الولاء للوطن
الإثنين, 26-ديسمبر-2005كتب محمد علي سعد - الديمقراطية هي واحدة من أروع منجزات الوحدة، لأنها السبيل الوحيد لحل معضلة حق التداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات العامة والمباشرة والحرة والنزيهة، ولأنها الى جانب ذلك كفلت للجميع حق الرأي والانتماء الفكري والسياسي والحزبي من خلال حق التعدد الحزبي، كما أن الديمقراطية كفلت حق التعدد الصحفي والإعلامي فالديمقراطية في زمن الوحدة تمثل إطلاق العنان للحريات السياسية والفكرية والإعلامية.
وتلك الحريات المكفولة مشترطة بقوانين تقوم على أساس الثوابت الوطنية ولتي يلتزم بها الجميع في إطار التزام الجميع للولاء المطلق للوطن وبصرته واستقراره.
واليوم ونحن نعيش الزمن الوحدوي المبارك، في ظل التجربة الديمقراطية بجوانبها المختلفة، اليوم فإن الحاجة ملحة للتذكير بقضية هامة يجب أن لا تغيب عن بال أحد بصورة دائمة وأن يتضاعف تذكرها كلما احتفلنا او صادفتنا مناسبة وطنية، تلك القضية هي قضية الولاء للوطن قبل أي اعتبار وفوق كل اعتبار ومن منطلق أن الأحزاب السياسية هي صفوة المجتمع بما تضمه بين أعضائها من شرائح مختلفة تمثل كل شرائح المجتمع اليمني فإننا عندما نتوجه بكلامنا الى كل الأحزاب السياسية بقولنا عليكم الحفاظ والالتزام والتمسك بمسألة الولاء للوطن أولا والولاء للوطن أخيراً، فإنننا نقصد بالولاء للوطن وضرورة تمسككم به هو إظهاركم أكبر قدر من الحرص عليه وعلى استقراره وضرورة التذكر أنه لولا تضحيات الشهداء ونضال الثوار الشرفاء ما كانت الثورة ولا تحققت الوحدة، فلهم المزيد من الإجلال والإكبار والولاء للوطن ودعوة الأحزاب لضرورة التمسك به ليس معناه إلقاء تههمة على الآخر بالخيانة أو العمالة.. الخ.. ولكن الولاء للوطن في ظل المتغيرات الوطنية ولاسياسية للبلاد أصبح معناها وأهدافه أشمل.. فمثلا الحرص على الوحدة الوطنية للشعب من خلال برامج الأحزاب هو تأكيد على تمسكها الكامل بالولاء للوطن، والتنافس بين الأحزاب لتقديم أفضل الرؤى وأنجع الأفكار وطرح أكثر المعالجات لإصلاح الخلل في أية قضية من القضايا التي تواجه المجتمع هو ايضا دليل على نضج الرؤى الحزبية وإحساسها بالمسئولية تجاه الوطن من خلال حرصها على المساهمة الإيجابية لحل المشاكل التي تواجهه سواء كانت تلك الأحزاب تمسك بزمام السلطة او في موقع المعارضة، فالوطن وطن الجمعيع ومسئولية إعماره وتنميته وحل مشاكله تقع على الجميع باعتبارنا جميعا مواطنين منتمين لهذا الوطن قبل أن نكون منتمين لأحزابنا.. فكل تنافس يخدم تقدم الوطن هو ولاء له وإخلاص لقضاياه.