نص حوار السفير الأمريكي مع (نيوز يمن)
الخميس, 08-ديسمبر-2005المؤتمرنت - نيوزيمن - نص الحوار:
- أولا نبدأ من زيارة الرئيس صالح لواشنطن، لأننا في الحقيقة لم نسمع إلا الإشادات وهو شيء مهم أن تشيد أميركا بالديمقراطية اليمنية، لكن نريد أن نسمع أيضاً التفاصيل التي أدت إلى هذه الإشادات؟
* نعم فقط إشادات (ضحك).. أولاً اعتقد بأن هناك أساليب مختلفة يمكننا التحدث بها، انظر إلى الزيارة، وانظر إلى الصورة، وإلى المصافحات، وإلى كل اللقاءات التي أُجريت.
كما يمكنك أن تستمع إلى ما قاله المتحدثون الرسميون بعد الزيارة والتي اتخذت إطارا رسميا أيضاً، وفي إطار العلاقات الدبلوماسية، هذا الشعور مهم جداً بالنسبة للعلاقات.
عندما نقول أن اللقاءات كانت ناجحة، وأن الزيارة كانت ناجحة أيضاً، فهذا شيء مهم.. إنه شيء مهم لأن نعكس صورة الزيارة.
التقى الرئيس صالح بالرئيس بوش وتناول معه الغداء في البيت الأبيض، وليس كل رئيس دولة يتناول الغداء مع الرئيس بوش في البيت الأبيض.
وكان ذلك الغداء حصرياً، حيث حضره عدد قليل من الناس، الأمر الذي يجعله غداءاً مهماً أكثر من ذلك الغداء الذي يحضره المئات من الناس والمدعوين.
كما التقى صالح بالوزيرة (رايس)، والتقى بالسفير (نيجروبونت)، المدير الوطني للمخابرات، كما التقى أيضاً بمدير وكالة التحقيقات الفيدرالية(FBI)، والتقى صالح بالسيد (وولفيتز) رئيس البنك الدولي، والتقى بالسيد (ناتسيوس)، مدير وكالة التنمية الأميركية (USAID).
مرة أخرى، هذه اللقاءات عكست جدية العلاقات، كما عكست حقيقة العلاقات القوية بين أميركا واليمن.
وهذه اللقاءات كانت مهمة جداً، ولا يمكننا التعامل معها على أنها مجرد كلمات بسيطة أو صورة بسيطة، وبالطبع فإن تفاصيل هذه اللقاءات أو هذه الزيارة هو أمر مهم أيضاً.
وقد دخل رئيسكم والوفد المرافق له في هذه التفاصيل وناقشوها، ومنذ البداية كانت المحادثات في التفاصيل هو مثل آخر أو وجه آخر لتقارب العلاقات.
وكانت الحوارات مباشرة جداً، وأخوية، كما كانت كل المحادثات واللقاءات تصب في ناحية إنجاز وتحقيق بعض النتائج مع فهم المتغيرات التي صحبت الاتفاقيات أو البرامج أو حتى الانتقادات.
ودعني هنا أحدثك عن بعض التفاصيل، لكن ليس حديثاً مكتملاً بالتفاصيل، بل حديثاً حول بعض النقاط الهامة.
كانت أحد أهم القضايا المهمة هي التعاون، والبرنامج المشترك بين اليمن وأميركا بشأن مكافحة الإرهاب والقضية الأمنية، والرئيس بوش يدرك مدى صعوبة هذه المهمة في اليمن.
وقد عبر الرئيس بوش بشكل عام وبتقدير حقيقي، في بعض النقاشات الحاسمة والصعبة، عن ما بذله الرئيس صالح من أجل أن يشتركوا معا في هذه الحرب الهامة.
كما عبر الرئيس صالح عن استعداده لبذل مزيد من التعاون والتزامه الاستمرار في هذه الحرب.
وناقشوا بعد ذلك بعض القضايا التفصيلية.
