السعودية تعيد فتح سفارتها في القاهرة
الجمعة, 04-مايو-2012المؤتمرنت - أمر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الجمعة باعادة فتح السفارة السعودية في القاهرة بعدما تم اغلاقها الاسبوع الماضي اثر احتجاجات غاضبة، ما يؤدي الى نزع فتيل ازمة نادرة بين مصر والسعودية.
ونقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية عن مصدر مسؤول قوله "وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بمباشرة سفير المملكة الى القاهرة لعمله بدءا من يوم الاحد القادم، واعادة فتح السفارة وكل من قنصليتي المملكة في الأسكندرية والسويس".
وجاء قرار العاهل السعودي اثر استقباله الجمعة وفدا مصريا رفيع المستوى ضم رئيسي مجلسي الشعب والشورى محمد الكتاتني واحمد فهمي وصل الخميس الى المملكة من اجل العمل على انهاء الازمة في العلاقات المصرية-السعودية.
واضاف المصدر بحسب الوكالة ان هذا التوجيه جاء "نظرا للمشاعر النبيلة والمخلصة التي ابداها الوفد الممثل لكافة اطياف المجتمع المصري تجاه شقيقتهم المملكة العربية السعودية، وانطلاقا مما تحمله المملكة من مشاعر متبادلة نحو جمهورية مصر العربية حكومة وشعبا".
وكانت الرياض قررت السبت استدعاء سفيرها في مصر واغلاق السفارة وقنصليتيها في الاسكندرية والسويس، بسبب تظاهرات مناوئة نددت بالسعودية على خلفية احتجاز المحامي والناشط الحقوقي المصري احمد الجيزاوي في السعودية. واتهمت السلطات السعودية الجيزاوي بحيازة اقراص مخدرة وهو ما نفته اسرته.
وقد تظاهر مئات المصريين الاسبوع الماضي امام مقر السفارة احتجاجا على احتجاز الجيزاوي، ورددوا هتافات مناهضة للمملكة مطالببين بالافراج فورا عنه.
وقال العاهل السعودي للوفد المصري ان "ما حدث في الآونة الأخيرة من تداعيات في العلاقة بين البلدين امر يؤلم كل مواطن سعودي ومصري شريف، وما قرارنا باستدعاء السفير واغلاق السفارة الا لحماية منسوبيها من امور قد تتطور لا تحمد عقباها"، كما اوردت الوكالة.
ورحب الملك عبد الله بحضور الوفد معتبرا ان ذلك يعبر "عن مكارم الأخلاق المستمدة من عقيدتنا الاسلامية". وقال "امام هذا الموقف النبيل لا يسعني غير ان اقول لكم باننا لن نسمح لهذه الأزمة العابرة ان تطول".
واضاف العاهل السعودي "كلي امل ان يقف الاعلام المصري والسعودي موقفا كريما وليقل خيرا او يصمت"، في اشارة الى الحملات الحادة التي شنها الاعلام في البلدين منذ اندلاع الازمة.
من جهته قال الكتاتني ان "الشعب المصري تربطه بالشعب السعودي أواصر متينة وعميقة عبر التاريخ لا يمكن ان تتأثر بحادث عابر يتم هنا او هناك"، مضيفا "اننا ومن منطلق العلاقة القوية بين شعبينا لا بد ان نتجاوز هذه الأحداث العابرة ولا ندعها تعكر صفو العلاقات بين البلدين".
وقال في ختام كلمته ان "سحب السفير السعودي من القاهرة للتشاور امر يعز علينا كمصريين، وهذا الوفد الذي جاء ليؤكد على عمق العلاقة بيننا يرجو منكم ان يعود السفير معنا وعلى نفس الطائرة الى القاهرة ليباشر عمله".
من جهته اكد فهمي على عمق العلاقات الراسخة بين البلدين.
وكان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل استقبل الوفد المصري مساء الخميس. وقال الفيصل امام الوفد "لا نستبعد ابدا ان تقف اصابع خارجية لا تريد الخير لنا ولا لمصر ولا للأمة جمعاء وراء اي تعكير في صفو العلاقات الراسخة والمتينة والمتنامية بين بلدينا وشعبينا".
واضاف "نحن واثقون كل الثقة ان العقلاء من الطرفين قادرون على تجاوز الصغائر ... لعودة العلاقات الرفيعة ومستواها الراقي المعهود".
وقد غادر الوفد البرلماني المصري الرياض الجمعة عائدا الى بلاده كما ذكرت الوكالة السعودية.
وكانت منظمات حقوقية مصرية اعلنت القبض على الجيزاوي في مطار جدة فور وصوله مع زوجته لاداء مناسك العمرة "بدعوى صدور حكم غيابي بحقه يقضي بحبسه عاما وجلده 20 جلدة اثر اتهامه ب +العيب في الذات الملكية+".
واعتبرت ان المحامي المصري "اقام كذلك دعوى امام القضاء المصري اختصم فيها عاهل المملكة العربية السعودية الملك عبد الله بن عبد العزيز والسلطات السعودية واتهمهم فيها باعتقال مواطنين مصريين بشكل تعسفي وتعذيبهم بدنيا".
لكن السفير السعودي لدى مصر احمد عبد العزيز قطان اعلن في بيان انذاك عن "بالغ اسفه واستيائه لما تناولته وسائل الاعلام من معلومات خاطئة حيال هذا الموضوع".
واضاف "لم يصدر في المملكة اي حكم بسجن المذكور او جلده والقصة مختلقة من اساسها (...) تم القاء القبض على المذكور الثلاثاء الماضي بعد ضبط 21380 حبة زاناكس بحوزته وهي من الحبوب المصنفة ضمن المخدرات والخاضعة لتنظيم التداول الطبي ويحظر استخدامها او توزيعها".
يشار الى ان مصر تسعى للحصول على مساعدات من دول الخليج وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي وبنك التنمية الافريقي من اجل تمويل عجز في موازنتها يقدر بقرابة 11 مليار دولار.
* (ا ف ب )