الجمعة, 25-أبريل-2025 الساعة: 06:13 ص - آخر تحديث: 12:05 ص (05: 09) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
عمرُ الأنانية ما بَنَتْ وطناً !!



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من قضايا وآراء


عناوين أخرى متفرقة


عمرُ الأنانية ما بَنَتْ وطناً !!

الإثنين, 15-مارس-2010
فيصل الشبيبي - عندما يضع السياسيون الوطنَ نصبَ أعينهم ويكون بناؤه هو الهمّ الأول الذي يحملونه والمقصد الرئيس من وراء خوضهم غمار اللعبة السياسية ، فإن جميع الخلافات في الرؤى حول الآليات التي تُدارُ بها مؤسساتُ الدولة تكون الاستثناءَ الذي لا يؤثرُ على المكونات البنيوية للبلد ، وهنا لا خوف من أن ينزلق أيُّ جزء من الوطن إلى أتون أي صراع. أما عندما تهيمن الأنانية على السياسيين كما أفرز ذلك المشهدُ السياسي في بلادنا خلال السنوات الأخيرة فإن الأمور تصبح أكثرَ تعقيداً ، والمسافاتُ أكثر بُعداً ، لأنهم يعتمدون في نهجهم على آليات مختلفة عن تلك المؤطرة ضمن الإطار الجمعي ويمرون عبر مسالك تقود نحو التشرذم والتمزق ونشر الفوضى .
فلو لم تكن أحزاب اللقاء المشترك أنانيةً ما اختارت أسلوب لي الذراع وانحازت إلى صف رافعي السلاح بوجه الدولة ، ولسمَّتِ الأشياءَ بمسمياتها ، وعارضت ما يستحق المعارضة ، وساندت ما يستحق الإسناد ..
ولو لم يكن من يسمّون أنفسهم بالحراكيين أنانيين لما أشاعوا ثقافة الكراهية ونصبوا مفارز الموت والعداء وأخافوا السبيل ورفعوا أعلام التشطير تحت مسمى « الحراك السلمي » ولما فكّروا بأنفسهم ومصالحهم الشخصية على حساب السلم الاجتماعي والأمن والاستقرار ، وما غلّبوا ثقافة الموت على الحوار والتسامح .
فأين السلم ممن يقترف تلك الجرائم والأعمال الوحشية ؟ وهل لمن يطالب حقوقاً أن يدعو إلى الفرقة ويُحرّضُ على العنف ويقتل على الهوية ؟
ولو لم يكن بعضُ المسؤولين أنانيين ، ما حنثوا باليمين الدستورية والقانونية التي أقسموها ، وجعلوا من مناصبهم غنيمة للتلاعب بأموال الناس وحقوقهم ، وفكروا فقط بأنفسهم وأولادهم ونسوا أو تناسوا أن المسؤولية مغرمٌ وليست مغنماً ..
السياسيون الحقيقيون ــ سواءً كانوا في السلطة أو المعارضة ــ هم أولئك الذين لا همَّ لهم سوى بناء الوطن والحفاظ على نسيجه الاجتماعي متماسكاً ، هم من يتوحدون بوجه أي خطر خارجي يتهدد وطنهم ويعملون على إفشاله ولا يسمحون بالتدخل في شؤونه .
السياسيون الحقيقيون هم من يُسخِّرون جُلَّ جهودهم لخدمة شعبهم ويعملون ليلاً ونهاراً على توفير العيش الكريم لأبنائه والنهوض به، لا من يضيفون إلى همومه هموماً تثقل كاهله وتؤرّق منامه وتكدّرُ حياته ، هم من يحاصرون كل الدعوات الخارجة عن الدستور والقانون لما لها من انعكاسات سلبية على المستقبل ، فعمر الأنانيين ما بنوا وطناً ولا صنعوا تاريخاً ، لأنهم لا يرون إلاّ أنفسهم ومصالحهم، ومن كان كذلك فلن يجني غير الفشل ، ولنعلم جميعاً أن التاريخ لن يرحم أو يجامل أحداً ، وسيحدد من سيدخله من أوسع أبوابه وكذلك من سيرميهم في مزبلته ، فعمرُ الأنانية ما بَنَتْ وطناً لو كانوا يعقلون.

[email protected]



comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

صادق‮ ‬بن‮ ‬أمين‮ ‬أبوراس - رئيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة

24

قاسم محمد لبوزة*الذكرى العاشرة للعدوان.. والإسناد اليمني لغزة

25

غازي أحمد علي محسن*اليمن قَلَبَ الموازين ويغيّر المعادلات

26

جابر عبدالله غالب الوهباني* عبدالعزيز عبدالغني.. الأستاذ النبيل والإنسان البسيط

22

أ.د عبدالعزيز صالح بن حبتورحرب اليمن والقصة الحقيقية لهروب الرئيس عبدربه منصور هادي الى السعودية

14

عبدالقادر بجاش الحيدريالبروفيسور بن حبتور... الحقيقة في زمن الضباب

06

إياد فاضل*في ذكرى الاستقلال

29

أحلام البريهي*نوفمبر.. إرادة شعبٍ لا يُقهَر

29

د. أبو بكر القربيفرحة عيد الاستقلال.. وحزن الحاضر

29

بقلم/ يحيى علي الراعي*ثورة الـ "14" من أكتوبر عنوان السيادة والاستقلال والوحدة

13

عبدالسلام الدباء*المؤتمر الشعبي رائد البناء والتنمية والوحدة

26

أحمد الكحلاني*شجون وطنية ومؤتمرية في ذكرى التأسيس

25

نبيل سلام الحمادي*ميلاد وطن

24

أحمد العشاري*المؤتمر.. حضور وشعبية

24








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2025