بشكل عام، سأقول إنهم ناقشوا الوسائل والسبل التي من خلالها يمكن لنا أن نزيد من التدريبات المشتركة، والتي ربما يمكن لنا من خلالها أن نقدم بعض المساعدات المالية والمعدات لليمن.
كما ناقشوا أيضاً الكيفية التي من خلالها لليمن والولايات المتحدة أن تعملان مع دول أخرى في المنطقة، بالإضافة إلى آليات المشاركة في المعلومات التي من شأنها ان تحد من نشاطات الجماعات الإرهابية ومنع تسلل الأشخاص عبر الحدود وكذلك منعهم من تنفيذ أي عمليات إرهابية.
مرة أخرى، ركز الرئيسان على كيفية جعل دول المنطقة كالمملكة العربية السعودية، والإمارات، وعمان، والأردن، ومصر، تعمل مع اليمن والولايات المتحدة الأميركية جنباً إلى جنب لتكون أكثر فاعلية.
وهذه كانت أهم نقاط التباحث أيضاً مع وزيرة الخارجية (كونداليزا رايس) ومع الرئيس بوش، وبالطبع مع مديرمكتب التحقيقات الفيدرالية (FBI).
- هناك تفاصيل تهم المواطن اليمني والتي يريد أن يسمع بها، ومنها حركة السلاح في اليمن، هل كانت من أحد نقاط التباحث؟ وهل أميركا مهتمة بهذا الموضوع؟
* بشكل عام عبر الجانب الأميركي عن إعجابه بالقرار الذي اتخذه الرئيس صالح حول السيطرة على حركة السلاح من وإلى اليمن.
وقد تم إدراك مدى صعوبة هذا الأمر، والسيطرة على حركة السلاح أمر بالغ الصعوبة، ونحن نتفهم ذلك.
فاليمن لديها أسلحة، كما أن الولايات المتحدة الأميركية لديها أسلحة أيضاً والرئيس بوش مدرك لأهمية حمل السلاح بالنسبة للبعض، فهو من تكساس، ولكنه يدرك أيضاً ضرورة السيطرة على تجارة الأسلحة بالرغم من الصعوبات.
-لكن السلاح مشكلة في اليمن أكثر من كونه مشكلة في تكساس؟
* أنت محق. فهذه القضية مهمة جداً، ونعتقد أنه لشيء مهم بالنسبة لليمن أن تتخذ إجراءات للسيطرة على استيراد الأسلحة، وعلى وجه الخصوص، السيطرة على تهريب الأسلحة خارج اليمن، كما أنه من المهم أن تسيطر اليمن على تجارة الأسلحة داخل أراضيها.
وقد التزم الرئيس صالح بشكل علني أثناء اللقاءات بأنه سيتخذ قرار ويغير القوانين الضرورية، ويعاقب أولئك الذين ينتهكون القانون، ونحن بدورنا نقدم المساعدة والدعم في كل تلك المجالات.
- هل هناك اتفاق بشان السيطرة أو عمل نظام مخزني أو غيره، لأن الحكومة اليمنية تشكو أنه ليست لديها قدرات فنية وتقنية وإدارية للسيطرة على حركة السلاح، هل تم الاتفاق على مشروع دعم أميركي للحكومة اليمنية لبناء نظام إداري للسيطرة على حركة السلاح الرسمي؟
* نحن نستعد لمناقشة التفاصيل، خاصة مع الوزارات اليمنية المعنية، مثل وزارة الداخلية والدفاع واللتان تمثلان أهم وزارتان تحتاجان إلى الأسلحة.
ونحن لا نريد أن نمنع الحكومة اليمنية من التخطيط لحيازة الأسلحة التي تحتاجها لمواجهة الحرب ضد الإرهاب أو للدفاع عن اليمن.
نحن على استعداد للمساعدة في تطوير نظام إداري داخلي للسيطرة على الأسلحة وذلك حسب إحتياجيات الحكومة اليمنية.
