رئيس حركة السلام الدائم في لبنان .. يجب الترويج لثقافة السلام
السبت, 17-يوليو-2004المؤتمر نت/ التقاه-أحمد النويهي - ما الذي تجنيه الشعوب من الحروب ؟ أليس الويلات، الأسى، الفقر- التضرع إلى الأجنبي !؟ لماذا خيمت ثقافة الحرب واضمحلت ثقافة السلم؟ هل لإن الإنسان عدواني بطبيعته؟ الحروب الداخلية التي اتسمت بها الدولة العربية والأفريقية ، أم أن الأدان لأن نوكد السلم ونثبت أركانه بدلا ًمن أن ندخل حروباً الرابح والخاسر فيها يتذوقون الويل معاً.
فأدى أبي علام رئيس حركة السلام الدائم في لبنان زار اليمن مؤخراً ليشرف على دورة (فض النزاعات سلمياً ) والتي أقيمت في محافظة تعز من 11-14 يوليو تحدث لـ (المؤتمر نت) عن ثقافة السلام ومنهجيتها وعن الحروب في لبنان وعن كيفية ترويج هذه الثقافة عبر منظمات المجتمع المدني؟ وما هو الدور الذي يقع على عاتقها؟ وهل السلم مطلوب من الدولة فقط أم إن الشعوب هي بالأساس شريك في السلام، إذ بدأ بالتعريف بالحركة التي يرأسها (حركة السلام الدائم) في لبنان هي إحدى مؤسسات المجتمع المدني نشأة بعد الإنتهاء من الحرب اللبنانية.
وعن الدورة التي أشرف عليها أجاب بأن العمل فيها يقوم على أمرين أساسين هو ترويج تقنيات فض النزاعات وكيفية انتشار السلام الحقيقي ، حيث إن كل عمل عدواني يتكون من أمرين (العقلية) (الأداة) فعندما تكون العقلية عدوانية يمكن استخدام الأداة لغرض العدوان وأن بناء ثقافة السلام يقوم على هذين الموضوعين بشكل متوازن بحيث أن يعمل الجميع بقدر المستطاع.
وحول هذا الأمر هل يقتصر نشر ثقافة السلام على منظمات المجتمع المدني فقط أم أن الدولة هي شريك في الأمر؟
أجاب أبى علام قائلاً: لا نحن من يدعي إننا سنصنع السلام ولكن ليس هناك صناعة للسلام كما تقوم به ثقافة السلام هي بناء البدائل مع الآخرين عندما أقول لا تقتل على أن أقول ماذا أعمل في المقابل؟ يجب أن نروج لهذه التقنيات كما ندرب الحرب درب على السلام نفس الشيء عندما تبنى المجتمع فلا يمكن الذهاب إلى عتاد كذلك السلام ولا يعني وقف الحرب السلام وقد يكون لديك مجتمع مهيأ للحرب ولديه منطق الاستقواء ويسود فيه العنف بالسلاح فمنظمات المجتمع المدني تساعد الدولة لأنها ليست سلطة فقط هي كنظام حاكم شعب يمارس دور وتحقيق متطلباته عن طريق المجتمع المدني، فالدولة والشعب هما شريكان في السلم.
كيفية البداية أو الإنطلاق لحركته في لبنان، أشار رئيس حركة السلام بأنه انطلق من مبدأين أساسيين هما (النظرة إلى التاريخ والحكم عليه) هذا الحكم يبدأ حول عثية حربنا، كان يمكن الإصلاحات، كان يمكن الأفضل فحرب لبنان ولدت 100.000 ألف قتيل، وأعداد هائلة من المهاجرين والمهجرين، خراب البنى التحتية كان يمكن الوصول إلى الإصلاحات دون تلك الحرب، لأن حربنا الداخلية هي عبثية ولأكثر من ذلك، هي من أدخلت الخارج ولا سيما إسرائيل.
وعن دور المقاومة في دحر إسرائيل من الجنوب، علل فادي أبي علام ذلك مردوده يعود على السلم، فعندما ساد السلم الداخلي كان أكبر هدية للمقاومة وما كان لهذه الأخير أن تنجح في دحر إسرائيل من جنوب لبنان لو بقينا متقاتلين فنحن من ادخل إسرائيل في حربنا ونحن من أخرجها في اتحادنا.
وحول المبدأ الثاني لإنطلاق حركته قال هو الحكم على المستقبل حيث يتمثل هذا الحكم في حتمية المصير المشترك بين بعضنا في أي نظام وليس هناك نظام سياسي ساكن غير متحرك في أي دولة فالنظام دائماً يأخذ بحاجات الناس.
وتساءل أبي علام لماذا نتحارب؟ لابد أن نكون مع بعض في جميع الطوائف والأحزاب وسنعيش معاً في أ ي نظام ولذلك لا يستحق أي نظام أن نتقاتل من أجله.
وعن الدروس المستفادة من الحرب اللبنانية قال الدرس هو الانطلاق في ترويج مهارات وتقنيات فض النزاعات سلمياً من ناحية لتكون أداة للتواطئ مع بعض كلبنانيين من ناحية قد تفيد اجتماعياً في عملية الدمج الاجتماعي ومن ناحية يساعد الاقتصاد في بناء القدرات الذاتية بحيث ينمو الاعتماد على الذات وليس الاعتماد على الآخر كما كان الحال في الحرب تنظر الاغاثات والدعم الخارجي.
وحول ارتباط السلم بالديمقراطية أجاب بأن السلم يدخل في صلب النظام الديمقراطي الديمقراطية ليست انتخابات يمكن أن يكون لديك نظام ديمقراطي دون انتخابات إذا كان لديك انتخابات حرة ونزيهة وليس لديك هذه الآلية من العمل ليس لديك نظام ديمقراطي الذي يقوم بتفعيل مؤسسات المجتمع المدني وأن يأخذ كل دوره في الحياة الاجتماعية والسياسية.
وبخصوص النجاح والفضل في عمل منظمات المجتمع المدني فسر هذا الأمر يأت المساءلة ليست مساءلة النجاح والفشل، هي مساءلة تمكين قدرات وعندما تملك قدرة معينة يمكن استخدامها في أي لحظة وهي مساءلة نجاح حتمي في توصيل هذه المعلومة وهذه المهارة والقيم كيف نتعاطى في هذه الحياة فيها نجاح وفشل قد تنجح في مواقف وقد تفشل في مواقف أخرى وأن ما نعمله يزيد فرص النجاح ويخفف فرص الفشل وهذه النتيجة المتوقعة فلا يمكن التطور في أي مجتمع على أي صعيد بدون (الفرد- المجتمع- الدولة).
وحول زيارته الأولى لليمن قال: أن الروح الطيبة لدى المشاركين واليمنيين بشكل عام والثقافة اللائقة والانفتاح وحب المعرفة يجعلك تعطي كل ما لديك عندما تجد شخصاً يصغي إليك.
الجدير بالذكر إن الدورة والتي انتهت يوم الأربعاء الماضي واستمرت ثلاثة أيام بمشاركة 30 متدرباً من عدد من المحافظات كانت موجهة لضباط الشرطة ومؤسسات المجتمع المدني تناولت علم النزاعات وإدارته وكيفية حل النزاعات.
وكذلك منطق تحليل النزاعات (الأسباب- الأشكال- أطراف النزاع) تغير المعادلة فمعادلة كل نزاع تصل إلى منطق الخسارة المتبادلة أو الرابح خاسر حيث تركز الأمر على منطلق الربح المتبادل.