عدوية يقاضي إسرائيل لبثها أغنياته
الخميس, 31-مايو-2007أحمد الشوكي - استطاع المطرب أحمد عدوية أن يثبت أن الزمالك في صالحه، ويبرهن علي أن الأغنيات الشعبية التي هوجمت من قبل النخبة قبل ثلاثين عاما هي ضد فساد الزمن، وأنها عن عين يقين آخر الطبعات في الأغنيات الشعبية الحقيقية، تلك التي كان يمتلك ناصيتها قبل هذه الفترة المطرب محمد عبدالمطلب ومحمد رشدي وكارم محمود وشفيق جلال، وعايدة الشاعر وليلي نظمي، ليختلف عدوية عن كل هؤلاء، بأغنيات تقترب من لغة الحرفيين، لكن علي ضفاف جمل موسيقية ما تزال سائرة في بحر الليالي، حيث لا تخلو سهرة أو فرح في مصر إلا وأغاني عدوية حاضرة فيها، وقد كلف عدوية مؤخرا محاميه أن يقاضي إذاعة إسرائيل ببثها أغنياته دون موافقته.
سألته:
كيف خطرت بذلك هذه الشكوي، وإذاعة إسرائيل تذيع للجميع؟
هو تسجيل موقف، فأنا أعلن رفضي، وسواء أذيعت الأغاني أم لم تذع فهذا لن يضرني، إنما أنا أردت أن أؤكد كراهيتي لإسرائيل، تلك التي تستخدمها أمريكا كشوكة في قلب العرب، تضرب الأشقاء في فلسطين ولبنان والعراق، وتقوم بدور الحارس الأمني لأمريكا في ديارنا.
ما هي أخبار الدويتو مع الصوت دومينيك والتي ستغني معها أغنيتك القديمة، السح الدح امبو ؟
أنا لا أعرفها، لكن علمت أنها ترغب في غناء تلك الأغنية، وعلمت أنها تريد الظهور معي، وما زلت أفكر في قبول أو رفض هذا الدويتو.
هل تفكر في توأم فني جديد، بعد رحيل توأمك حسن أبو السعود؟
لقد عرفنا طريق الشهرة معا، قبل ثلاثين عاما، وما تزال الأغنيات التي لحنها لي باقية في سمع الناس، وتغني في كل احتفالية شعبية، وأخيرا قامت إحدي شركات الكاسيت الغربية بإعادة توزيع أغنية يا بنت السلطان وقد غناها عشرات المطربين قبل ذلك، وتسببت في شهرة كل من هب ودب من أنصاف وأرباع المطربين، ولا أعتقد أن الساحة الفنية اليوم بإمكانها أن تطرح لي ابو السعود آخر، فقد قدم لي عشرات الأغنيات، وهو الذي دفع بي للغناء أول مرة حين وجد فرصة لي أن أغني وقت خلاف بين صاحب محل والمطرب محمد العزبي، فدعاني علي الفور، وأقنع صاحب المحل بجودة صوتي، وأصبحنا من ذلك الحين توأمين لا ننفصل الا برحيل أحدنا.
بماذا تفسر اليوم قول الذين قالوا من قبل هذا زمن عدوية ؟
هي كلمة كانوا يقولونها كدليل علي تردي الزمن، لكني أثبت أن الزمن كان في صالحي، إذ قدمت أغنيات شعبية جديرة بالاحترام، وأنت تستمع الآن إلي ضوضاء يسمونها شعبيات، تموت كل فترة لتولد من جديد شعبيات جديدة بأصوات جديدة أيضا، وينسي الناس ما كان يغني منها قبل عام أو قبل أشهر، فبالنسبة للغناء الشعبي الزمن ما يزال زماني.
من يعجبك من الأصوات الشعبية التراثية؟
يعجبني طلب ورشدي، فهما أعمامي الذين تربيت علي أغنياتهم الشعبية الجميلة، التي ما يزال الناس يذكرونها ويغنونها.
لماذا لم تغن ألوانا أخري غير الشعبيات؟
هناك مطربون شعبيون يقبل منهم أن يغنوا شعبيات ويغنوا ألوانا غنائية أخري مثل القصائد، لكن بالنسبة لي أنا مطرب شعبي صرف، لا يستطيع أن يخلع عباءة الشعبية.
كيف تقضي وقتك خلال هذه الفترة؟
بمتابعة الغناء، وأقضي وقتا يوميا علي المقهي، أتسامر فيه مع الأصدقاء.
لقد حكمت دولة الكويت بالإعدام علي الرجل الذي تسبب في إصابتك منذ خمسة عشر عاما.
هذا الرجل يتاجر في الممنوع، والحكم الذي صدر ضده، أنا أعتبره قصاص السماء.
لماذا لا تنتج ألبوما جديدا، وتصور إحدي أغنياته؟
لا أجد منتجا، رغم أني سجلت ثماني أغنيات علي حسابي الخاص، منهم أغنية من ألحان حسن أبو السعود وأخري من ألحان فاروق سلامة الذي لحن لي من قبل أغنية كله علي كله .
ما رأيك في أصوات مثل شعبان عبدالرحيم وسعد الصغير؟
هذه النوعية من أصوات لها جمهورها، وليس علينا أن نكون ضدها، أو نمنعها من الغناء، والأيام هي الحكم سواء أكانت لها أو عليها.
كيف تري رأي الموسيقار عبدالوهاب فيك بأن صوتك جميل؟
أنا سعدت جدا عندما علمت وقتها أنه وصفني هذا الوصف، فهو موسيقار الأجيال العظيم، والذي ستبقي ألحانه أبد الدهر.
هل تفكر في العودة للسينما، أم أن سينما الشباب لا تروق لك؟
لم تعرض عليّ أعمال سينمائية منذ فترة، لكن إذا عرض عليّ سأوافق إذا كان الدور به من الغناء ما يشجعني علي التمثيل.
هل تعزف علي أي من الآلات الموسيقية؟
لا أعزف أي آلة، وكنت أتمني أن أتعلم عزف آلة العود فهو أنيس المطرب، لكن تعليمه كان يحتاج مواظبة منذ الصغر، وعندما كبرت انشغلت بالسهر والغناء.
ما هي مواصفات المطرب الشعبي الجيد؟
الغناء الشعبي في أساسه روح وليس كلمات عامية بذاتها، أو مجرد لحن خفيف أو موال بالإضافة إلي هذه الروح الخاصة، علي المطرب الشعبي أن يحفظ الكثير من التراث الشعبي للرواد الشعبيين من قبله، فالمطرب الشعبي ليس وليد مصادفة، بل هو نتاج حفظ ومخزون لجميل الغناء للسابقين.
لماذا لم تنجح ألبوماتك الأخيرة التي ظهرت قبل ست سنوات نجاح أعمالك الأولي؟
النجاح أرزاق لكن قدمت نفس لوني الذي عهدني الناس فيه، وتعاملت مع نفس الشعراء والملحنين الذين أتعامل معهم منذ سيرتي الغنائية الأولي.
كيف كانت تمثل لك الفرقة الموسيقية التي كانت تصاحبك؟
إن نصف نجاح المطرب يكمن في فرقة موسيقية جيدة تعزف وراءه، وقد كان يعزف معي عبده داغر وسيد أبو شفة وفاروق سلامة وأبو السعود، وكان كبار الملحنين في مصر يأتون الي سهراتي ليسمعوا عزفهم المنفرد علي آلاتهم، بصف النظر عن غنائي.
*القدس العربي