تجميد أخر يطال الرياضة اليمنية في رمضان
الأربعاء, 26-أكتوبر-2005المؤتمرنت - خاص - يعيش النشاط الرياضي في اليمن هذه الأيام حالة من الجمود والركود الكلي نتيجة توقف كافة الأنشطة والفعاليات والمسابقات الرياضية في مختلف الألعاب كما هو الحال عادة في كل عام خلال شهر رمضان المبارك .
هذا التجميد ليس له علاقة لا من قريب او بعيد بتعليق عضوية اتحاد الكرة اليمني من قبل الفيفا وإيقاف جميع مشاركات الأندية والمنتخبات الوطنية في البطولات الإقليمية والدولية لان عادة ما يشهد شهر رمضان المبارك من كل عام هذا التوقف الإجباري اذا صح التعبير ، بسبب عجز إدارات الاتحادات والأندية على رسم خطط وبرامج مدروسة وهادفة على ارض الواقع خلال الشهر الكريم أسوة بكل دول العالم التي لا يتوقف فيها النشاط الرياضي مطلقا إضافة إلى التسرب ثقافة القائمين على الرياضة في البلاد ان شهر رمضان عبارة عن صيام بالنهار وجلسات سمر بالليل مع وريقات القات التي يتناولها عادة اليمنيون بكثرة بما فيهم الرياضيون .
تضاربت الاتهامات بين الاتحادات والأندية ووزارة الشباب والرياضة حول تحميل كل من الأخر السبب في توقف هذا النشاط حيث تعذرت الاتحادات والأندية بشحة الإمكانيات المادية المقدمة من الوزارة لتسيير النشاط التي لا تتجاوز ثلاثة ملايين ريال ، " ، في حين تقول الوزارة ان إدارات الاتحادات والأندية لا تقوم بتسيير نشاطها وفق أسس وخطط مدروسة وغالبا ما تتسم عملها بالتخبط والعشوائية .
" المؤتمر نت " طرح هذه القضية على عدد من المسؤولين المحليين والمختصين والمهتمين بالشأن الرياضي ، وبحثت في أسباب توقف النشاط الرياضي الذي يتكرر كل عام في شهر رمضان المبارك وعن المسؤول عن هذا التجميد هل الاتحادات والأندية التي تلقي باللائمة على شحة الإمكانيات المادية ام وزارة الشباب التي تعتبر النشاط الرمضاني نشاط داخلي بالنسبة للاتحادات والأندية وخارج إطار الموازنة السنوية المعتمدة لهم من قبل الوزارة أو انعدام الإنارة في معظم الملاعب في محافظات البلاد المختلفة.
في هذا الصدد ارجع رئيس اتحاد كرة الطاولة نبيل حسن الفقيه ، أسباب توقف النشاط الرياضي في بعض الاتحادات لسوء التخطيط السليم والبرمجة في توزيع المسابقات في هذا الشهر الكريم وضرب مثلا ان اتحاد الطاولة دشن أول من أمس الأربعاء بطولة رسمية وليس تنشيطية للناشئين والبراعم في حين ان المنتخب الوطني يواصل تدريباته اليومية دون توقف ، ولفت الفقيه الاتحادات بهذا الصدد بان تأخذ بالها من توزيع المسابقات والبطولات عن كل اشهر السنة وليس على شهر رمضان وفق الحاجة الفنية التي يقررها الفنيون .
وحول تعذر الأندية بقلة الموارد المادية .. أشار رئيس اتحاد كرة الطاولة اليمني إلى ان الأزمة والضائقة المالية موجودة أصلا سواء فيشهر رمضان أو قبله بل ان بعض الأندية تحصل على دخل مالي جيد من خلال عملية الاستجداء والمطالبة الذي تقوم به بعض إدارات الأندية لعدد من البيوت التجارية.
من جهته حمل المسئول المالي لنادي شعب صنعاء راجح القدمي وزارة الشباب والرياضة مسؤولية كل ما يحصل من تجميد للنشاط الرياضي والصعوبات والمعوقات التي تعيشها الأندية على مدار العام .
وقال : كيف يمكن ان نقيم أنشطة وكل ما نحصل عليه من وزارة الشباب هو ثلاثة ملايين ريال " لموسم رياضي كامل ، وضرب مثالا انه اقترض مبلغا ماليا كي يقوم بواجبة نحو لاعبين مصابين هما خالد الزامكي ومحمد سالم الزريقي اللذان اجريا عمليات جراحية في جمهورية مصر العربية والثاني لاعب منتخب وطني .
واتهم القدمي وزارة الشباب بأنها حولت إدارات الأندية الى " شحاتين " على حد وصفه ، وهو
وضع صيب الأندية في مقتل .
