ممثل "حماس": نلمس من المؤتمر كل الدعم لفلسطين
الإثنين, 07-ديسمبر-2020المؤتمرنت - أكد ممثل حركة حماس معاذ أبو شمالة ان الحرب على اليمن تدبير يهودي وحرف لبوصلة الصراع عن وجهته الحقيقية داعيا " العقلاء " في دول العدوان الى العمل على ايقافها.
وقال : لو ان كل هذه الإمكانات والخسائر البشرية والمادية وجهت نحو الكيان الصهيوني " أجزم بأننا قد نكون اقتربنا من تحرير فلسطين أو تم تحريرها ".
واوضح ابو شمالة ان الضغوط على فلسطين تتزايد من القريب والبعيد للقبول بصفقة القرن.
واعتبر مسارعة دول عريية للتطبيع مع اسرائيل " طعنة في الظهر من إخوة لنا " محذرا من عواقب منحها امتيازات التسيد على المنطقة عبر اتفاقات التعاون الامني والعسكري.
ورأى ان المسيرة الطويلة للتسوية اثبتت فشل مشروع "الواقعيون " ولا بديل عن نهج المقاومة.
واشاد ممثل مكتب حماس بالعلاقات المتطورة مع المؤتمر الشعبي العام ومواقفه المشرفة منوها الى أن " المؤتمر حزب أصيل وقضية فلسطين تشغل مكانة أساسية في فكره وأدبياته واضاف : اننا نلمس منه كل مجالات الدعم نصرة لفلسطين.
جاء ذلك في حوار مع صحيفة الميثاق ينشر المؤتمرنت فيما يلي نص الحوار:
* اعلنت حركة حماس موقفها الرافض لأي تطبيع مع العدو كما عبرت بقية الفصائل الفلسطينية.. ألا توجد خطة فلسطينية جامعة لمواجهة التطبيع وتأثيراته أم أن الادانة هى الكافية؟
- الكيان الصهيوني كيان غريب ومزروع في جسم هذه الأمة منذ 1947، غريب في أصله ولغته ودينه يشعر بالانعزال ويشعر بانعدام الأمن، وما محاولات التطبيع إلا محاولات لكسر هذه الغربة ولجلب شيء من الأمن لهذا الكيان المحتل. لذا فنحن في صراع معه لأنه احتل أرضنا وشرد شعبنا وانتهك مقدساتنا ولكن للأسف تلاحظ بعض بني جلدتنا الذين يجدر بهم أن يقفوا معنا ويحموا ظهرنا يسارعون للتطبيع مع هذا الكيان الغاصب ويفتحون له أبواب دولهم ومدنهم وهذا لا تفسير له إلا أنه طعنة في ظهرنا والتفاف علينا من أخوة لنا.
إن هذا التطبيع سيشعر الكيان الصهيوني بأنه كيان طبيعي في المنطقة ويعطيه ميزة أخرى وهي التعاون الأمني والعسكري تحت ما يسمى بمحاربة الإرهاب (المقاومة) حسب المنظور الصهيوني ويصبح هذا الكيان سيداً للمنطقة وبالتالي فإن التطبيع هو خيانة للأمة.
أما عن الخطة الفلسطينية لمواجهة التطبيع فتأتي من وحدة الشعب الفلسطيني بكل فصائله واتفاقها على برنامج وطني مقاوم، لأن المقاومة هي أهم عناصر القوة التي ستفشل كل مخططات العدو ومن يقف معه ويدعمه، وأما الإدانة فهي أقل شيء يمكن فعله وإذا انعدمت فنحن من عداد الأموات (وما لجرح بميت إيلام).
* هناك من يرى أن التجاذبات الاقليمية نحو فصائل فلسطينية وجذبها سياسياً قد أثر كثيراً في اضعاف الموقف الفلسطيني تجاه التطبيع.. ما تعليقكم؟
- إن أكثر ما أضعف الموقف الفلسطيني هو انجرار بعض الفصائل الفلسطينية نحو وهم الحلول السلمية واحتمالية نجاحها والمراهنة على أن الولايات المتحدة سوف تضغط على الكيان الصهيوني، وهذا ما أسفر عن ظهور مشروعين على المستوى الفلسطيني وهما مشروع يعتمد المقاومة كأحد أهم أدواته ومشروع الواقعيين الذين ينظرون أن الواقع والمتغيرات الدولية لا تصب في مصلحة الفلسطينيين فلننقذ ما يمكن أن نحصل عليه فإن الضغوط الدولية علينا كبيرة.
