محافظ سقطرى: علينا استحضار انتصارات ثورة أكتوبر لمواصلة مقارعة المحتل الجديد
الجمعة, 15-أكتوبر-2021المؤتمرنت - أكد الأستاذ هاشم سعد بن عايود السقطري - عضو اللجنة العامة، محافظ أرخبيل سقطرى - أن الذكرى الـ 58 لثورة الرابع عشر من أكتوبر تذكر أبناء الشعب بتضحيات الاجداد والآباء.
وأشار، إلى أن استخصار نضالاتهم في المناسبة يشكل دافعاً قوياً للجميع لتوحيد الصف ومواصلة مقارعة المحتل الجديد.
وقال السقطري: إن الاحتجاجات الشعبية ضد الاحتلال ومرتزقته بدأت من الأرخبيل .. ونوه إلى أن المواطن بات اليوم أكثر وعياً وأكثر عزماً على طرد المحتل.
وأوضح محافظ سقطرى أن العتاد العسكرية للقوات السعودية الغازية لسقطرى يفوق عدد السكان المحليين، وأن حكومة صنعاء قدمت من المساعدات أكثر مما قدمته حكومة المرتزقة.
المؤتمرنت ينشر فيما يلي نص الحوار:
< بدايةً نهنئك أستاذ هاشم ، بنيل عضوية اللجنة العامة.. ما رؤيتك لمستقبل العمل المؤتمري؟
- أحيي الاخوة في صحيفة »الميثاق« على ما يؤدونه من جهد إعلامي متميز.
وحقيقةً ان اختيار تصعيدي لعضوية اللجنة العامة يأتي في إطار حرص قيادة المؤتمر وأعضاء اللجنة العامة على أن يشكل قوامها كافة محافظات الجمهورية، إضافة إلى ضخ دماء جديدة وشابة ليس على مستوى القيادة فقط بل في كافة المكونات والقطاعات والدوائر التنظيمية،الأمر الذي سيسهم بشكل كبير في النهوض بأداء الحزب وتحقيق المزيد من النشاط الفاعل لتنظيمنا الرائد.
في رأيي أن الرؤية الفذة التي يقود خطواتها بحكمة واقتدار الشيخ صادق بن أمين أبو راس - رئيس المؤتمر الشعبي العام- من شأنها ان تحدث انطلاقة جديدة للحزب قادرة على استيعاب ومواكبة المتغيرات الحاصلة والتفاعل معها على النحو الذي يثبت جدارة المؤتمر ويضمن مواصلة تحقيق الأهداف النبيلة والمنشودة في الجانب التنظيمي والوطني.
أما فيما يتعلق بالعمل المؤتمري فإنه نظراً للظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا للعام السابع توالياً فإن المؤتمر يركز أغلب جهوده في الوقت الراهن على مواصلة تجسيد مواقفه الوطنية المشرفة المنحازة للشعب والدفاع عن اليمن ووحدته وسيادته واستقلاله عبر الوقوف إلى جانب أنصار الله وباقي القوى الوطنية في مواجهة العدوان الآثم والاستمرار في توحيد الصف الداخلي ورص الصفوف حتى يتحقق النصر على اعداء بلادنا بإذن الله .
< واجه المؤتمر العديد من التحديات والمخاطر خلال السنوات الأربع الماضية .. ما تقييمك لأدائه حتى الأن؟
- هناك العديد من الشواهد على قوة وعظمة تنظيمنا وعزيمة وإرادة قيادته وكوادره على مدى السنوات الأخيرة .
يمكنني القول هنا إنه بفضل ثبات وتماسك الأعضاء وحنكة وتجربة القيادة ممثلة بالشيخ صادق بن أمين أبو راس فإن المؤتمر تمكن في وقت قياسي من بلوع مرحلة التعافي والسير وفق خطط مدروسة صوب المستقبل وبما يؤكد ويتناسب مع مكانته على الساحة باعتباره حزباً بحجم وطن وبما يمكنه أيضاً من الايفاء بمسئولياته المهمة خاصة في ظل الظروف الصعبة والحرجة التي يمر بها الجميع جراء استمرار العدوان والحصار الظالم
< كيف يمكن إثبات ذلك؟
- مشروع رئيس المؤتمر لتحديث البناء التنظيمي الذي باركته واقرته اللجنة العامة في أكتوبر العام الماضي وكلفته بالاشراف على تنفيذه يقدم دليلا حيا وعملياً على أن جهود أبو راس تجاوزت مرحلة الانقاذ للحزب إلى عملية التحديث والتطوير والاستمرار في الاستفادة من الاخطاء السابقة وتلافي أوجه القصور ومعالجة الاختلالات في أداء التنظيم .
