وللجد أوقات
الإثنين, 05-يوليو-2004 - تمارس أحزاب اللقاء المشترك سلوك ذلك الصبي المشاكس الذي يتسلى بتكسير آنية البيت -من الكوب الذي يشرب به إلى الفخار الذي يستطعم فيه، ثم يولول منتحباً إذا زجره عاقل داخل البيت لمنعه من اللعب بأعواد الكبريت ومتعة إشعال الحريق وهو يحب دائماً أن يسمع كلمة أحسنت حتى وهو يضرم النار داخل الدار!
البيان الأخير لأحزاب المشترك عكس ذلك المستوى من التدلل الضار، فيما جسد بيانها السابق ذات الحالة من الطيش الآضر.
وغير معروف ما إذا كانت هنالك طريقة مختلفة تفكر فيها هذه الأحزاب (بل قادتها) حتى تثور حفيظتها كل ذلك الثوران احتجاجاً على ردود الأفعال بشأن موقفها المؤازر والمتواطئ مع المتمرد حسين الحوثي في مديرية حيدان بمحافظة صعدة، وعلى نحو يبعث على الضحك والاكتئاب في آن اعتبرت أحزاب المشترك انتقاد الصحافة الوطنية لموقفها المؤجج للفتنة سباباً يخدش مشاعرها الثورية ،وهرعت لإطلاق بيان جردت فيه لجنة الأحزاب والتنظيمات السياسية من شرعيتها الدستورية لأنها كلجنة مارست صلاحياتها وفقاً للدستور وأطلقت تحذيراً فحواه قفوا إنكم الآن تلعبون بالنار.
وكما أن هنالك أوقاتاً للهزل فإن أوقات الجد مختلفة وينبغي على أحزاب المشترك أن تدرك الفارق مع الأخذ في الاعتبار أن بيان لجنة شؤون الأحزاب ينبغي أخذه على محمل الجد كجرس إنذار مبكر ،ينبه لمخالفات وتجاوزات تلك الأحزاب للدستور والنظام والقانون الذي تستمد منه وجودها وشرعيتها.
فإذا كانت موجة المناكفات وعواصف الكيد السياسي ،ومتعة الابتزاز قد صرفها عن تذكر نصوص القانون والدستور اللذين تعمل في ظلهما، فإننا نذكرها بأن المادة (69) من الدستور تحظر على الأحزاب تشجيع أو الدفاع عن الخارجين على الدستور والقانون ،كما أن القانون يحظر المساس بالوحدة الوطنية ويعتبر مخالفة ذلك جريمة يخضع مرتكبوها للمساءلة القانونية.
وقد ارتقت أحزاب المشترك صهوة المواجهة مع القانون والدستور بتشجيعها ذلك المتمرد على النظام والقانون وتأجيج الفتنة وتقديم الدعم لأولئك الذين اختاروا التمرد ومناهضة النظام والقانون والإضرار بالوحدة الوطنية.
الوضع مختلف ونحن اليوم أمام جريمة تمس بأمن الوطن والمواطن وبالثوابت والوحدة الوطنية ..جريمة لامجال فيها للمزايدة أو أي شيء آخر من هذا القبيل .
إن الفرصة ما تزال مواتية لتلك الأحزاب للإسراع في تصحيح ذلك الموقف المعتل حفاظاً على شرعيتها ولكي لا تصبح أحزاب المشترك هي النقطة السوداء داخل الساحة الوطنية ومضمار العمل السياسي خلافاً لسائر القوى أحزاباً ومنظمات ومؤسسات مجتمع مدني.
ففي السابق تضاءلت الأوزان السياسية لأحزاب المشترك وانخفضت سمعتها نتيجة العديد من مواقفها السلبية تجاه قضايا وطنية مصيرية.
وحين جاءتها الفرصة لتثبت أن الوطن يشكل واحداً من همومها أثبتت أنها فقط تمارس دور المعارض لكل شيء، وأظهرت شهية لتدمير أي شيء حولها، ورغبة جامحة في رؤية نيران فتنة تحرق أرواح مواطنين تدعي بأنها ما تزال ترغب في أصواتهم.
ولا ندري بأي منطق ستقنع تلك الأحزاب المواطنين الذين لا يرون فيما تردده تلك "الأحزاب" سوى نعيقاًُ ينذر بالشؤم والخراب في الوطن.