إن هذا الانقسام في المشروع الوطني الفلسطيني أضعف الموقف الفلسطيني ولكن هذه المسيرة الطويلة لمشروع التسوية ثبت فشلها وبدأ العقلاء من أصحاب هذا المشروع يتنادون للرجوع إلى الثوابت الفلسطينية والتوحد على مشروع وطني جامع، ونحن نؤمن أن شعبنا يمتلك من الطاقات والقدرات والأفكار ما يمكنه من استعادة حقه وكما قال المثل (ما حك جلدك مثل ظفرك، فتول أنت جميع أمرك).
* بالمناسبة هناك من يرى الوسيلة الوحيدة والممكنة أمام الفلسطينيين في مواجهتهم التطبيع هو اندلاع انتفاضة فلسطينية.. ما تعليقكم؟
- يمر الشعب الفلسطيني في مرحلة حرجة يسعى فيها على تصفية القضية الفلسطينية بما عرف باسم صفقة القرن ويمارس عليه كثير من الضغوط من القريب والبعيد وبالتالي فإن الكل الفلسطيني مدعو للتفكير والتوحد لمواجهة هذه الهجمة الشرسة لتصفية القضية الفلسطينية، ولكن اندلاع انتفاضة جديدة في ظل واقعنا الحالي شبه مستحيل لأن الضفة الغربية مسيطر عليها بما يسمى بالتنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني وهذا ما أضعف أي حراك مقاوم سلمي أو غير سلمي لكن بالمقابل نجد غزة المحاصرة لقنت العدو الصهيوني دروساً في جولات مختلفة والآن يحسب للمقاومة في غزة ألف حساب وغزة الآن حاضنة للمقاومة ولكل الفصائل وهذا ما وحد شعبنا وزاد من طاقته المناضلة والإبداعية.
* الخلافات الفلسطينية - الفلسطينية هل أضحت معالجاتها غير ممكنة خاصة في ظل التحالفات للفصائل مع قوى اقليمية؟
- إن ما يجمع الفلسطينيين أكبر بكثير مما يفرقهم ولكن في ساحتنا الفلسطينية الآن مشروعان أحدهما مقاوم والآخر يؤمن بالحل السلمي وهذا زاد الفجوة داخل الجسم الفلسطيني ولكن نظرة موضوعية لمسيرة الحل السلمي وآفاقه في حل مشاكل الشعب الفلسطيني فبعد 27 سنة على انطلاق اتفاق أوسلو لم يحصل الشعب الفلسطيني على الحرية والاستقلال فلا دولة فلسطينية ولا عودة للاجئين ولا قدس عاصمة للدولة الفلسطينية ومسلسل الاستيطان وضم الأراضي وقضمها يسير بدون توقف بل بوتيرة مرتفعة ولم يتبق من العملية السلمية إلا التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني وقد أعلن الصهاينة أنفسهم أن اتفاق أوسلو قد مات وتم دفنه وهذا يتحتم على أصحاب هذا المشروع أن يراجعوا أنفسهم وليس العيب في الخطأ ولكن العيب الأكبر في الاستمرار بالخطأ، والجميع استبشر خيراً في اجتماع الأمناء العامين للفصائل في بيروت ورام الله الذي كان فيه من المؤشرات على اعتماد المقاومة كخيار ضروري للشعب الفلسطيني ووقف التنسيق الأمني كضرورة لا بد منها ولكن كل هذه القرارات لم تخرج للتطبيق بعد وظلت حبيسة الأدراج.
* هناك من يرى أن حركة حماس كانت الأكثر ضحية للتحالفات الاقليمية بفعل اعادة تموضعاتها السياسية.. ما تعليقكم؟
- حركة حماس حركة تحرر وطني هدفها تحرير فلسطين كل فلسطين، وذلك بمواجهة المشروع الصهيوني ومرجعيتها الإسلام في منطلقاتها ووسائلها ونحن عندما ننسج علاقاتنا مع الدول يكون ضمن هذه المبادئ ولكن هذا لا يعجب البعض خاصة في هذا الزمن الذي تعلو فيه راية التطبيع والتسوية مع العدو الصهيوني ونحن في حركة حماس نؤمن أن لا شرعية للكيان الصهيوني وأن لا تنازل عن أي شبر من أرضنا وأن كل ما عرف بالاتفاقات السلمية ترفضها الحركة وأن جميع المبادرات والاتفاقات الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية أو الانتقاص من الحق الفلسطيني لن تجلب السلام للمنطقة وبالتالي ستظل المقاومة والجهاد هي أهم روافع النضال الفلسطيني لتحقيق الحرية والاستقلال. ونحن وبالرغم من كل هذه الضغوط التي تمارس علينا نلاحظ أن مشروع المقاومة يتقدم ويقوى ويحقق جزءاً من أهدافه وهذا ما يزيدنا ثقة واطمئناناً لمسيرتنا.
