محمد أنعم - عض الأشقاء في دول الخليج ألسنتهم بعد أن سمعوا قادة الانفصال يناشدون إيران بالتدخل في شؤون اليمن.. بعد أن ألهتهم ربما خسائر البورصات عن التنبه لخطر لعب الحرس الثوري ببورصات المنطقة برمتها..
ومثلما لم يستشعروا خطر العناصر الانفصالية التي ظلت تكرس داخل المجتمع الخليجي النزعات الانفصالية ومزاعم حقوق الأقليات وغير ذلك من المصطلحات المريضة، والدعوات الحاقدة والتي كان يتم إسقاطها على المجتمع اليمني وتروج لها بحماس شديد العديد من الوسائل الإعلامية الخليجية إلى درجة الإفراط المبالغ فيه، الأمر الذي يبعث الريبة ويوحي بأن تلك الوسائل الإعلامية صارت تدار من قبل خلايا إيرانية خصوصاً وأن ذلك الترويج لتمزيق وحدة المجتمع اليمني لا يبدو عفوياً إطلاقاً بعد التطورات الأخيرة خاصة والجميع يدرك أن الاعلام سلاح ذو حدين..
لا أعتقد أن مغادرة المدعو البيض سلطنة عمان كان عفوياً أيضاً، بل كان مخططاً له مثلما هو الأمر بالنسبة لحيدر العطاس والحسني وغيرهم والذين عادوا للترويج لمصطلحات تمزيقية تستهدف وحدة اليمن في خطابهم بدرجة أساسية، وفي نفس الوقت يحرضون شعوب الخليج على التمرد والفوضى وذلك في محاولة لإعادة رسم خارطة سياسية جديدة لدول الجزيرة وفقاً للمخطط الفارسي.
إن تحركات الانفصاليين في دول الخليج تكثفت عقب إعلان الحوثي التمرد المسلح ضد النظام عام 2004م، والذي تزامن مع تشكيل ما يسمى بالحراك السلمي في بعض المحافظات الجنوبية، ولهذا لا ريب أن نجد علي سالم البيض والعطاس وعلي ناصر ويحيى الحوثي وحسن زيد يطالبون إيران التدخل في الشؤون الداخلية اليمنية في الوقت الذي تقوم فيه عصابة التمرد بشن حملة إعلامية واعتداء سافر على الأشقاء في المملكة.
هنا لابد أن نتوقف قليلاً ونتساءل لماذا يقف الانفصاليون مع الحوثيين ويطالبون إيران بالتدخل في شؤون اليمن..؟!
يبدو أن الإجابة على هذا السؤال تكمن تفاصيلها بمعرفة الأسباب والدوافع التي جعلت حيدر العطاس يستقبل قناة »الجزيرة« في مدينة جدة وبفلته الرائعة لتستكمل النصف الثاني من حوار سبق وأن أجرته معه وتبثه بعد عام ، كما يرتبط بنفس الأسباب التي جعلت البيض يغادر مسقط الى أوروبا ليلحق رفيقه يحيى الحوثي.. إذا فمهاجمة يحيى الشامي عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني السعودية عبر قناة »الجزيرة« جاء ذلك في إطار تلك الأجندة التي تخدم المخطط الإيراني في المنطقة.. ولا يمكن أن يكون هذا الترابط والتحرك المخطط من صنع الصدف.
لماذا السعودية والإمارات؟!
فشل الانفصاليين في تنفيذ مؤامرتهم على اليمن عبر الاستعانة بدول الخليج، دفعهم إلى أن يتحالفوا مع إيران في محاولة لتنفيذ المشروع الانفصالي الذي يستهدف ضرب الوحدة اليمنية وتفتيت البلاد الى دويلات صغيرة، ليكون ذلك النموذج قاعدة ينطلق منها المتمردون الحوثيون لتفجير خلافات مذهبية في السعودية بهدف ضرب الوحدة السعودية من خلال تبني جماعات على شاكلة العطاس والبيض والحسني لإطلاق مشاريع تآمرية يطالبون فيها بإعادة النظر في الوحدة التي أقامها المرحوم الملك عبدالعزيز بن سعود لأراضي المملكة، وفي ذات الوقت تقوم جماعة أخرى وبدعم مجوسي للمطالبة بحكم المملكة من »البطنين« وإعادة أحفاد وأولاد عمومة »شريف مكة« لحكم البلاد باعتبار آل سعود مغتصبين للسلطة، والأمر نفسه بالنسبة للأدارسة.. وهلمجرا..
هذا السيناريو بالتأكيد سيجري تطبيقه ضد وحدة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة أيضاً التي حققها المرحوم الشيخ زايد بن سلطان لتغلق إيران بذلك والى الأبد ملف الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها .. ولا خيار أمامها غير ذلك لإنهاء هذا الملف نهائياً.. أما بقية دول الخليج فالتغيير الديمغرافي الذي أحدثته إيران داخلها عبر الهجرة سيحولها مع السنين إلى فسيفسات طائفية.. إلى مدن فارسية.
[email protected]*