ما بين لوسيانو.. وسعدان كشف هيئة ودفاتر حساب
الأربعاء, 28-يوليو-2004المؤتمر نت/ محمد القيداني - لا يمكن للسماء أن تمطر ذهباً ولا يمكن لنا أن نذوق حلاوة العنب مادمنا قد زرعنا الأرض صباراً وشوكاً ولا يمكن لنا أن نشاهد منتخبنا يقارع منتخبات الجوار دون أن تضع للأيام الخوالي كشف هيئة وملف حساب ولو بأثر رجعي يجبرنا على فتح دفاتر ما مضى حتى نستطيع قراءة القادم لمنتخب أصناعه جهل القائمين عليه في سلة التقصير والاستهانة بالزمن وعقارب الساعة الماضية قدوما صوب كل مشاركة دخلها منتخبنا بسلاح الزمن الضيق و (كلفتت) الإعداد رغم تلك الأسماء الرنانة لمدربيه المتعاقبين عليه تعاقب الفصول الأربعة.
ومع توقيع الجزائري رابح سعدان لعقد القيادة الفنية لمنتخب سلبوه فيما مضى لحقوق الطبع والتطبع على أداء لم ينل منه الجمهور إلا شد الشعر وتمزيق إزارا قمصانهم ونحن نندب حظنا في ضياع فرص التأهل من مشاركة إلى أخرى بسبب سوء الإعداد وعدم احترام عقارب الزمن التي حشرتنا في زاوية الزمن الضيق ويريدون من ذلك المسلوب حقه مناطحات من سبقونا في الرياضة باعا واستطاعوا الرقي بمستويات منتخباتهم الوطنية على سلم الدراسة والتطبيق لبرنامج إعدادي له منهجية ومعالم أوضح من خرم الإبرة الذي يجبرنا دائما على التقزم بمنتخبنا الوطني حتى نستطيع النفاذ من ذلك الخرم ولا يكون نصيب منتخبنا في محاولته للخروج من ذلك الخرم آه كماً من الخسائر المادية والمعنوية والتصنيفية في درجة القارية والدولية وكلما تقدم درجة أعادوه للوراء عشراً وإذا ما أردتم معرفة الرواية وأبوابها في فصول شتاء المنتخب الأربعة فتابعوا معي الرحلة من العام الواحد بعد الألفين وشاهدوا معاناة جمهور ذنبه العشق لقمصان بلاده الوطنية فبعد أن تصدرنا مجموعة أهل الهند والسند في رحلة المونديال الأسيوي بقيادة المسلم احمد لوسيانو وكنا أقرب لحسم التأهل من الأبيض الإماراتي قبل أن نعود من قطارة العين الإماراتية الشهيرة وبفارق هدف للإمارات تركنا البرازيل لوسيانو رغم ما حققه من نتائج وانهالت الصحف على المدرب البرازيلي بأن خطأه الفادح في ذلك اللقاء هو من أخرج منتخبنا من التصفيات دون إدراك لما قدمه مع المنتخب من نتائج فرحل ورحلنا عنه وتركنا مجموعة اللاعبين بعدها لملطشة تجاربنا مع المدربين القادمين من كل حدب وصوب وحتى الآن لم نجد مدرباً للمنتخب الوطني يحقق نتائج حققها العبد لله لوسيانو وإذا كنتم لا تعرفوا ذلك فارجعوا لتاريخه مع المنتخب الوطني ابتداء من العام 1987م وحتى العام 2001م وأذكركم بأنه على يده هزمنا الصين وعاولناها وهزمنا الإمارات وسحقنا الهند والسند وهناك استفسارات وجب طرحها وحان الوقت لوضعها على الساحة للقاء والمتابع على السواء حتى لا يذهب عقد الجزائري كمن سبقه مع أدراج الرياح فهل درسنا ملف المصري أبو رجيله وعرفنا إيجابه من سلبه وتفحصنا في خفاياه وأسباب إخفاقه في بوسان وكيف ذهب بمجموعة لوسيانو من اللاعبين في مشمش الكلام المستهلك والذي لم يظهر الا بعد الدورة الأسيوية ببوسان وهل فتحنا كشف حساب العراقي حازم جسام والذي كانت تجربته في العام 97م جيدة وفوجئنا بتساقط أوراقه قبل رحلة جده الشهيرة