* هل سعي حماس إلى السلطة دون اعترافها باتفاق أوسلو قد أضعف قدرتها على التحرك السياسي داخليا وخارجيا وشكل أمامها تحديبات كبرى كانت في غنى عنها؟
وما إذا كانت الحركة ستتعامل مع الانتخابات القادمة؟
- حماس فصيل كبير في الشعب الفلسطيني حصل في انتخابات 2006 على أكثر من ثلثي مقاعد المجلس التشريعي وهذا مقياس لقوة الحركة وثقة الشعب بها وهذا أعطانا مسؤولية أكبر وأكد لنا أن الشعب يأتمننا أن نكون في قيادته فكان لزاماً علينا أن نخوض مجال قيادة الشعب بعد تلك الثقة دون التخلي عن أي من مبادئنا ونحن نؤمن أن اتفاق أوسلو السياسي هو اتفاق بين قوي منتصر وضعيف مهزوم وبالتالي فإن هذا الاتفاق الذي لم يعرض على الشعب لإقراره غير ملزم إلا لمن وقع عليه ونحن نؤمن أن المسيرة صعبة والأمانة كبيرة ولكن لا بديل عن انتهاج المقاومة كأحد أهم عناصر القوة للفلسطينيين وخاصة في هذا الظرف الذي تكالبت فيه علينا الأمم ولكن عقولنا مازالت تفكر في جمع لحمة الشعب الفلسطيني وإنها الإنقسام ونسعى لذلك بما لا يضيع أي من حقوق شعبنا وأن الوحدة هي أهم عوامل النصر والتحرير.
أما عن التحديات فهي كبيرة بحجم التآمر العالمي علينا ولكن إيماننا وجهادنا قد أمكننا من مواصلة السمير وقبول التحدي وأما موضوع الانتخابات فنحن نؤمن بأن الشعب الفلسطيني هو شعب واعٍ وأن ما يقرره في أي انتخابات له كل الاحترام والتقدير ونحن نقبل بنتائج الانتخابات بشرط أن تكون حرة ونزيهة فلا تخيفنا نتائج أي انتخابات لأننا على ثقة أنها ستفرز الأفضل للشعب وقضيته.
* ما الذي يعيق انضمام حماس إلى منظمة التحرير الفلسطينية خاصة وأن مثل هذا الانضمام من شأنه أن يوجد حلولاً ناجعة للقضية الفلسطينية؟
- منظمة التحرير هي الإطار الواسع الذي يمكن أن يجمع كل مكونات الشعب الفلسطيني ولكن هذا الكيان الكبير قد جمد منذ اتفاقيات أوسلو المشئومة وظهر مصطلح السلطة الفلسطينية وبالتالي فنحن نطالب بإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية كإطار قيادي جامع للكل الفلسطيني (غزة والضفة والـ48 والشتات) وجميع الفصائل الفلسطينية وأن تكون منظمة التحرير هي التي تملك القرار الفلسطيني وليس السلطة الفلسطينية الخاضعة لسلطات الاحتلال ونحن دائماً نطالب في كل جولات المصالحة بإعادة إصلاح منظمة التحرير واعطائها دورها القيادي.
* علاقة حماس بمصر.. لماذا لاتتجاوز الاشكالات التي تشوبها وهل مبعث ذلك يعود الى عدم انفتاح الحركة مع مصر بصورة كبيرة؟
- مصر دولة عربية كبيرة لها وزنها ونفوذها وهذا أمر يقر به الجميع، ومصر بالنسبة للفلسطينيين هي دولة جارة وأمنها من أمننا وخاصة قطاع غزة المحادد لمصر، أما علاقتنا بجمهورية مصر الشقيقة قد تكون مر عليها شيء من التراجع ولكنها الآن تتطور وتتحسن واللقاءات تتم بشكل دوري لما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين.