كما علينا أن نتذكر أن النجاح منقطع النظير لانعقاد دورة اللجنة الدائمة الرئيسية في مايو 2019م بمشاركة كافة أعضاء اللجنة من جميع المحافظات برهن للقاصي والداني مدى حفاظ المؤتمر على وحدته وتماسكه وان المؤتمر واحد وقيادته واحدة متواجدة في صنعاء برئاسة الشيخ صادق بن أمين أبو راس، وان جميع مؤامرات تمزيق وتقسيم المؤتمر قد باءت بالفشل.
< نحتفل بالذكرى الـ 58 للرابع عشر من أكتوبر.. ما دلالات المناسبة في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها الوطن؟
- أولاً أنتهزها فرصة لتهنئة رئيس المؤتمر ونوابه والأمين العام والأمناء المساعدين وأعضاء اللجنة العامة وكافة أعضاء المؤتمر الشعبي العام وجماهير الشعب والقيادة السياسية بمناسبة قدوم العيد الوطني الـ 58 لثورة 14 أكتوبر المجيدة التي وُلدت من رحم ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وشكلت امتداداً طبيعياً لها وترجمة لأهداف وتطلعات الشعب في التخلص من الاستبداد والاستعمار الذي جثم على جنوب الوطن 129عاماً.. حتى فجر المناضل راجح لبوزة شرارة ثورة أكتوبر وتوجت بفضل تضحيات أبناء اليمن شمالاً وجنوباً بطرد المستعمر البريطاني ورحيل آخر جندي له في 30 نوفمبر 1967م.
ولاشك أن المناسبة الوطنية الغالية تذكرنا بما قدمه أجدادنا وآباؤنا من تضحيات عظيمة ودماء طاهرة في سبيل التحرر والاستقلال والحرية والكرامة .. الأمر الذي يدفعنا اليوم في ظل العدوان والحصار للسنة السابعة إلى أن نستحضر نضالات من سبتونا وأن تشكل دافعاً لنافي مواصلة النضال وتوحيد الصف ومقارعة المحتل الجديد وأدواته بكافة السبل المتاحة والممكنة.
أضف إلى ذلك فإن الانتصارات الساحقة التي سطرها أبطال الجيش واللجان في مختلف الجبهات ضد العدوان ومرتزقته تمنحنا حافزاً كبيراً وبارقة آمل بأن أيام المحتل السعودي والإماراتي على اجزاء من ارضنا باتت معدودة وما هي إلا أيام حتى يغادرها صاغراً ذليلاً سواء في بعض مناطق الجنوب أو الشمال كما هو الحال في تعز واجزاء من الحديدة..
وكما نلاحظ اليوم فقد تم تحرير اجزاء من محافظة شبوة على يد أبطال الجيش واللجان وان شاء الله فإن باقي المناطق المحتلة سوف تحرر تباعاً.
< كيف هي الأوضاع في سقطرى وما نوع الأجندة التي يسعى المحتل لتنفيذها؟
-أعتقد أن مخطط المعتدين والغزاة يستهدف اليمن ككل إلا أن سقطرى لها طابعها الخاص في أجندة المحتل الأجنبي لتنفيذ مخططاته عبر أدواته السعودية والإمارات..
اليوم تتواجد في الأرخبيل قوات سعودية بعتاد عسكري ضخم يفوق عدد سكان الجزيرة.
مع العلم أن سقطرى لم يكن بها مواقع عسكرية، وما تسميه السعودية والإمارات مساعدة (الشرعية) ما هو إلا ذريعة لاحتلال سقطرى، لكن الحمدلله فإن سكان الارخبيل صاروا أكثر وعياً وادراكاً لأهداف المحتل.
إن الموقع الاستراتيجي لسقطرى جعل منها فريسة لأطماع عدة دول أجنبية تنقذ مصالحها للأسف دول عربية، إلا أن أي يمني يأبى أن يظل المحتل على أرضه، والدول الغازية اليوم ليست أكثر قوة من بريطانيا التي تم طردها.
< ما هذه الاطماع أو بالتحديد لماذا سقطرى؟
- موقعها الاستراتيجي الذي يمثل نقطة التقاء المحيط الهندي ببحر العرب وكذلك الى الشرق من القرن الافريقي، أيضاً لاننسى طريق الحرير الذي تنفذه الصين ويمر عبر حوالي 156 دولة، وبحسب مخطط مشروع الحرير فإن سقطرى ستكون بمثابة ترانزيت ومفترق طرق بحري الى عمان والى خليج عدن والبحر الأحمر والى القرن الافريقي.
والمعلوم أن طريق الحرير لن يمر عبر السعودية والامارات ولهذا فإنها أرادت اقتصادياً أن يكون لها ارتباط به عبر سقطرى.
