل ابنة خالتها وأقامت عندها، ولم تعترض على أن تقوم بالسحر في بيتها، بل أصبحت هي التي تستقبل الزبائن، وكان زوجها يساعدهما في العمل، ثم تزوجت شقيق زوج ابنة خالتها وأقامت عنده في منزله، وأصبحت أنا وهو وابنة خالتي وزوجها نعمل سوياً.
وتردف أم ناصر: "ولكن بما أن حياتنا، أوعلى الأصح علاقتنا، كانت مبنية على باطل، فقد كنا نعاني من كثرة المشاكل بيننا، لدرجة أن زوجي طلقني أكثر من ثلاث مرات، ولكننا كنا نعود لبعضنا البعض، ولم نكن نبالي بأن عودتي له حرام، فقد كنا نعيش حياة أشبه بحياة الحيوانات".
اختلاف في عقوبة الساحر
من جانبه، يقول الشيخ صالح الماضي، عن السحر والسحرة وعقوبة من يتعلمون السحر إن العلماء اتفقوا على أن تعلم السحر وتعليمه وممارسته حرام، قال ابن قدامة، رحمه الله، في «المغني»: أن تعلُم السحر وتعليمه حرام، لا نعلم فيه خلافاً بين أهل العلم. وقال الإمام النووي، رحمه الله، في «شرح مسلم»: .. وأما تعلمه، أي السحر، وتعليمه فحرام».
ورغم اتفاقهم على حرمة تعلم السحر وتعليمه وممارسته، إلا أنهم اختلفوا في تكفير فاعله، فذهب جمهور العلماء، ومنهم مالك وأبو حنيفة وأصحاب أحمد وغيرهم، إلى تكفيره، وذهب الشافعي إلى التفصيل، فإن كان في عمل الساحر ما يوجب الكفر، كفر بذلك، وإلا لم يكفر، واستدل الجمهور القائل بكفر الساحر بقوله تعالى: {وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر} قال الحافظ في «الفتح»: فإن ظاهرها أنهم كفروا بذلك، ولا يكفر بتعليم الشيء إلا وذلك الشيء كفر، وكذا قوله في الآية على لسان الملكين: {إنما نحن فتنة فلا تكفر} فإن فيه إشارة إلى أن تعلم السحر كفر فيكون العمل به كفراً، وهذا كله واضح، واستدل الشافعية بما رواه أبو هريرة أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: «اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات». متفق عليه. قالوا: دل الحديث على أن السحر ليس من الشرك بإطلاق، ولكن منه ما هو معصية موبقة كقتل النفس وشبهها.
أما عن حكم الساحر فيقول الشيخ صالح: اختلف أهل العلم في عقوبة الساحر، فذهب الحنفية إلى أن الساحر يقتل في حالين، الأولى: أن يكون سحره كفراً، والثانية: إذا عرفت مزاولته للسحر بما فيه إضرار وإفساد ولو بغير كفر. وذهب المالكية إلى قتل الساحر، لكن قالوا: إنما يقتل إذا حكم بكفره، وثبت عليه بالبينة لدى الإمام. وعند الشافعية: إن كان سحر الساحر ليس من قبيل ما يكفر به، فهو فسق لا يقتل به، إلا إذا قتل أحداً بسحره عمداً، فإنه يقتل به قصاصاً. وذهب الحنابلة إلى أن الساحر يقتل حداً ولو لم يقتل بسحره أحداً، لكن لا يقتل إلا بشرطين، الأول: أن يكون سحره مما يحكم بكونه كفراً، مثل فعل لبيد بن الأعصم، أو يعتقد إباحة السحر. والثاني: أن يكون مسلماً، فإن كان ذمياً لم يقتل، لأنه أقرَّ على شركه وهو أعظم من السحر، ولأن «لبيد بن الأعصم اليهودي سحر النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقتله». العربية نت