زيارة الرئيس لواشنطن
الخميس, 27-أكتوبر-2005كتب/ محمد علي سعد - يقوم فخامة الأخ علي عبدالله صالح-رئيس الجمهورية- بزيارة رسمية للولايات المتحدة الأمريكية تبدأ في التاسع من نوفمبر القادم على رأس وفد رفيع المستوى؛ حيث سيبحث فخامته والوفد المرافق له مع المسئولين الأمريكيين -وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي "جورج دبليو بوش"- جملة من القضايا الثنائية التي تهم البلدين والشعبين الصديقين، إلى جانب بحث ومناقشة حُزمة من المسائل الأخرى ذات الاهتمام العربي والدولي.
وقبل زيارة فخامة الرئيس للولايات المتحدة الأمريكية بوقت طويل راحت صحف حزبية تكتب عن الزيارة والهدف الرئيسي منها، في محاولة "اجتهادية" منها لمعرفة فحواها؛ فيما تطوع عدد من الكتاب، فتناولوا -على طريقة "الأهواء الشخصية" -تصورهم لما سيدور في المباحثات اليمنية، الأمريكية، وخلصوا لاستنتاج أن اليمن في موقف الضعيف والمستسلم لكل ما ستطلبه منها واشنطن.
والحقيقة -التي لابد من تأكيدها- هي أن الزيارة الرسمية لفخامة الأخ علي عبدالله صالح –رئيس الجمهورية- للولايات المتحدة الأمريكية، تأتي في إطار تنامي العلاقات بين بلدين صديقين، وعليه فإن ثمة ملاحظات لابد من تسجيلها هنا حول الزيارة:
أولاً: موعد الزيارة الرسمية لفخامة الرئيس لواشنطن هي زيارة مخطط لها ومتفق عليها بين الجانبين منذ وقت سابق، فهي غير خاضعة لا لعشوائية ولا لرغبة شخصية من طرف.
ثانياً: القضايا الأساسية في برنامج الزيارة لفخامة الرئيس والتي سيتم بحثها مع الرئيس الأمريكي "جورج دبليو بوش" هي قضايا متفق عليها بين الجانبين، ودرسها الجانبان (فريقا العمل في الجانبين)، فما سيتم بحثه في الزيارة لا يخضع لوضع داخلي هنا في صنعاء ولا في "واشنطن" ولا يخضع لظرف أو تصور..الخ.
ثالثاً: الزيارة التي سيقوم بها فخامة الأخ علي عبدالله صالح للولايات المتحدة الأمريكية ومباحثاته مع المسئولين هناك، هي زيارة بين بلدين وحكومتين متكافئتين وذات سيادة، فلا سيد فيها ولا عبد .. اليمن بلد صديق لأمريكا، و قيادته تسعى للاستفادة من الأصدقاء ومن بينهم الأمريكان دون تفريط في شيء ولا تنازل عن قضية.
وعليه فإنه من المفترض أن ينظر الجميع للزيارة الرسمية المرتقبة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح للولايات المتحدة الأمريكية باهتمام وبتقدير، ومسئولية، وأن يبدي الجميع كل أشكال الدعم، والمساندة؛ لأن فخامة الأخ علي عبدالله صالح سيبحث قضايا، تهم الوطن ومواطنيه، وكل إنجاز سيتم ستكون إيجابياته على كل أبناء الوطن.
وختاماً نقول: لا داعي للاستعجال والاجتهادات الناقصة أو اللجوء لأحكام ظالمة.
بلادنا إحدى الدول التي لها علاقات مع أمريكا عمرها يمتد لعقود طويلة، ولنا مصالح وآراء وقضايا نشترك فيها مع الإدارة الأمريكية، ولنا قضايا ومسائل ونقاط نختلف حولها مع أصدقائنا في أمريكا.. دعوا الزيارة تتم وليتابع الجميع سيرها ونتائجها ومن ثم يُصدر الحكم.
بقي أن نقول: إننا نعيش في زمن المصالح والتصالح. زمن لم تعد مفردات: كالتخوين وإلقاء التهم جزافاً، وتجريد الآخر من الوطنية لها مكانة في الواقع السياسي؛ فاتقوا الله في أنفسكم ودعونا نبحث عن مصالحنا كوطن وشعب؛ بعيداً عن المزايدات والمكايدات والمناكفات السياسية التي ما أشبعت بطناً خاوية.