الفارسات السعوديات.. اعتراف دولي ورفض محلي
الثلاثاء, 01-مايو-2012المؤتمرنت - ليس هناك ما يمنع وليس هناك ما يسمح، وبين رفض مجتمع وقبوله، واعتراف دولي وتهميش محلي، تمتطي فتيات سعوديات فارسات صهوة خيولهن ليمارسن هوايتهن ويسابقن في غير أرضهن، لحين بينة وقرار واضح يفصل في الرياضة النسائية، خاصة الفروسية.
وفي عدة مناطق في السعودية توجد أندية فروسية للتدريب على هامش غير واضح وتحت أسماء أخرى، تلتحق بها سعوديات يعشقن الفروسية ويرين أنها رياضة مفيدة وممتعة وحق مكفول لهن.
وفي تقرير لمركز تدريب ركوب الخيل بجدة، فإن السعوديات من أكثر السيدات ركوباً للخيل، وأشار التقرير إلى أن هناك إقبالاً متزايداً على رياضة ركوب الخيل من مختلف الأعمار في السعودية، مشيراً إلى أن أكثر من 50 % من المتدربين على ركوب الخيل من السيدات، فيما يشكل الأطفال 30 % بينما نسبة الرجال لا تتعدى 10 % فقط.
للرجال فقط!
ومن هذه الأندية غير المعترف بها وتحت عدة أسماء خرجت فارسات سعوديات شاركن في بطولات عدة خارج المملكة، يمثلن برضا من السعودية ولكن بلا اعتراف رسمي، فاتحاد الفروسية السعودي فقط للرجال مع أن في السنوات الأخيرة تم تعيين أروى مطبقاني عضوة فيه، غير أن هاويات الفروسية والفارسات السعوديات لم يلمسن أي خطوة منها في سبيل فروسية السيدات، غير أنها قدمت ابنتها «دلما ملحس» للمشاركة في أولمبياد لندن 2012 كما يراه بعضهم.
«من جهته، قال لـ » العربية نت « مدرب إسطبلات المملكة القابضة نجيب البرجس: » يوجد تناقض في الاتحاد السعودي للفروسية، حيث عيّن امرأة عضوة في مجلس إدارته ونظامه لا يزال لا يسمح بفروسية النساء أو الرياضة النسائية.
«وأضاف أن » الفارسة السعودية إذا أرادت أن تشارك في المسابقات الدولية لا بد من موافقة الاتحاد السعودي، والنظام لديه لا يسمح بتسجيلهن في كشوفاته، وفي المقابل يحظين بموافقة من الاتحاد الدولي للفروسية ويدخلن المسابقات من خلاله.
تمثيل صوري.
كما ينتقد والد الفارسة آية خليل، المتأهلة لكأس العالم للناشئين وأول سعودية تحصل على نجمتين من الاتحاد الدولي للفروسية في القدرة والتحمل، عدم الاهتمام بفروسية السيدات في وقت حققن فيه بطولات دولية.
ويرى الوالد خليل أن عضوة الاتحاد السعودي أروى مطبقاني لم تخدم فروسية البنات عدا التمثيل الصوري وتأهيل ابنتها للمشاركة بالأولمبياد.
ويأسف خليل لقلة الدعم من داخل المملكة لفروسية السيدات سواء المادي أو المعنوي، وفي المقابل تحدث عن عروض تأتي لابنته من دول الخليج، إلا أنه يرفضها لأنه لا يريد أن تمثل ابنته غير المملكة.
الإعلام يتحاشاهن
«وفي السياق ذاته قال المدرب برجس: » إن هناك اهتماماً بسباقات السرعة للرجال، ولكن المرأة لا يوجد أي اهتمام بها وغير مدعومة حتى إعلامياً، فبعض الصحف عندما نزودها بأخبار عن إنجازات الفارسات لا تنشرها تحاشياً للإحراج.
كما أشار البرجس وخليل إلى أن رياضة الفروسية مكلّفة، ما يعيق الفتاة عن مزاولة هذه الرياضة، ودعا البرجس إلى أن تتبنى وزارة التربية والتعليم أندية للمرأة تحت إشرافها ورقابتها، لمزاولة هذه الرياضة ذات الفوائد العظيمة التي لا يختلف عليها اثنان.
وقالت الفارسة آية خليل: إن هناك شحاً في أندية تدريب الفتيات على الفروسية وعدم الاهتمام بفروسية السيدات إلا من الأمير الوليد بن طلال الذي تبنى دعم الفارسات السعوديات وتدريبهن داخل المملكة وخارجها.
فروسية إسلامية
وأضافت الفارسة آية أن رياضة الفروسية تتوافق مع ضوابط الشريعة، حيث إنها ترتدي زياً إسلامياً من لباس طويل وقميص ساتر وحجاب، ويرافقها والدها في المحافل التي تشارك فيها.
ومع خروج فتاوى بتحريم مشاركة المرأة في المحافل الدولية رياضياً إلا أنه ترددت فتاوى بالجواز لرجال دين، منهم الدكتور صالح السدلان الذي أقر بجواز حق المرأة في مشاركتها بالمسابقات الأولمبية شريطة الالتزام بالضوابط الشرعية.
«وفي تصريح سابق تناقلته الصحف السعودية لرئيس رعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل قال فيه: إنه » لا يتبنى أي مشاركة نسائية سعودية في الوقت الحاضر في الأولمبياد والبطولات الدولية المختلفة.
«وأوضح » أن المشاركة النسائية السعودية ستكون حسب رغبة المشاركات من الدارسات أو المقيمات في الخارج، فما سنقوم به هو المساعدة فقط حتى تكون المشاركة في الإطار المناسب الذي يتفق مع الشريعة الإسلامية.