السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 01:24 م - آخر تحديث: 02:02 ص (02: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
رضا محافظي -
درس من اليابان
تناقلت بعض الصحف مؤخرا أن بنك اليابان للتعاون الدولي اعتمد آليات و تقنيات التمويل الاسلامي اللاربوي ، دون فوائد بنكية ، و توجه نحو دراسة القواعد المالية المعتمدة لدى المصارف الاسلامية مستعينا بخبراء من ماليزيا و باكستان و السعودية من أجل احداث شراكة في التعاملات بين البنوك " الاسلامية " و البنوك اليابانية الكبيرة . كما تناقلت الصحف أن اليابان يسعى لأن يصبح عضوا في مجلس المصالح المالية الاسلامية .

بين اليابان و بين الدول الاسلامية كما هومعروف فجوة كبيرة بالرغم من تواجد أعداد معتبرة من الجالية العربية و الاسلامية على ارضه و بالرغم من المعاملات التجارية الكبيرة التي تربط الجانبين . ثقافته مختلفة تماما عن الثقافة العربية الاسلامية ، و لغته بعيدة كل البعد عن اللغة العربية من حيث الكلمات و التراكيب و النطق و غير ذلك ، وذلك اضافة الى الموقع الجغرافي لليابان البعيد عن معظم البلاد العربية الاسلامية . هذه الوضعية جعلت أن سبل التواصل بين اليابان و بين العالمين العربي و الاسلامي غالبا ما تمر عبر قنوات وسيطة و لا تجمع البلدين روابط قوية مثلما هو الحال مع الدول الأوربية مثلا أو الولايات المتحدة الامريكية . لكن على الرغم من ذلك فان اليابان لم يغفل الحقائق الموجودة في هذا العالم و من بينها أنه مرتبط ارتباطا وثيقا بالدول العربية المنتجة للبترول على الخصوص و التي تزوده بمادة هي العمود الفقري لاقتصاده المزدهر و تعتمد الكثير منها على مصارف تكتسي طابعا اسلاميا في المعاملات المصرفية و هو ما جعله يتوجه بغير حرج الى اعتماد تقنيات هذه البنوك .

لو اقتصر الأمر على اعتماد اليابان استراتيجية تجارية وثيقة مع العالم العربي و الاسلامي لبدا الأمر عاديا لكونه علاقة طبيعية انسانية بين مختلف البلدان بحكم مشروعية ضمان المصالح المختلفة للبلدان ، لكن أن يلجأ الى اعتماد نظام مصرفي في بلاده غير ذلك المتوفر لديه ، من أجل ربح المزيد من التغلغل غير المباشر في العالمين العربي و الاسلامي فذلك ما يدعو الى الأنتباه و الاعجاب في آن واحد .

ما يثير الانتباه في التصرف الياباني أنه منطقي و جميل حيث أنه خطوة تهدف الى تحقيق المصالح العليا للبلد و الذي نفتقده نحن في الكثير من أمور تسيير بلداننا . و الجميل فيه ، و الذي يدعو الى الاعجاب ، أن اليابانيين لم يجدوا حرجا في تبني نظام بنكي يرتكز على قناعات دينية تختلف جوهريا عن القناعات الدينية السائدة في بلادهم . و عندما نتحدث عن القناعات الدينية فاننا نضع أصبعنا على جانب مهم في حياة الشعوب كثيرا ما كان – و لا يزال – مصدر نزاعات و صراعات و اختلالات في الكثير من نقاط العالم . لكن هذا الجانب على أهميته لم يحرج اليابانيين و لم يجعلهم يتوجسون خيفة من دخول ثقافة جديدة الى اقتصادهم و مجتمعهم بتلك الصورة الرسمية ما دام ذلك يخدم مصالحهم الحاضرة و المستقبلية . الأمر ينبع بكل تاكيد من تفكير شعب يدرك بعمق أنه لا يعيش وحده و يدرك أيضا أن متطلبات هذا العصر المزدحم السريع تقتضي الاحتكاك مع الغير و الانتفاع بما لديه و ليس رفضه و محاربته .

بالموازاة مع هذا التصرف الياباني ، نجد العالم العربي و الاسلامي يتخبط في صراعات ايديولوجية ضيقة و يغرق في خلافات بسيطة أتت على الأحلام المشروعة و ردمتها تحت انقاض الهزائم المتراكمة و أبدلتها احباطات متتالية لشعوبها المستضعفة . في الوقت الذي بنى فيه غيرنا اقتصاديات متينة و فعالة و أنظمة بنوك مبهرة ، لا نزال نحن نراوح مكاننا و نجادل بعضنا بعضا جدال الصم البكم ، نرفض في غالب الأحيان و نقبل في أحيان قليلة لكن بدون سند و بدون وعي أو منطق ، و لم نستطع أن نصل الى تصور المرتكزات الأساسية لوحدة عربية يحلم بها الكثيرون ناهيك عن تصور المشروع العربي المتكامل أو تصور مشروع أوسع من ذلك يضم البلدان الاسلامية مثلا . و الدليل على ذلك تلك القمم العربية التي لا تنعقد قبل أن تسبقها ضجة اعلامية كبيرة عن مشاركة طرف ما و امتناع طرف آخر عن المشاركة و شروط طرف ثالث للمشاركة و هلم جرا . و تنعقد القمم و ترفع جلساتها خاوية الوفاض و تدفن معها في كل مرة الأحلام في قاعات الاجتماعات ، و تخرج بصراعات قديمة في حلل جديدة ، خفية كانت أو ظاهرة ، لتترك المجال للآخرين ليغزوا أرضنا و يجوّعوا أهلنا و يمنعونا حتى من تقديم المساعدة ، أبسط المساعدة ، مثلما يحدث في فلسطين هذه الأيام .

تفكر اليابان اليوم في أن يلتحم نظام بنوكها مع النظام البنكي الاسلامي اللاربوي و تحاول أن تجمع بين المتناقضين لتوسع من امتدادها المالي و الاقتصادي الى الشرق الأوسط بطريقة قوية ، في الوقت الذي نعجز فيه نحن العرب عن ايصال حفنات قليلة من الدولارات الى اخواننا في فلسطين المحكوم عليهم بالجوع ، خوفا من ان نوصف بأننا نساند حكومة تصفها الولايات المتحدة الامريكية بالارهابية ، مبرهنين أنّنا عجزنا عن تحقيق أبسط أنواع التكامل و التلاحم في أعضاء الجسد العربي الواحد و أن الطريق أمامنا لا تزيل طويلة ان كانت لنا نيّة صادقة في النهوض .


كاتب جزائري
[email protected]










أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024