وأكد القدمي انه نتيجة لهذا الوضع الصعب الذي تعيشه الأندية قررت إدارة نادي شعب صنعاء تقديم استقالتها قريبا لأنها ملت الاستمرار في هذه اللعبة المخزية لا دعم مادي لها في تسيير الأنشطة في مختلف الألعاب الرياضية ولا إنارة في معظم ملاعب الجمهورية التي أصبحت في الوقت الراهن حجر عثرة في طريق استمرار واستقرار الموسم الرياضي في اليمن .
في حين يرى المحلل الرياضي المعروف احمد الظامري ان انقطاع النشاط الرياضي خلال شهر رمضان هو مزيج من الأخطاء الإدارية بين الوزارة والأندية فالوزارة لا تشرف على خطط وبرامج الاتحادات الفنية وزادت الطين بله بإلغاء موضوع التسويق في الاتحادات الذي كان يضمن دخل إضافي للاتحادات التي تعاني شحة في مواردها والأندية لتسيير أنشطتها بالبركة وبصورة عشوائية وهو ما انعكس على خلو شهر رمضان من مسابقات اغلب الاتحادات باستثناء اتحاد الطاولة والسلة .وأضاف : بأن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام لماذا لا تستفيد الاتحادات بتخصيص شهر رمضان باعتماد مسابقات الفئات العمرية في هذا الشهر اعتقد ان اعتماد مثل هذه المسابقات سوف يعطي شهر رمضان حركة رياضية بدلا من حالة الركود المستمرة.
في سياق متصل علل مدير عام النشاط الرياضي بوزارة الشباب والرياضة خالد صالح حسين توقف النشاط الرياضي الرمضاني ، كونه يعتبر نشاط خارج إطار الموازنة السنوية التي تحصل عليها الاتحادات والأندية ورغم ذلك لم تسعى الأندية إلى تقديم مشروع جماعي هادف لدعم النشاط الرمضاني حيث إنها إذا كانت تقدمت بهذا المشروع إلى وزير الشباب والرياضة عبد الرحمن الاكوع ، اعتقد ان الوزير الاكوع لن يقصر في هذا الخصوص .
ودعا صالح الاتحادات والأندية بالاستفادة من أخطاءهم السابقة وتبني خطط وبرامج سنوية مدروسة وفق أسس ومعايير سليمة وصحيحة ويتم تقديمها للوزارة بدلا عن أسلوب التخبط والعشوائية في تسيير عملها الإداري .
من جانبه أكد قائد المنتخب اليمني الأول لكرة القدم ونجم نادي التلال العدني خالد عفارة ان التوقف المتكرر يؤثر سلبا في رمضان مما يجعل الكثير من اللاعبين يتجهون إلى اللعب في دوري الحواري المنتشر بشكل كبير عادة في هذا الشهر الكريم ومثل هذا الدوري يؤثر بلا شك خاصة في الإصابات التي يتعرض لها البعض .
وارجع المدافع الدولي عفارة انعدام الإنارة في الملاعب بأنها عامل مهم في هذا التوقف للبطولات الرسمية .. مشيرا إلى ان اللعب في الليل يكون أفضل بكثير للاعب من ان يلعب عصرا وهو صائم .الا ان عفارة لفت إلى ان التوقف حين يأتي بعد موسم كروي شاق هو استراحة وإزالة لتراكم الملل الذي يصيب اللاعب طيلة موسم كامل لكن مع ذلك يبقى دور الأندية مهم في إقامة بطولات حماسية في الصالات الرياضية المغلقة تحت الأضواء لازالت حالات الملل التي يمر بها لاعب كرة القدم في هذا الشهر المبارك .
خلاصة القول انه رغم تكرار توقف النشاط الرياضي في اليمن إلا انه يمكن الإشادة في المبادرات الرائعة التي يقوم بها نادي أهلي صنعاء اعرق الأندية اليمنية وأكثرها إحرازا للبطولات المحلية في تبنيه تقليدا سنويا على مدى سنوات في إقامة مسابقات كبيرة في مختلف المجالات أبرزها بطولة الفقيد العزي صبرة التي تقام حاليا في الصالة المغلقة للنادي والتي تمهد لإنشاء اتحاد يمني لكرة الصالات ويشارك في هذه البطولة عدد من الشخصيات الاجتماعية والمسئولين أبرزهم وزير الإعلام الرياضي حسين العواضي إلى جانب الإشادة بجهود اتحاد كرة القدم فرع محافظة عدن في إقامة مسابقة الفقيد علي محسن المريسي نجم نجوم الكرة اليمنية الأوحد للعام الثالث عشر على التوالي رغم الإمكانيات المادية الصعبة كما ظهر بشكل لافت في اليمن في رمضان هذا العام لاول مرة انتشار إقامة بطولات الكرة الخماسية ،كانت أقواها وأبرزها بطولة الخماسية في عدن التي ينظمها البنك الأهلي اليمني تحت إشراف نجم الكرة اليمنية السابق ابو بكر الماس ويشارك فيه ابرز نجوم الكرة في البلاد في زمانها الجميل أمثال الاحمدي والبارك وعلي موسى والماس .