بسباعيتها وثلاثيتها وهل عرفنا كيف علقناه فلا إلى القمر وصل ولا على الأرض حطت قدماه واستقر وهل راجعنا دفاتر أبناء الصرب وتجربتهم معنا في الليالي الرمضانية المباركة وتجربة زوران معنا في تمهيديات آسيا في الكويت في العام 99م وكيف رحل بعدها وهل عدنا لابن بلده ميلان وشنطة "العملة الخضراء التي رحلت معه بعد خليجي الكويت والذي لم يمضي عليه سوى سبعة أشهر. وحتى لا نصاب بما سبق وقد رحل عنا رغم ألمه وحسرته لما لا نعمل على الاستفادة من تجارب أهل العناد من الشقيقتين عمان والأردن والتي أصبح لمنتخبيهما سلاحا يرهب المنافسين ويتركهم يتوارون خجلاً أمام تلك العروض الرائعة التي يقدمها المنتخبان القادمان من مقر التصنيف العالمي فهاهي عمان نداً قوياً في بطولة الخليج ومع وصولها الأول للأمم الأسيوية تحبس أنفاس شعب خاتمي تترك منتخبهم يتقزم خجلاً أمام روعة الأداء العماني وهاهم أبناء الحسين في منتخب الأردن يحضرون ثعلب الملاعب المصرية الحاج محمود الجوهري فيرسم لهم بطولاتهم المحلية ويصبغ على منتخبهم وهجا ورونقاً حققوه من نتائجهم وانتصاراتهم المدوية فمزق شباك الأزرق الكويتي وبعشرة لاعبين ويعتبر أوراق المارد الكوري في الأمم الأسيوية المقامة في بلد المليار ونصف المليار نسمة وفي تصفيات مونديال ألمانيا والتي يبدأ فيها دور الإياب في سبتمبر القادم افترس منتخب الأردن في رحلة الذهاب وتحديداً في شهر يونيو الماضي منتخب إيران بكل خبرته وعضلات لاعبيه وأين في طراف وأمام جمهورهم. فهل سألنا أنفسنا كيف جاءت تلك القفزات والتي لم تأتي على ضربات الخط وبساط الصدفة وإنما لأنهم صبروا ورسم لهم نهجاً يعتمد على دراسة منهجية لواقعهم الكروي وكيفية الرقي به ولم يحولوا حبر تلك الدراسات في أوراق مسطرة أو عادية ثم مع أول منعطف رحلوها إلى أدراج النسيان ودواليب الماضي ومع ما ذكره رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم الشيخ حسين الأحمر في المؤتمر الصحفي والذي أقيم على هامش التوقيع على عقد تولي الجزائري رابح سعدان القيادة فمنتخبنا الوطني لكرة القدم وما حث الشيخ/ حسين الأحمر لرجال الإعلام من التعاون والاتحاد والمدرب وتنوير الجماهير بالصبر فهنا عين الصواب ومربط الفرص إذا ما أتيحت الفرصة للمدرب في العمل على إعداد المنتخب لسنوات قادمة وليس لمسابقة وبعدها تبدأ عملية (البخت واليانصيب) في البحث عن مدرب قد لا يصل إلا قبل أيام قلائل من مشاركة قادمة مع الاستفادة من تجربة العمانيين والأردنيين ووضع تجارب مدربينا لسابقين في ميزان التقييم للاستفادة من سلبياتها الماضية في تفاديها في قادم المشاركات لأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين وفي تصوري بأن لفتت الجزائري صوب فئتي الناشئة والشباب نظرة صائبة مع العلم بأن التوافق بين إعداد المنتخب الوطني والفئات العمرية حتى تكون رديفاً له في قادم الأيام ومع ذلك وجب علينا ان ننور القائمين على أحوال الكرة ومشتقاتها الحراقة للأعصاب بأننا إذا ما أردنا بناء منتخب قادر على مجاراة تجارب الأشقاء فعلينا رسم سياسة كروية نعمل على إخراجها إلى النور وفق رؤية أسيوية تجمع بين احتياجات