* هناك إدارة امريكية جديدة منتخبة هل تتوقعون تغيراً فاعلاً لها على صعيد القضية الفلسطينية ومامتطلبات التعامل مع هذه الإدارة فلسطينياً؟
- الولايات المتحدة الأمريكية دولة عظمى ولكنها تتبنى سياسيات منحازة للعدو الصهيوني على اختلاف إداراتها وتعتبر الكيان الصهيوني الغاصب حليفاً استراتيجياً لهم وأنه رأس حربة مشروعهم الاستعماري للسيطرة على المنطقة؛ ولكن ترامب وإدارته كانا متماهيين مع الكيان الصهيوني ملبيين له كل مطالبه وفي الحال فظهر مصطلح صفقة القرن الأمريكية وهي صفقة نتنياهو لحل القضية الفلسطينية وأما الإدارة الجديدة فستظل تسير وفق سياسة أمريكا الداعمة للكيان الصهيوني وستظل منحازة له ولكن قد تخف اللهجة العنجهية ولكن لن تنصف الشعب الفلسطيني؛ فبالتالي نحن لا نعول عليها شيئاً وستظل أمريكا هي الحليف الأساس للعدو الصهيوني.
* على صعيد علاقة حركة حماس والمؤتمر الشعبي العام كيف تنظرون لهذه العلاقة وماهي في نظركم سبل تطويرها؟
- المؤتمر الشعبي العام حزب كبير في الساحة اليمنية وعلاقة حماس معه قديمة منذ أيام الرئيس السابق علي عبدالله صالح -رحمه الله- حيث فتحت الحركة مكتبها في اليمن في عهده وسمح للحركة بممارسة النشاط السياسي والإعلامي، وهذا يدل على أن المؤتمر حزب أصيل وقضية فلسطين تشغل مكانة أساسية في فكره وأدبياته وبالتالي كان هذا الموقف الكريم، ونحن نتوقع من المؤتمر الشعبي العام كل الدعم نصرة للقضية الفلسطينية وفي كل المجالات وهذا ما نلمسه، وما هذا اللقاء إلا مؤشر على تطور العلاقة بين حزب المؤتمر والحركة، وأن قضية فلسطين قضية موحدة للأمة ورافعة لكل من يرفعها.
* تواجه بلادنا عدواناً سافراً منذ ست سنوات في ظل موقف عربي ودولي بات وضعيفاً.. ما تعليقكم؟
- هذا العدوان على اليمن يهدر طاقات الأمة ويحرف بوصلة الصراع عن وجهته الحقيقية وهي أن العدو الحقيقي للأمة هو الكيان الصهيوني الغاصب وأن اشعال مثل هذه الحروب هو من تدبير اليهود ومن يدور معهم وقد وصفهم الله تعالى بقوله: (كلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) »المائدة: 64«، إن هذه الحروب هي من أبشع صور الفساد في الأرض، ولو تصورنا كم هي الخسائر البشرية والمادية لهذه الحرب فلو وجهت نحو الكيان الصهيوني كل هذه الإمكانات فإنني أجزم أننا قد نكون اقتربنا من تحرير فلسطين أو تم تحريرها، إن هذه الفاتورة المرتفعة للحرب على اليمن لا تذهب إلا لمصلحة أعداء هذه الأمة أمريكا و(إسرائيل) فالأولى بالعقلاء في دول العدوان أن يوقفوا هذه الحرب لأنها ليست في مصلحة لا العرب ولا المسلمين.
* كلمة أخيرة؟
- نحن نعيش في اليمن بين أهلنا وقومنا، واليمن كلها ترحب بنا فلها منا كل الشكر ولشعبها كل التقدير ولكن قلوبنا معلقة بالمسجد الأقصى فحبه يسري في عروقنا وحبه جزء من عقيدتنا وننتظر الفرصة لتحقيق ذلك، ونسعى جاهدين لإعادته للحرية والاستقلال وليرتفع الأذان فيه ولتُكسر الأغلال التي تحيط به، كيف لا وهو مسرى نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم، فنأمل من الله أن يعييننا على تحقيق هذا الهدف ويكتب لنا هذا الشرف ومعنا كل الأمة، واليمنيين، ولا شك الشعب اليمني سيكون في المقدمة إن شاء الله.. ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريباً..
أجرى الحوار مع ممثل حركة حماس باليمن الأستاذ يحيى علي نوري رئيس تحرير صحيفة الميثاق