-هل صحيح بان الولايات المتحدة منعت اليمن من شراء الأسلحة وهل ياترى ستسمح الولايات المتحدة لليمن بالإستمرار بشراء الأسلحة؟
*إن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم شراء اليمن للأسلحة وذلك لضرورات الدفاع الشرعية ومادامت هذة الأسلحة ستبقى في حدود القنوات الرسمية. إن الولايات المتحدة لا تدعم تجارة السلاح ولا أي صفقات بين وزارة الدفاع وتجار الأسلحة في القطاع الخاص.
- الذي يهمني -كصحفي- من مناقشة هذه القضايا هو جر المجتمع السياسي في اليمن لأن يناقش ويهتم بها، وأن تصبح برنامج لكل الأطراف السياسية والإعلامية في اليمن.
*اعتقد أنه هذا شيء مهم جداً، وهذا ماتدركه الإدارة الأميركية و الإدارة اليمنية.
-هل هناك اعتراضات يمنية بأن مناقشة مثل هذه القضايا تدخل أميركي في شأن محلي يمني يتجاوز السيادة اليمنية أو أنه تدخل؟
*أنا لا اعتقد ذلك، ولا اعتقد أن هذا موجود في هذا العالم الجديد حيث الدول تنظر إلى أهمية التعاون فيما بينها.
كما أنها ليست مشكلة تعاني منها اليمن فقط، فهذه المشكلة تحتاج إلى تقديم المساعدة من الدول المجاورة ومن الدول الكبرى القوية في العالم، كما أننا نريد اليمن أن تقدم المساعدة أيضاً لمعالجة مشكلة الأسلحة، وإلا لن نستطيع أن نحل هذه المشكلة.
- ماذا تم بشأن موضوع إدراج اسم الشيخ عبد المجيد الزنداني في القائمة الدولية بشأن تمويل الإرهاب؟
* الرئيسان ناقشا مختلف المواضيع ولكن ليس بهذا التفصيل، فهم دائماً لا يناقشون التفاصيل الصغيرة إلى هذا الحد.
هم تناولوا موضوعات وقضايا تمويل ودعم الإرهاب حول العالم، كما تطرقوا إلى قضايا تجنيد الإرهابيين والأسلحة، وهذه هي القضايا التي تم مناقشتها. أما القضايا الشخصية فلم تناقش.
وقد أبرز الرئيس اليمني قضية الشيخ عبد المجيد الزنداني للحكومة الأميركية ولكن عبر السفارة الأميركية بصنعاء، وليس أثناء زيارته إلى واشنطن، فقد طلب الرئيس من الحكومة الأميركية –عبر السفارة- معلومات كما أننا طلبنا معلومات. ونحن نعمل على نطاق واسع.
- هل الإدارة الأميركية مطمئنة لأداء الحكومة اليمنية تجاه مكافحة الإرهاب؟
* الحكومة الأميركية تقدر جيداً مسألة التعاون مع الحكومة اليمنية، كما ذكرت سابقاً، كما ننظر بعين التقدير إلى القرارات والإجراءات التي اتخذتها اليمن، والولايات المتحدة تقدر عالياً صعوبة هذه المهمة.
لكننا لن نكون سعداء، كما لا اعتقد أن الرئيس على عبد الله صالح سيكون مسرورا وسعيدا حتى يتم دحر آخر إرهابي من اليمن.
- ألا ترى أن الولايات المتحدة الأميركية والحكومة اليمنية متفقتان على إعطاء اهتمام أكبر بكثير لموضوع الدعم الأمني أو التنسيق الأمني حول القضايا الأمنية من اهتماماتهم بقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان وبناء الدولة؟
*إنها نقطة مهمة جداً، واعتقد أنه لشيء مهم العودة إلى الوراء وقراءة تصريح للوزيرة رايس، قبل حوالي عام من الآن.
لقد ناقش الجانبين في أهمية دعم الديمقراطية وتعزيز حقوق الإنسان وحرية الصحافة كما ناقشا الأشياء المهمة والضرورية التي تخص منطقة الشرق الأوسط.
والأمن ليس هو الهدف الوحيد، كما أنه ليس هو القضية الوحيدة، وفي الحقيقة لا يمكن أن يكون هناك أمن ولا يمكنك هزيمة الإرهاب إذا لم يكن لديك ديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.