وظرف الواقع الكروي في بلادنا ومواكبة وسائل الرقي والتطور وأساليبهم الأكثر حداثا ونجاحا شريطة التطبيق وعدم التعليب في ملفات ترحل في الأدراج مع رحيل اتحاد ومجيء آخرين غيرهم بل على العكس فيكون السلف مكملا لدور الخلف ومصوبا لما هو معووج وقع فيه سابقة ولا نمشي عكس عقارب الزمن فنتلف كل ما عملت من سبقنا ونبدأ العد من جديد وإذا ما أردنا مدرب منتخبنا الوطني كيف يقدم لجماهير الأخضر الهزيل مستوى مصحوبا بنتائج معقولة ترضى طموحنا وفي الظهور بمظهر مشرف في خليجي الدوحة القادم فإن مربط المستوى والأداء المشرف مرهون بغرص المعسكر الإعدادي الطويل للاعبينا لأن موضة المحترفين في الإعداد السريع لا تناسب مجموعة الهواة في منتخب لاعبوه مخزونهم اللياقي ولابدني أقل بكثير من الطاقة المحروقة في فرق ومنتخبات أبناء الضاد من المحيط إلى الخليج وفي المعسكرات المغلقة والطويلة والتي يصاحبها تدرج تصاعدي في المباريات التحضيرية تظهر لنا منتخبا قادرا على مجاراة منافسيه هذا ناهيك عن جوانب مهارية محضة لاعبونا في حاجة لإعادة تأهيلهم فيها حتى وإن كانوا في صفوف المنتخب الوطني. وحتى نشاهد منتخباً يفرح القلوب ويثلج الصدور على القائمين في تسيير أعمال لجنة الاتحاد الفنية أن يراجعوا دفاتر من سبق ويدرسون ظروف الملاعب وتكوينه الجسماني ويعملوا على تقديم المشورة والنصح حول تلك الأوضاع للقادم من المغرب العربي حتى يكون على بينة من أمره ولا يصاب بفواجع الإحباط وشلل محركاته الرياضية وأنا لم أسرد ذلك كله إلا من باب التبليغ والبحث عن الإذن الصاغية والعقل الراجح حتى نتفادى ما حدث لمنتخب ظلموه وسلبوه حقه في الإعداد والنظر إلى أبعد من موضع السجود فهل نجد آذانا صاغية وعقولاً راجحة تعي وتعرف ما كبدناه من حرقة الأعصاب ورفعاً لمعدل ضغط دورة الإنسان الدموية أم رجل بحثا عن تلك الآذان والعقول في عالم آخر نوجه له رسائلنا وتحذيراتنا ونتحاكى معهم كأبي العلاء في رسالة الغفران وتواصله مع العالم الآخر وهذا ما لا نتمناه وحتى لا يقع الأحمر وطاقمه ومن يليهم بعد فترة وجيزة فيما وقع فيه من سبقهم من زملاء القاضي رغم تحقيقهم لإنجاز وطني غير مسبوق في فئتين الناشئين وحجزهم بطاقة النهائيات الأسيوية في فئة الشباب فقد عجزا عن عمل التناغم والانسجام بين منتخباتنا الوطنية لكرة القدم من ناشئين وشباب ووطني ولعل ذلك كان سببه انحرافهم وراء إنجاز الناشئين وغضوا الطرف عن المنتخب الوطني ولم يتداركوا للزمن والذي كان يصيبهم في مقتل وهم على أبواب مثل مشاركة يدخلونها بالصف الأول وحتى لا نصل إلى ذلك فالواجب تحديد لجان خاصة بالمنتخبات في فئاتها الثلاثة فيخص لجنة لمنتخب الناشئين وثانية للشباب وثالثة للمنتخب الأول تعمل كل لجنة باستقلالية تامة مع منتخبها وتشرف عليه وتحدد لهم أجهزتهم الفنية فتستطيع بذلك كل لجنة من إعداد منتخبها ومتابعة مسابقاتهم القارية منها والعربية وتتحمل كل لجنة مهامها وفق رؤية مدروسة يشرف عليها وينظم مهامها لجنة المنتخبات العليا ويكون الجزائري رابح سعدان أحد كوادر اللجنة العليا ومشرف على سير منتخباتا الكروية الثلاث وإنا في الختام لكم ولرابح الصابرين متشكرين.