أوباما يفاجئ قرضاي بزيارة سرية
الإثنين, 29-مارس-2010المؤتمرنت - وكالات - فاجأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما الجميع برحلة سرية إلى أفغانستان ليبلغ رئيسها حامد قرضاي بنفسه هذه المرة وبشكل حاسم ضرورة أن يتحرك نحو تبني منهج شفاف، وأن الولايات المتحدة لن تدعم حكومة تغض النظر عن الفساد وتتبنى المحسوبية وتقيم علاقات مع لوردات الحرب من أمثال دوستم وغيره .
وكان أوباما قد غادر البيت الأبيض، الجمعة، في طريقه إلى منتجع كامب ديفيد حيث أبلغ الصحافيين المعنيين بتغطية البيت الأبيض، أنه سيمضي عطلة الأسبوع هناك، ولم يتم ابلاغ سوى عدد محدود من الصحافيين بالرحلة السرية بعد أن تعهدوا بعدم إبلاغ أي شخص عنها حتى ذويهم ورؤسائهم، ووصل أوباما مع طاقم محدود من مساعديه وكذلك عدد محدود من الصحافيين إلى قاعدة باغرام حيث كان في استقبالهم السفير الأمريكي في كابول، ومن هناك غادر على متن مروحية إلى القصر الرئاسي بكابول حيث أبلغ قرضاي بالزيارة قبلها بساعة واحدة فقط .
وحرص أوباما على أن يكون لقاؤه بقرضاي في حضور أعضاء حكومة الأخير في إشارة إلى محتوى الرسالة الحازمة التي يحملها الرئيس الأمريكي بنفسه، وهي رسالة تلخص خطة إدارة أوباما بهدف الاسراع في التخلص من الوجود الأمريكي في المستنقع الأفغاني، كإحدى الحروب التي ورثها عن إدارة تشيني - بوش من دون حسم ومن دون نجاح يذكر في الوقت الذي تستنزف الأموال وأرواح الأمريكيين .
أوباما الذي ذهب إلى أفغانستان بعد أسبوع من تحقيقه انتصارات تاريخية أولها تمرير قانون الرعاية الصحية وثانيها التوصل لاتفاق مع روسيا حول اتفاقية التسلح، يريد بهذه الزيارة الاسراع باحراز انتصار سريع وحاسم ليتفرغ لباقي المعارك الداخلية في عام انتخابات التجديد النصف للكونغرس والذي ستحدد نتيجته سير الانتخابات الرئاسية المقبلة .
وتعتمد خطة أوباما للخروج من مستنقع أفغانستان على:
1- التأكد من التزام الحكومة الأفغانية بوقف الفساد والمحسوبية واعتماد الشفافية، وتحجيم أمراء الحرب، لا سيما دوستم وغيره، وكان قرضاي قد أعاد دوستم خلال حملته الانتخابية الأخيرة رغم اتهامات للأخير بالتورط في أعمال تصل الى ارتكابه ورجاله جرائم “حرب” ضد أفغان، وهي الانتخابات التي انتهت بفوز مشكوك فيه لصالح قرضاي .
2- محاصرة زراعة والاتجار في المخدرات والتي أتاحت عائداً مالياً ضخماً وغير مسبوق لصالح أشخاص لهم علاقة بالحكم (في إشارة الى شقيق قرضاي وغيره من المحسوبين عليه)، حيث تخشى واشنطن أن يكون جانب من هذه الأموال لصالح دعم الفساد ولصالح شراء السلاح وأعمال أخرى كلها تؤدي الى تنامي نفوذ طالبان .
3- التأكد من إقامة نظام قضائي مستقل، يدعم الأمل لدى الأفغان، ويحافظ على شفافية الحجم .
4- الإسراع بتشكيل قوات أمن أفغانية وقبول أعضاء ينتمون الى مختلف القبائل والأنحاء الأفغانية بها مع استمالة “المعتدلين” من طالبان للدخول في العملية السياسية وفي هذه القوات، لتتحول القوات الأمنية الأفغانية الى قوات حفظ للأمن تنتشر في أنحاء أفغانستان بما في ذلك مناطق القبائل، وليس بالعاصمة وحولها لحماية قرضاي وأتباعه والحكومة فقط . وذلك على شاكلة نموذج الصحوة الذي نفذ في العراق بنجاح، وذلك بالتزامن مع عملية تنمية حقيقية يشعر بها الأفغان مباشرة مثل تكثيف أعمال البنية التحتية والرعاية الصحية والتعليم .
هذا أهم ما تضمنته رسالة أوباما الى قرضاي وأعضاء حكومته، أما لقاؤه مع أعضاء القوات الأمريكية بأفغانستان وعلى رأسهم القائد ماكريستال، فإن أوباما الذي ذهب الى أفغانستان هذه المرة باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية، اطلع منهم على الأوضاع وخطط التعامل مع “القاعدة” ومتشددي طالبان وذلك بعد أسبوع من الرسالة التي وجهها زعيم القاعدة أسامة بن لادن من مخبئه .