ولديكم نظام مفتوح للتعامل مع الأسلحة القوية، فنحن نستطيع أن نحصل عليها وأنتم تستطيعون أن تحصلوا عليها أيضاً لمقاتلة الإرهابيين، وكان هذا إحدى نقاط التباحث في واشنطن أيضاً.
- ثمة رؤية يمنية تقدم الأمن باعتباره أولوية كبرى، وباعتبار أن اليمن لا تزال دولة ضعيفة، بمعنى لا يزال هناك تحديات كبرى قد تجعل الديمقراطية مدخل للفوضى، ولذا ومن أجل السيطرة على الأوضاع في اليمن، يتم تخفيف جرع الديمقراطية مقابل تقوية جرع الأمن، بل وربما تقوية أجهزة قمعية....
*مرة أخرى، لا يمكن أن يكون لك أمن بدون ديمقراطية، ولا يمكن أن يكون لك ديمقراطية بدون أمن، ولهذا السبب أصبحت حرب الإرهاب صعبة وخطرة، فحرب الإرهاب تكلفك كثيراً، كما أن خلق الديمقراطية وإيجادها أمر صعب ومكلف أيضاً.
-كيف تم نقاش هذا الموضوع في واشنطن؟ هل يمكن الحديث عن تفاصيل هذه الصورة؟
* مرة أخرى، لقد نوقشت قضية الأمن و محاربة الإرهاب، وناقشنا قضية التعاون مع الحكومة اليمنية ودعم الديمقراطية وقضية الإصلاحات، كما ناقشنا قضية حرية الصحافة.
وقد كان نقاش صريح جداً وواضح على مستوى الجانبين الأميركي واليمني. وكان هناك انتقادات، كما كان هناك أيضاً إشادات على مستوى الجانبين. وقد أدرك الجانبين الأميركي واليمني مدى أهمية هذه القضايا. وجرى تقدم على مختلف الأوجه. وهذا التقدم ينطلق بسرعة أحيانا، ولكنه يتباطأ أحياناً أخرى.
ونحن نتفهم أن دول مختلفة تتحرك في وجهات مختلفة، ولكنها في بعض المجالات تتقدم بسرعة، وفي مجالات أخرى تحتاج إلى وقت أطول، وهذا يعكس مدى صعوبة العملية. كما أننا لا نتوقع أن كل دولة تصبح لديها ديمقراطية حقيقية, أكيدة وكاملة في أسبوع واحد أو شهر واحد أو سنة واحدة.
والولايات المتحدة الأميركية خير مثال على ذلك، فعندما نتذكر بداية مرحلة الولايات المتحدة حيث لم يكن يُسمح إلا للرجل الأبيض فقط أن يدلي بصوته ولم يكن للمرأة الحق في التصويت، كما أن ممارسة الرق كانت موجودة، ولهذا فقد استغرقت عملية بناء الديمقراطية في الولايات المتحدة وقت طويل وصعب.
-في أميركا هناك توجه رسمي أميركي تجاه الديمقراطية، وهناك ليس فقط في القديم بل حتى الآن، هناك أخطاء في أميركا لكن هذه الأخطاء ليست توجها مقصودا ومعوما من التوجع العام للدولة.. هل الأمر ذاته هنا في اليمن؟
* تعودنا أن الشعب اليمني مصر على اتخاذ قراراته بنفسه، ونحن سنقدم المساعدة وندفع بذلك، ولكني اعتقد أن اليمن قد بدأت تحط قدميها على طريق الديمقراطية، وقد خطت اليمن الخطوة الأولى، بل خطت اليمن خطوات كثيرة في الديمقراطية، وإنه لمن الصعب عليها أن تتراجع.
وكانت إحدى نقاط التباحث في واشنطن هو كيف يمكننا أن نساعد اليمن في أن تتقدم على طريق الديمقراطية، كما أننا سنمنع تراجع اليمن في ديمقراطيتها.
