فوز رواية وجدي الأهدل (بلاد بلا سماء) بجائزة بانيبال 2013م لأفضل ترجمة
الجمعة, 24-يناير-2014المؤتمرنت - فازت رواية الكاتب اليمني وجدي الأهدل "بلاد بلا سماء" التي ترجمها إلى الإنجليزية المترجم الأمريكي وليم هيتشينز بجائزة مؤسسة بانيبال (سيف غباش) لعام 2013 لأفضل ترجمة مناصفة مع المترجم البريطاني جوناثان رايت عن ترجمته لرواية "عزازيل" للكاتب المصري يوسف زيدان.
واختار لأول مرة المحكِّمون فائزَين بالمركز الأول بجائزة سيف غباش بانيبال للترجمة الأدبية من اللغة العربية إلى الانكليزية، بعد أن درجت العادة على اختيار فائز أول وفائز ثانٍ.
الروايتان الآسرتان والمترجمتان بأسلوب مدهش، ومختلف كل منهما عن الآخر، جذبتا اهتمام المحكمين وأثارتا حماستهم، دافعتين إياهم إلى اتخاذ قرار منح الجائزة مناصفة بين المترجم البريطاني جوناثان رايت عن ترجمته لرواية "عزازيل" للكاتب المصري يوسف زيدان، والصادرة عن دار أتلنتيك للكتب. والمترجم الأميركي وليم هتشينز عن ترجمته لرواية "بلاد بلا سماء" للكاتب اليمني وجدي الأهدل، والصادرة عن دار غارنيت.
وقد ضمت لجنة التحكيم لهذه السنة كلا من المترجم البريطاني المرموق همفري ديفيز، والكاتب المسرحي البريطاني العراقي حسن عبد الرزاق، والكاتب البريطاني الهندي راجيف بالاسوبرامانيام والكاتبة والناشرة الألمانية مايكه زيرفوغل.
وقد اجتمعت اللجنة، في شهر ديسمبر (كانون الأول) 2013 في مبنى "جمعية المؤلفين البريطانيين" تحت إشراف سكرتيرة الجمعية باولا جونسون، وقررت على إثرها منح الجائزة للروايتين المذكورتين اللتين كانتا ضمن واحد وعشرين عملاً أدبياً مرشحاً لهذه السنة. وجاء في قرار لجنة التحكيم ما يلي:
جوناثان رايت عن ترجمة رواية "عزازيل" "عزازيل" كتاب فاتن عمد فيه الكاتب ومن بعده المترجم، ومراراً، إلى استحضار زمانٍ ومكان أناس، أعيد إحياؤهم على صفحات الرواية، رغم المسافة التي تفصلنا عنهم. بين التسامح والتحريم، تسود صراعات – لا تزال قائمة إلى يومنا هذا – تتجسد باستمرار في أحداث الرواية. كما تبرز المناظر الطبيعية بحسيَّة وتألق ماديّ يجعلنا ننفذ إلى المزايا التي تشتمل عليها شخصية البطل في قوته وضعفه، بساطته وحدسه، تردده واندفاعه مما يجعل منه شخصية نابضة بالحياة متوائمة تماماً مع صورة منطقة الفيّوم.
وامتازت ترجمة جوناثان رايت بالرهافة والإتقان في اختيار المفردات في حرفية تلتقط حساسية النص الأصلي.
كما أن للكتاب قوة كبيرة تكمن في الغرابة التي يتضمنها، غرابة تتمخض عن الحالة الذهنية للراوي الذي يصارع مساً شيطانياً وقلقاً روحيا في وقت واحد. فبأسلوب نثري حيوي ومثير، يأخذنا المؤلف لننغمس معه في مجسَّم مصر القرن الخامس، المشرّعة من كل جهة.
يضع زيدان بين أيدينا حكاية تعمل وتتطور على أكثر من مستوى: تاريخياً، لاهوتياً وروحياً، كما تبرز كاعتراف متوتر وأخّاذ. الكتاب إنجاز أدبي راقٍ. إنها حكاية مشغولة باتقان وجمال. غنية بوصفها لطبيعة الأرض السورية القاحلة في ذلك الوقت، وتسرّبها إلى فترة مبكرة من التاريخ، "عزازيل" اليوم وبترجمة لامعة، حكاية يسهل دخولها.
رواية وجدي الاهدل "بلاد بلا سماء" تستعرض جملة من المسائل الإجتماعية والسياسية، كالكبت الجنسي لدى الرجال في مجتمع محافظ وفساد المؤسسات العامة، في نسيج من الإثارة يشد سحرُه القارئ.