> ماذا عن دور صنعاء في دعم ومساندة سقطرى؟
- حقيقة أنه وباهتمام مباشر من المجلس السياسي الأعلى قدمت صنعاء للمحافظة أكثر مما قدمته حكومة المرتزقة، حيث وفرت حكومة الانقاذ الرعاية الصحية لأبناء سقطرى وكذا استقبال الحالات المرضية الحرجة .
كما قامت بإعادة بناء وترميم عدد من المشاريع المتعلقة بالطرق والمياه والاتصالات وغيرها.
وهذه بادرة مشرفة تحظى باحترام وتقدير الجميع وتؤكد بأن لا عاصمة لليمن غير صنعاء وأنها ستظل الحضن الكبير لأبناء اليمن.
< والحال كذلك.. هل تتوقعون انتفاضة شعبية موازية لما تشهده عدد من المناطق المحتلة؟
- الواقع أن الاحتجاجات الغاضبة بدأت من الأرخبيل منذ مدة إلا أن هناك تركيزاً إعلامياً على ما يجري في عدن والمكلا أكثر مما في سقطرى فأبناء عدن والمكلا والمهرة وحضرموت باتوا يدركون حقيقة المحتل وأن السعودية والامارات لم تأتيا من أجلهم ولتوفيز الخدمات لهم وإنما لتنفيذ مشاريع استراتيجية تخدم مصالحهما الاقتصادية على حساب اليمن وشعبه.. والحقيقة أن المواطن في المناطق المحتلة لا يبحث عن مشاريع وإنما عن توفير سبل العيش الكريم من مياه وكهرباء وغذاء وأمن واستقرار فالمواطن في الجنوب يشيد اليوم بما قامت به حكومة صنعاء من اجراءات ساهمت في تحسين الوضع المعيشي للسكان وحافظت على استقرار العملة الوطنية من الانهيار ويطالبون ما تُسمى حكومة الشرعية بأن تتعلم منها.
< هل تفرض قوى العدوان تعتيماً إعلامياً على ما يحدث في سقطرى؟
- لا يمكنها النجاح في ذلك مهما حاولت في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي الى جانب تنامي وعي أبناء الأرخبيل بخطورة المحتل وعزمهم على مقاومته سواءً عبر الوسائل السلمية أو عبر النضال المسلح.
< ما أبرز انتهاكات المحتل بحق سقطرى أرضاً وإنساناً؟
- عادةً ما يتعرض مواطنون للاعتقال التعسفي من قبل ما تُسمى قوات الحزام الأمني اضافة إلى ناشطين، إلا أننا ننجح دائماً في متابعة قضاياهم واطلاق سراحهم في أسرع وقت، ونحن على تواصل يومي ماذكرت مع أعضاء السلطة المحلية والمجلس المحلي ومدراء عموم المكاتب التنفيذية ومشائخ المحافظة وكافة أبناء سقطرى والقاطننين بسقطرى من محافظات أخرى.
فيما تتمثل الانتهاكات الاخرى منع الاصطياد في البحر وتردي الأحوال المعيشة للسكان حيث تتفاقم معاناتهم في كل يوم .
أما بالنسبة للثروات الطبيعية لسقطرى فقد قامت الامارات باقتلاع عشرات الأشجار النادرة التي يمتد عمرها لأكثر من 500 عام واصطياد الحيوانات والطيور النادرة وتهريبها الى دولتهم في حاولة لزرعها إلا أنها لم تنجح لأن هذه النباتات والطيور لا تعيش إلا في الجزيرة.
وفي اعتقادي أن المحتل يحاول من خلال انتهاكاته إخراج سقطرى من قائمة التراث العالمي.
< ما الذي تقومون به إزاء ذلك؟
- كل ما يقوم به المحتل من انتهاكات وسرقة وتدمير للثروات في المحافظة موثق كجرائم يعاقب عليها القانون الدولي وقد قمنا أكثر من مرة بمخاطبة المنظمات التابعة لهيئة الأمم المتحدة بهذا الشأن وبعد مخاطبة حكومة صنعاء والسلطة المحلية لمنظمة اليونسكو عن التدمير الممنهج لسقطرى من دول الاحتلال ارسلت فريقا من الخبراء.. إلا أن ما تسمى حكومة الشرعية منعت وفد اليونسكو من النزول إلى سقطرى للتحقيق عن انتهاكات دول الاحتلال.
كما قامت حكومة المرتزقة بتقديم تقرير ينكر وجود أي تدمير في الجزيرة .
< كلمة أخيرة؟
- نحيي أبناء سقطرى كافة ونشد على اياديهم ونحثهم على مواصلة مناهضة دول الاحتلال سواء بالطرق السلمية أو بالطرق الأخرى إذا لزم الأمر .
ونؤكد بأننا سنظل إلى جانبهم ومعهم ومستعدون في أي وقت على التواجد في سقطرى.
صحيفة الميثاق.. حوار/ نجيب علي شجاع الدين