- يعول المجتمع اليمني الآن كثيراً على أن الضغط الخارجي يوفر أجواء آمنة في الانتخابات التنافسية، هل الإدارة الأميركية كصديقة، هل ربما تضع هذا في ضمن سياق خطابها للجهات الرسمية في اليمن؟ هل نوقشت انتخابات رئاسية تنافسية وآمنة؟
* إننا مستعدون لأن نساعد اليمن بأي وسيلة من أجل تشجيع اليمنيين لأن يتعاطوا مع الديمقراطية، وستكون انتخابات رئاسية كبيرة في العام القادم، وسنقدم المساعدة في هذه الانتخابات، كما ستقدمه أيضاً دول أخرى، لكن القرار الأول والأخير سيعود لليمنيين أنفسهم، واعتقد أنها ستكون انتخابات مفتوحة ونزيهة وحرة وناجحة.
وهنا يأتي دور الصحافة ودور الإعلام ودور المنظمات غير الحكومية، كما أنه لمن المهم جداً أن تضغط الصحافة والإعلام على الحكومة أو على الأحزاب السياسية، أو على أي شخص كان، فاليمنيون وحدهم قادرون على توجيه الضغوط من أجل الحصول على انتخابات نزيهة وحرة وعادلة وأكثر منّا.
وأنتم الضمان الوحيد للانتخابات والديمقراطية، ونحن نستطيع أن نقدم لكم المساعدة.
- لكن نحن الآن في بداية بناء الديمقراطية.. أنا هنا لا أحرض على السلطة الشرعية في بلادي، بل لا أتحدث كطرف في حزب سياسي، بل صحفي ولست مع الحزب الحاكم أو المعارضة، لكني أتحدث أننا –كما قلت- خطونا الخطوة الأولى، ولا تزال الطبيعة والظروف ما قبل الديمقراطية هي الأقوى في اليمن سواء تجاه المؤسسات أو تجاه الديمقراطية ولم تتغير بعد، فالصحفيون مثلا حين يتعرض الواحد منهم للخطف أو التهديد أو يضيق عليه مالياً. تقل قدرتهم على مواصلة الأداء بذلك الحماس للديمقراطية فيما لو لم يحدث لهم ذلك، وهنا أتحدث عن نصائح أميركية كدولة صديقة لليمن أن تأخذ هذا في عين الاعتبار؟
* لقد كان هذا الموضوع من أحد أهم النقاط التي تباحثنا فيها في واشنطن، واعتقد أنه يمكنني أن أقول... أو استشهد بما يقوله رئيسي بوش... فالرئيس بوش لا يتفق أحياناً مع صحيفة نيويورك تايمز، وينتقدها.ولكن نقد الصحيفة لإدارة ضروري للديمقراطية ومن الأفضل تقبل النقد من تجاهلة.
وهو بالفعل شيء جيد أن تقبل الدولة النقد أفضل من أن تغلق الصحف ونحن في الولايات المتحدة الأميركية لا يوجد لدينا قانون صحافة. ولكن هناك سطر بسيط في الدستور الأميركي يقول بأنه لا يجب على المشرعين أن يصيغوا قانوناً يقيد من حرية الصحافة.
- هل هذا النقاش تحول إلى برنامج مرتبط بالدعم أو بأي شروط تفاهم حولها البلدان؟ هل هناك اشتراطات تجاه تحسين الديمقراطية وحرية الصحافة؟
* نعم، هناك برنامج حساب تحدي الألفية، وهناك أكثر من ثلاثة مليارات دولار يقدمها صندوق حساب تحدي الألفية.
وفي السنة الماضية كانت اليمن عضو مرشح في حساب تحدي الألفية، غير أن مؤشرات اليمن في السنة الماضية كانت متدنية ولذلك علق ترشيح اليمن مؤقتاً.
وقد عملنا مع الحكومة اليمنية لمناقشة الخطوات والإجراءات التي يجب على الحكومة اليمنية أن تتخذها من أجل الاستمرار والمواصلة في برنامج حساب تحدي الألفية.