القصة تُروى على لسان شخصيات متعددة لا تتفق غالباً فيما بينها. الأمر الذي يترك مجالاً للقارئ كي يُخَلِّق نسخته الخاصة من الحقيقة. الحصيلة رواية أخّاذة لكاتب ذي موهبة رفيعة، وبترجمة باهرة أنجزها ويليام ماينرد هاتشينز. هي رواية تنجح في معالجة قضايا الظلم والقمع الجنسي دون أن تفرط بتوتّر السرد. لجوؤها إلى وجهات نظر متفاوتة، يمنحنا إدراكاً عميقاً للمجتمع.
مذكرا إيانا بأنه ما من حادثة أو مكان، يشتمل على حقيقة أو هدف وجودي مطلق. وجدي الأهدل حكواتي أصيل وموهوب. "بلاد بلا سماء" تبحّر رائع في خفايا الحياة في اليمن، ضمن حبكة مشوقة تجعل القارئ منساقاً صفحة تلو أخرى، إلى نهاية العمل. بلغة نثرية شفافة وغير مكثفة، وبنية سردية متينة، يلوِّن الكاتب رسماً مُحكماً حول مسائل الارتباك الجنسي، الإحباط والعار. كما تنجح الترجمة في إنجاز نسخة إنكليزية ممتعة للرواية، محافظةً في الوقت نفسه على روح النص الأصلي.
تمنح جائزة سيف غباش – بانيبال السنوية البالغة قيمتها ثلاثة آلاف جنيه إسترليني إلى المترجم الذي يقوم بترجمة عمل أدبي عربي إبداعي كامل إلى اللغة الإنكليزية يتمتع بأهمية أدبية.
ويقوم السيد عمر سيف غباش برعاية الجائزة ودعمها إحياء لذكرى والده الراحل سيف غباش من خلال إطلاق اسمه على الجائزة. وكان الراحل سيف غباش، من الشخصيات الدبلوماسية والفكرية الهامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن عشاق الأدب العربي والآداب الأخرى.
وتشرف جمعية المؤلفين في المملكة المتحدة على ادارة جائزة سيف غباش- بانيبال، مع عدد من الجوائز المعروفة في المملكة المتحدة للترجمات الأدبية، مثل "جائزة سكوت مونكريف" من الفرنسية، "جائزة شيغيل – تيك" من الالمانية، "جائزة جون فلوريو" من الايطالية، "جائزة بريميو فاله اينثيلان" من الاسبانية، و"جائزة برنارد شو" من السويدية.
جميع هذه الجوائز ستمنح للفائزين يوم 12 شباط (فبراير) المقبل في حفل كبير في لندن، برعاية المركز البريطاني للترجمة الأدبية، بالتعاون مع جمعية المؤلفين البريطانيين وملحق التايمز الأدبي الشهير.
جوناثان رايت درس العربية والتركية والتاريخ الإسلامي في جامعة اوكسفورد. عمل كصحفي في وكالة رويتر لعشرين عاما زنمقل في عُمان، تونس، مصر ولبنان. ترجم العديد من الروايات منها "تاكسي" لخالد خميس، "يوم الدين" لرشا الأمير، "مجنون ساحة الحرية" لحسن بلاسم، "حيت لا تسقط الأمطار" لأمجد ناصر، وغيرها.
وليم هيتشينز استاذ في جامعة نورث كارولينا. تردم العديد من الاعمال الادبية العربية الانكليزية منها، " ثلاثية" نجيث محفوظ، "بصرياثا" لمحمدة حضير، "آخر الملائكة" لبفاضل العزاوي، "بيت الباشا" لحسن نصر، "الديزل" لثاني السويدي، "صائد اليرقات" لأمير تاح السر، وثلاث روايات لابراهيم الكوني.
الجدير بالذكر أن «بلاد بلا سماء» هي الرواية الرابعة للكاتب اليمني وجدي الأهدل، بعد «قوارب جبلية»، و«حمار بين الأغاني»، و«فيلسوف الكرنتينة». صدرت في صنعاء في العام 2008م .
ويتناول وجدي الأهدل في روايته «بلاد بلا سماء» مجموعة من القضايا يعانيها العالم المرجعي الذي تحيل إليه الرواية وتمتح منه حكايتها، وهو المجتمع اليمني. ومن هذه القضايا: التحرّش الجنسي وعبء الأنوثة، المجتمع الذكوري - القَبَلي، الفساد الجامعي وتمظهراته المختلفة، ضريبة الحب والتعلّق في مجتمع محافظ، عجز السلطة عن إحقاق الحق، وسيطرة الغيبيات على مفاصل الحياة...
سبأ