المؤتمرنت - أكدت القيادات القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي في اليمن والأردن والعراق وتونس والسودان وفلسطين وموريتانيا، أنها تتابع بقلق المستجدات المتسارعة والتطورات الدراماتيكية والخطيرة في الجمهورية العربية السورية.

وقالت القيادات القطرية في بيان، " انه في الوقت الذي تتمادى فيه قوات الاحتلال الصهيوني من التوغل أكثر فأكثر في الأراضي السورية والتهامها، نجد سلطة الأمر الواقع وفصائلها المسلحة تذهب بعيداً لتكريس سياسة الإقصاء والاستفراد بالسلطة وتغليب منطق القوة".

وأبدت استغرابها مما وصف بمؤتمر الحوار الوطني والذي اعتمد على حضور لون سياسي ومذهبي واحد.. مضيفًة "قام طرف واحد بمحاورة نفسه وصياغة بيان يتضمن نتائج الحوار التي تجسد في الحقيقة رغبة أحادية للطرف المسيطر من أجل تفصيل مشروع دستوري على مقاسه الخاص، وتهميش بقية القوى والتيارات والفئات الأخرى من مختلف أبناء الشعب السوري، مدفوعاً بدعم بعض القوى الإقليمية التي تهدف إلى طمس هوية سورية ودورها المحوري المقاوم والمناهض للمشاريع الصهيونية والأمريكية الاستعمارية بالمنطقة".

ونددت بإقدام الفصائل المسلحة على تسمية رئيس جمهورية وحل مجلس الشعب المنتخب من قبل أبناء الشعب السوري، بالإضافة إلى تعطيل جميع المؤسسات الدستورية وفرض حكم عسكري أحادي قائم على الاقصاء وإلغاء الآخر.

واعتبر البيان، ما يجري في سورية الشقيقة تهديداً خطيرًا ومباشراً لاستقرار المنطقة العربية، ولأمن جميع دولها وشعوبها، وينذر بتفكيك الدول العربية وتقسيمها إلى كانتونات متصارعة على المنوال السوري.

وتابع البيان "إن واجب إنقاذ سورية لا يقتصر على السوريين فحسب، ولم يعد شأناً وطنيا سوريا فقط، بل هو واجب عربي وإسلامي أيضاً لتدارك الأمر قبل حدوث تبعاته وعواقبه، وقبل أن يتم فرض واقع جديد على دول المنطقة لا تستطيع الخروج منه".

وأشار إلى أن ارتكاب الانتهاكات بحق الشعب السوري تضاف إلى ما أقدمت عليه سلطة الأمر الواقع في سوريا بشأن حل حزب البعث العربي الاشتراكي وأحزاب الجبهة التقدمية، غير آبهة بما سينجم عن هذا القرار من عواقب سلبية على الحياة السياسية والعامة بسورية ومخاطر على وحدة شعبها وترابها الوطني، بما يمثله من تكريس لسياسة الإلغاء وإقصاء الآخر وانتهاج لسياسة انتقامية بعيدة كل البعد عما يتم الترويج له من بناء دولة حديثة تكفل الحقوق والحريات والمشاركة السياسية للجميع دون استثناء.

وأكد البيان، أن قرار حل حزب البعث العربي الاشتراكي وأحزاب الجبهة التقدمية، يمثل تنكراً لحقائق تاريخ سورية الحديث منذ استقلالها عن الاستعمار الفرنسي، وطمساً للدور القومي والنضالي لحزب البعث العربي الاشتراكي ومواجهته للمشاريع الصهيونية والاستعمارية في المنطقة العربية، ودعمه غير المحدود للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وللمقاومة بكل فصائلها ومكوناتها.

وطالبت القيادات القطرية القوى الوطنية والتقدمية الفاعلة عربياً وإقليمياً ودولياً بإجبار مغتصبي السلطة في سورية على إيقاف قراراتهم التعسفية وسياساتهم الانتقامية بحق أبناء الشعب السوري.

وأكدت أن المشروع التكفيري، يجسد العجز والفشل السياسي جراء عدم امتلاكهم أي حس وطني بناء، وهذا سينتج عنه إتباع الشعب وسائل مناسبة يدافع بها عن إرادته ومصلحته الوطنية الواحدة في دولة عادلة لكل أبنائه، وما شهدته مدن محافظات الساحل السوري مؤخراً يعطي مؤشرات عن المخاطر التي حذر البعث منها سابقاً.

وقال البيان "هذه الممارسات الإجرامية المدانة تمكن الصهاينة من استكمال تحقيق أهدافهم التوسعية أيضا".. محملًا سلطة الأمر الواقع بدمشق مسؤولية المجازر التي يرتكبها أزلامها في أرياف مدن الساحل السوري بشكل خاص.

وشددت القيادات القطرية على أن استقواء سلطة الأمر الواقع بما يوصف بالشرعية الثورية ونشوة الانتصار لتصفية الحسابات، وإلغاء الخصوم وإقصاء المختلفين لن يؤسس إلا لديكتاتورية دموية، ونظام قمعي إرهابي في وقت يمر الشعب السوري الشقيق بأسوأ أزمة معيشية تنذر بانفجار قريب.

وأكدت أن الشعب السوري اليوم بحاجة لحوار حقيقي وشامل لا يستثني أحد ولا يترك أمام العدو أي فرصة للتدخل في الشؤون الداخلية لسورية العروبة.. مبينة أن الأخطاء الجسيمة التي ترتكبها سلطة الأمر الواقع في سورية، أبلغ مثال على إقدام الكيان الصهيوني على ادعاء حماية فئات من أبناء الشعب السوري من قبيل تهديده بالتدخل لحماية "الدروز"، مستغلاً سياسة الاقصاء التي تمارسها تلك السلطة الغاصبة.

صادر عن: القيادات القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي في عدد من الأقطار العربية:
١- القيادة القطرية اليمنية
٢- القيادة القطرية الأردنية
٣- القيادة القطرية العراقية
٤- القيادة القطرية التونسية
٥- القيادة القطرية السودانية
٦- القيادة القطرية الفلسطينية
٧- القيادة القطرية الموريتانية.