وكانت أهم النقاط الرئيسية في هذا الموضوع حرية الصحافة والفساد في الحكومة.
- هل قدمت الجمهورية اليمنية التزامات؟
* اعتقد أن الالتزامات موجودة، وقد عبرت عنها صحيفة "الثورة" الحكومية، قبل حوالي يومين، وذلك حينما قالت في إحدى عناوينها أو أشارت في إحدى عناوينها إلى إنشاء لجنة فساد مستقلة، ولجنة قضائية مستقلة، وهناك جهود لتحسين وزيادة حرية الصحافة.
وما يهمنا ويهم الشعب اليمني هو أن تنطلق هذه الالتزامات إلى حيز التنفيذ. واعتقد أن الشعب اليمني ينتظر ويتطلع إلى الإجراءات التي ستتخذها الحكومة.
-هناك من يتحدث أن الولايات المتحدة الأميركية نصحت الرئيس صالح بأن لا ينسحب من ترشيح نفسه للرئاسة القادمة وأن يعود إلى ترشيح نفسه؟
* لم نناقش هذا الموضوع، وهذه في الحقيقة قضية وقرار تخص الشعب اليمني وحده في أن يقرر للرئيس صالح أو لحزب سياسي ونأمل إن شاء الله أن يتخذ الشعب اليمني قراره في هذه الانتخابات.
- نقدر تقديم الولايات المتحدة الأميركية خدمة جيدة لليمن في بناء مؤسسات مهمة مثل القوات الخاصة، والأمن القومي، وخفر السواحل، وهذه مؤسسات مهمة ومثمرة جداً لليمن والاستقرار في اليمن.
وننتظر في المقابل اتفاق يمني-أميركي لبناء مؤسسات مماثلة لدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان؟
* نحن مستعدون الآن، ونحن نعمل في ذلك الآن من خلال المعهد الوطني الديمقراطي، ومن خلال مؤسسة الأنظمة الانتخابية الفيدرالية الدولية.
ونحن ندعم منظمات المرأة، والمنظمات غير الحكومية وجماعات حقوق الإنسان.
كما أننا نريد أن نزيد في دعم المبادرات مثل النظام القضائي المستقل وسنعتمد على ما تم الالتزام به، وأن يصبح التزام جاد ويدخل نطاق التنفيذ.
وسنرى ذلك. فإذا ما قامت الحكومة اليمنية بتنفيذ التزاماتها، فإن أميركا والدول الأوروبية والبنك الدولي سوف يزيدون من دعمهم لليمن.
- العلاقات اليمنية الأميركية في شقها الأمني في مكافحة الإرهاب ممتازة، والحكومة اليمنية تقدر الدعم الأميركي وتقدر هذا الدور، ولا نسمع اعتراضات على زيارة جون أبي زيد والقيادات العسكرية التي تتردد كل شهر مرة لليمن، لكن مع قلة زيارات خبراء ومسئولي البرامج الديمقراطية، مباشرة يأتي الحديث عن اختراق أميركي للسيادة. ألا يسبب هذا أيضا إختلالا في السير الإهتمامات؟ هذه القضية تناقش أيضاً؟
*نعم، اعتقد بأن الالتزامات تتناول هذا الموضوع أيضاً، وقد تقدمت اليمن كثيراً في هذا المجال.
واليمن لديها أهداف مستقلة، إنها تدير منظمات حكومية، وهناك ممارسات ناقدة على الحكومة، وتعزيز من حقوق المرأة.
كما أن هناك أحزاب سياسية مستقلة وفي أوجه مختلفة، وصحافة مستقلة، ومواقع إليكترونية وهذه الأشياء يجب أن لا يتم تجاهلها.
ونحن ندرك الدور الذي تلعبه اليمن في المنطقة، كما أن القيادة في اليمن لديها أيضاً التزامات. واعتقد أن من الواجب علينا المساعدة في إتمام هذه الالتزامات.
