استبعاد عقد قمة مصغرة في شرم الشيخ لحساسية الموقف وعدم التصعيد مع تونس
الأربعاء, 31-مارس-2004المؤتمرنت - فرانس برس - -
استبعدت المصادر السعودية والعربية في الرياض إمكان عقد قمة مصغرة في منتجع شرم الشيخ في مصر اليوم حيث يتوقف فيها ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز, في طريقه الى النمسا, للقاء الرئيس حسني مبارك للبحث في سبل التوصل الى اتفاق عربي على مكان انعقاد القمة التي أجلتها تونس وزمانه. كما يقوم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اليوم بزيارة قصيرة لشرم الشيخ للقاء الرئيس المصري للغرض ذاته.
ونقل وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع أمس رسالة من الرئيس بشار الأسد الى كل من الرئيس مبارك والأمير عبد الله, خلال زيارة خاطفة للقاهرة والرياض
وأوضحت المصادر ان الدول العربية الرئيسية الثلاث السعودية ومصر وسورية, بالإضافة الى الأردن والبحرين التي ما زالت ترأس القمة العربية, تواجه مأزقاً في عقد قمة عربية مصغرة بسبب حساسية الموقف وعدم رغبة قادة هذه الدول بأن يظهروا وكأنهم تكتل عربي مناهض لتونس, المدعومة من دول المغرب العربي.
ولاحظت المصادر ان الدول العربية التي فوجئت بقرار تونس تأجيل القمة وانتقدته, تواجه الآن مأزقاً بعدم قدرتها على عقد القمة العربية المصغرة, خصوصاً بعد تجديد تونس تمسكها بعقد القمة برئاستها وفوق أراضيها.
وعلى رغم ما تردد في القاهرة عن تأييد تسع دول عقد القمة في مصر, تعتبر السعودية ان ذلك يجب ان يتم بالاتفاق مع تونس من أجل عدم اثارة خلافات عربية.
وكان موضوع الاتصالات العربية لتجاوز مأزق مكان عقد القمة العربية وتحديد موعد جديد لها موضع بحث في لقاء ولي العهد السعودي مع وزير الخارجية السوري بعد ظـهر أمس في الرياض, في حضور الأمير سعود الفيصل. ونقل الشرع رسالة من الرئيس الأسد الى الأمير عبد الله, بعدما كان نقل رسالة مماثلة الى الرئيس مبارك.
واكتفت مصادر حضرت اللقاء بالقول ان الرسالة والاجتماع يأتيان في اطار الاتصالات العربية الجارية للوصول الى اتفاق عربي على مكان القمة العربية وموعدها".
وتبادل وزير الخارجية السعودي أمس العديد من الاتصالات الهاتفية مع بعض نظرائه العرب. وعلم ان الاتصالات العربية لا تستهدف فقط مكان القمة وتاريخها, وانما ايضاً جدول أعمالها, والاتفاق على تضمنه ما قرره وزراء الخارجية في اجتماعاتهم في تونس, من أوراق عمل ومبادرات, أو طرح الورقة التونسية للإصلاح التي فاجأت الوزراء خلال اجتماعاتهم التحضيرية وأثارت الخلاف.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر ديبلوماسي عربي رفيع المستوى في القاهرة ان "التئام القمة في مصر ما زال يقتضي جهداً كبيراً لاقناع تونس والرئيس زين العابدين بن علي شخصياً بالحضور". وقال المصدر انه وفقاً لنظم الجامعة العربية فإن "القمة ينبغي أن تكون برئاسة تونس. ولا يمكن أن تلتئم إلا بحضور الرئيس بن علي إذ لا يصح أن يجتمع القادة العرب إلا برئاسة أحد نظرائهم". وتوقع ان تكون أمام الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى, الذي أعلن انه سيزور تونس الجمعة في إطار جولة تشمل المغرب والجزائر, "مهمة صعبة" في العاصمة التونسية, خصوصاً بعدما انتقد الرئيس المصري قرار نظيره التونسي بتأجيل القمة وأعرب عن امتعاضه لاتخاذ مثل هذا القرار "من دون تشاور مسبق" مع القادة العرب.