ليس منا ابدأ ؟؟
الأربعاء, 29-ديسمبر-2010د . خالد حسن الحريري* - وأنا استمع إلى الأغنية الوطنية الشهيرة " رددي أيتها الدنيا نشيدي " والتي مثلت العديد من أبياتها النشيد الوطني للجمهورية اليمني, أحسست بقوة كلماتها وعمق معانيها الوطنية ومدى حاجتنا إلى فهمها وأدراك مضامينها وتجسيدها في سلوكنا الوطني وتفاعلنا مع مختلف القضايا والتحديات التي تواجه وطننا اليوم وتعاملنا مع كل من يتربص بأمن ووحدة هذا الوطن, أو يسعى إلى تشويه وتدمير منجزاته والعودة بهذا الوطن إلى الوراء سواء إلى عهود الكهنوت والإمامة والتخلف ما قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة1962 م أو إلى عهود الفرقة والشتات ما قبل الثاني والعشرين من مايو 1990 م.
فكل المتربصين بوحدة وأمن الوطن والحالمين بعودة عجلة التقدم والتنمية والوحدة الوطنية والديمقراطية إلى الوراء ليسو منا نحن أبناء هذا الوطن الغالي المحبين له والعاشقين لترابه والحريصين على وحدته وأمنه واستقراره وأن كانوا ينتمون إلى هذا الوطن بالبطاقة الشخصية أو العائلية .
وكل من يسعى إلى نشر الفرقة والخلاف بين أبناء وطننا الواحد ويدعوا إلى الردة والانفصال يجب أن نقف ضده ونواجهه بمختلف الوسائل لأنه ليس منا ابدأ من فرقا.
فوحدتنا هي عزتنا ومصدر قوتنا وتفوقنا على أعدائنا .هي النشيد الرائع الذي يملأ نفوسنا وتعزفه أوتار قلوبنا كل يوم لتنبض بالحياة وتغذي خلايا أجسامنا بحب الوطن والحرص على وحدته وتقدمه وأمنه واستقراره ولن نسمح لأي كان أن يمس وحدتنا بسوء ولن يتمكن أحد من أن ينزع من قلوبنا حب الوطن أو يزرع في نفوسنا بذور الفرقة والشتات لأن نبض قلوبنا أصبح وسوف يظل يمنياً وحدويا ولن ترى هذه الدنيا على أرضنا الطاهرة أي حاقد أو خائن أو عميل أو وصيا .
ووحدتنا ستظل بعون الله أبدية لأنها صيغت بأيدي الحكماء وتحققت بسواعد الشرفاء وتعمدت بدماء الشهداء فأصبحت بذلك أبدية مادامت الأرض وبقيت السماء , ولأنها كذلك فلن يضرها سم الأفاعي ولا أنياب الذئاب ولا نعيق الغربان . فالوحدة قطار لن يتوقف سيره فعرباته تحمل هذا الشعب العظيم وعجلاته تسير على قضبان التطوير والتعمير والتغيير وحارسها هو العلي القدير جل شأنه , جعل الوحدة خيارنا والتوحد قدرنا والالتئام سبيلنا ونفضنا بالوحدة رق الفرقة وعبودية التشطير وعرفنا من خلالها معنى العزة بعد الذلة ومعنى الأمن بعد لخوف ومعنى القوة بعد الضعف ومعنى الوئام بعد الانقسام . ووحدتنا أبدية لن يشوه جمالها الفاسدون فمئآلهم حتماً إلى زوال ومئآل الوحدة للبقاء ما دامت الأرض وبقيت السماء .
وكل من يحاول أن يصب نار الفتنة والتخريب لأزهار منجزاتنا الديمقراطية والوحدوية المثمرة كي يحرقها ويدمرها يجب أن تقف بحزم ضده ونمنعه من إشعال نيرانه ونشر أفكاره الخبيثة بيننا وفي أرضننا لأنه ليس منا ابدأ من يسكب النار في أزهارنا كي تحرقا ..
تحية لكل شهيد ضحى من أجل اليمن ووحدة اليمن وأروى بدمه الطاهر تربة هذه الأرض الطيبة فأنبتت جيلاً رشيداً لا ولن يضل أو يتخاذل عن نصرة وطنه والحفاظ على وحدته الغالية فكل صخرة وذرة رمل في جنوب أو شمال هذا الوطن الغالي هي ملك كل أبنائه وليست ملكا لأحد .