-المحور الأخير هو قضية أن الحكومة الأميركية ساعدت كثيراً في تثبيت دعائم الوحدة اليمنية من 1990-1994م في مختلف المحطات، وكانت الحومة الأميركية صديقة للوحدة اليمنية، لكن هناك جدل دائر عن وجود مظالم في الجنوب فقط... فما هو تقييمكم لمسألة الجنوبية؟
* أعتقد أن هذا ربما سيكون تدخلا في الشؤون اليمنية. فلا يجب على أميركا أن تعتقد بأنها دولة خبيرة في سياسات أي بلد.
هناك طوائف مختلفة وجماعات مختلفة وقبائل وأحزاب في اليمن. واليمنيون سيقررون كيف أن هذه الجماعات ستشكل أحزاب سياسية. ونحن نحب أن نساعد الأحزاب السياسية في المشاركة في الانتخابات القادمة. ونحب أن نساعد الصحافة، لكننا يجب أن لا نتدخل في الكيفية التي تتشكل بها هذه الجماعات.
- سؤالي عن تقييم الولايات المتحدة للدور الذي تلعبه الوحدة اليمنية في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة؟
* نعم، إنه شيء مهم، نحن نعتبر أن وحدة الدولة تدعم الحكومة في أن تضم كل اليمنيين في العملية التنموية، وهذا يعنى الشيء الكثير والمهم في الحفاظ على الوحدة في اليمن.
- هناك مظاهرات في واشنطن ترافقت مع زيارة الرئيس صالح إلى واشنطن.. هناك كثير من زعماء العالم الذين لديهم مشكلات محلية ولم يحدث أثناء زياراتهم مثل هذا الأمر، فهل المظاهرات أظهرت فقط أن اليمن فيها ديمقراطية أوسع وأنه بإمكان المتظاهرين أن يتظاهروا ضد الرئيس، أم أنها في إطار ملاحظات أمريكية على اليمن؟
*اعتقد بأن المظاهرات السياسية شكل من أشكال الديمقراطية وكانت مظاهرة صغيرة وسلمية كما رأيتها. والعالم يرى أن من حق الناس أن يتجمعوا بشكل سلمي ويتظاهروا ليعبرا عن وجهات نظرهم السياسية.
-لماذا كثير من الدول ومع أن لمواطنيها اعتراضات على رؤساء دولهم لا تتاح لهم نفس الفرصة في التظاهر؟ هناك تحليلات تقول بأن أمريكا مارست –عبر المظاهرة- ضغوطاً على الرئيس صالح؟
* الولايات المتحدة لديها شرطة ممنوعة قانونا أن تتدخل في هذه المظاهرات.. صدقني. إنها حقيقة.
في واشنطن يمكن لأي شخص أن يتظاهر حول أي شيء، ويمكنك أن تقوم بمظاهرات في أي زمان وفي أي مكان، وفي واشنطن يمكنك أن ترى أي شيء.
ولكن أحب أن أقول، مرة أخرى، أؤكد بأن الولايات المتحدة الأميركية تدعم الوحدة اليمنية والسيادة اليمنية واستقلال اليمن، وأننا لم ندعم أي نوع من أنواع الانفصال في اليمن.
-هل هناك ملاحظات كان السفير يود أن ينقلها ولم أسأل عنها؟
*اعتقد بأنك قمت بعمل ممتاز في تغطية جوانب موضوع زيارة الرئيس صالح. وأشكرك جداً لإتاحة الفرصة للتحدث معك. وأحب أن أقول أنه خلال مدة إقامتي هنا في اليمن والتي تتجاوز العام، لم أتعلم سوى القليل عن اليمن.
ومع ذلك فأنا متفائل جداً حول مستقبل اليمن، حتى عندما ناقشنا موضوع محاربة الإرهاب، فاعتقادي بأن اليمن ستفوز وتنتصر في هذه الحرب.
واعتقد بأن اليمن ستنجح في بناء الديمقراطية خطوة بخطوة واعتقد بأن اليمن ستتجاوز الظروف الاقتصادية الصعبة جداً، لأن اليمنيين يريدون ذلك والعالم يريد أن يساعد اليمن في تنفيذ ذلك.