الاحتلال يحرق النازحين أحياء في خيامهم بخان يونس
الخميس, 05-ديسمبر-2024المؤتمرنت - قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن "جيش الاحتلال الإسرائيلي أحرق النازحين أحياءً في مواصي خان يونس جنوبي قطاع غزة، بعدما قصف مباشرة خيامهم ليقتل 20 فلسطينيًّا غالبيتهم أطفال، ويصيب 18 آخرين بحروق وجروح".
وأوضح المرصد، في بيان، أن طائرات حربية ومروحية إسرائيلية أطلقت مساء أمس الأربعاء عدة صواريخ تجاه خيام النازحين في مواصي خان يونس، المنطقة التي يدعي الاحتلال أنها منطقة إنسانية آمنة، دون أي سابق إنذار أو تحذير، لتحرق النازحين وهم أحياء في خيامهم البالية، وتقتل 20 مدنيا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، وأصيب 18 آخرون بجروح وحروق مختلفة.
وبين أن تفاصيل عملية القصف تؤشر إلى أن الجيش الإسرائيلي تعمد إيقاع الأذى في صفوف المدنيين، حيث أطلق الطيران المروحي الإسرائيلي صاروخا تجاه النازحين أثناء عملية الإخلاء، ثم تكررت الغارات بمساحة 700 متر في المنطقة وأصابت خيام نازحين بشكل مباشر وأدت إلى احتراقهم، منوها إلى أن الاحتلال ماض في مساعيه لنشر الفوضى والفلتان في القطاع من خلال اغتيال كل منظومة الشرطة والأمن الداخلي.
وأوضح المرصد الحقوقي أن فريقه الميداني تابع مشاهد مروعة لانتشال بقايا جثامين الأطفال المتفحمة والمقطعة، التي تعبر عن مستوى غير مسبوق من الوحشية التي تستخدم قنابل ومقذوفات حارقة في منطقة مكتظة بمئات آلاف النازحين، معتبرا أن ما حدث ليس حدثا معزولا، بل هو تعبير عن جريمة الإبادة الجماعية الشاملة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي ضد جميع الفلسطينيين في قطاع غزة، واستهدافهم وتدميرهم أينما كانوا، بما في ذلك في "المنطقة الإنسانية" التي يدعي أنها آمنة، واستخدام قوة نارية تدميرية مباشرة هناك تؤدي إلى حرق وقتل أعداد كبيرة من النازحين الذين هجروا قسرا من منازلهم في كل أرجاء القطاع، وتم دفعهم إلى هذه المنطقة لتقصفهم باستمرار.
وذكر بقيام طائرات حربية إسرائيلية، في العاشر من سبتمبر الماضي، بإلقاء ثلاث قنابل من نوع MK-84 أمريكية الصنع، بعد منتصف الليل، على تجمع لخيام النازحين في منطقة مواصي خان يونس وهم نيام، ما أحدث ثلاث حفر بعمق وقطر عدة أمتار، تسببت بدفن نحو 20 خيمة بالعائلات التي بداخلها، مشيرا إلى أن الحصيلة الأولية للضحايا تجاوزت 60 شخصا بين قتيل وجريح، ومشددا على أن استخدام هذا النوع من القنابل الأمريكية ذات الأثر التدميري الواسع في منطقة مليئة بالخيام والنازحين مؤشر على نية الجيش الإسرائيلي قتل أكبر عدد من المدنيين، علما بأنه لم يسبق القصف أي إنذارات إخلاء.
وأكد الأورومتوسطي أن الطائرات الإسرائيلية شنت عشرات الغارات على خيام النازحين في منطقة المواصي، وأحرقت وقتلت عشرات الفلسطينيين ودفنت العديد منهم في الرمال، في تكريس لسياسة القتل الجماعي وبأساليب مروعة في إطار جريمة الإبادة الجماعية، مشددا على أن حالة الصمت والتجاهل التي تمر بها مثل هذه المجازر غير المسبوقة في تاريخ الحروب الحديثة كونها تستهدف المدنيين بشكل صرف ومتكرر، مخزية ويندى لها الجبين، وتشكل ضوءا أخضر للكيان الإسرائيلي للاستمرار في ارتكابه ضمن نهج واضح لقتل الفلسطينيين جماعيا والقضاء عليهم.
كما اعتبر أن الولايات المتحدة شريكة في هذه الجريمة، كونها تزود الجيش الإسرائيلي بالأسلحة والقنابل المدمرة والحارقة رغم علمها باستخدامها في قتل مئات المدنيين في كل مرة، كما تجب مساءلة الأفراد المسؤولين فيها عن القرارات ذات الصلة لتواطؤهم بارتكاب هذه الجرائم، موضحا أن تتبع منهجية القتل الإسرائيلية تشير إلى وجود سياسة واضحة ترمي إلى القضاء على المدنيين الفلسطينيين في كل مكان في قطاع غزة.
ودعا المرصد الحقوقي إلى مساءلة ومحاسبة الدول المتواطئة والشريكة مع الكيان الإسرائيلي في ارتكاب الجرائم بأي من أشكال الدعم أو المساعدة المتصلة بارتكاب هذه الجرائم، بما في ذلك تقديم العون والانخراط في العلاقات التعاقدية في المجالات العسكرية والاستخباراتية والسياسية والقانونية والمالية والإعلامية، وغيرها من المجالات التي تساهم في استمرار هذه الجرائم.