اليمن ومواجهة التحديات
الخميس, 22-مايو-2003بقلم د. عبد الكريم الإرياني -
للذكرى الثالثة عشر لإعادة الوحدة اليمنية العظمية التي يحتفل شعبنا بها اليوم خصوصيتها فكما أرتبطت وحدتنا بالديمقراطية فإن الذكرى الثالثة عشرة قد جاءت هذه المرة متلازمة مع حدث وطني وديمقراطي هو نجاح الانتخابات العامة التي مثلت إضافة نوعية إلى النهج الديمقراطي الذي سلكته بلادنا بقيادة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام رجل الوحدة وباني الدولة المدنية الحديثة في اليمن، كما تأتي هذه المناسبة وبلادنا تشهد تطورات متسارعة في كافة مناحي الحياة المختلفة بروح متجددة في ظل حادي مسيرة التنمية الذي دأب على نقل قوى المجتمع اليمني من نصر إلى نصر في كل الميادين.
لقد كانت الوحدة اليمنية عنواناً لنضالات الشعب اليمني وحركته الوطنية لعشرات من السنين قدم خلالها أغلى التضحيات، وقد شاءت أقدار هذا الشعب أن يتوج نضاله في اللحظة التاريخية المناسبة وبطريقة حضارية سلمية وديمقراطية بفعل حنكة قيادتنا التاريخية.
وإذا كان مطلب تحقيق الوحدة اليمنية قد شغل صدارة اهتمامات النضال الوطني لزمن طويل فإن تحقيق هذه الوحدة في 22 مايو 1990م قد مثل منذ ذلك اليوم بداية مرحلة جديدة في تاريخ الشعب اليمني اتسمت بالديمقراطية والاستقرار وبناء دولة القانون والنظام واحترام حقوق الإنسان والتنمية الشاملة في مختلف المجالات المجتمعية.
وفضلاً عن ذلك- وكما قال الأخ الرئيس حفظه الله- فإن إعادة تحقيق الوحدة اليمنية قد مثل نقطة الضوء الوحيدة في طريق النضال العربي الوحدوي بل أن إعادة تحقيق الوحدة اليمنية جاء في الوقت الذي كان الصف العربي يعاني حالة انقسام وتحيط به كثير من المآسي.
وكانت كثير من الدول في العالم تتفتت، بل أن هذه اللحظة التاريخية التي تحققت فيها الوحدة اليمنية قد جاءت في موعدها المصيري، فألهم الله تعالى قيادتنا التاريخية بإنجاز النصر الذي لو لم يتحقق في التحديات الكثيرة التي مرت بها منذ مطلع التسعينات إلى اليوم.
إن إعادة تحقيق الوحدة اليمنية لم يكن خيراً لليمنيين وحدهم بل للعرب جميعاً الذين أحيت وحدتنا فيهم مشاعر العزة والثقة بالعروبة والنهج الوحدوي العربي الذي لا يزال يشكل أملاً للملايين من أبناء العروبة.
إننا ونحن نحتفل بالذكرى الثالثة عشرة لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية ونعيش أفراح عرسنا الديمقراطي الكبير فإننا نستأنف السير نحو المستقبل بإرادة قوية لتحقيق مزيد من المكاسب التنموية في ميدان العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي وإعلاء مكانة الإنسان اليمني، وهذا ما أكد عليه فخامة الأخ رئيس الجمهورية في كلمته أمام أول جلسة لمجلس النواب وأمام أول اجتماع للحكومة المؤتمرية الجديدة.
إنني انتهز هذه المناسبة العظيمة لأعبر عن تهانينا وتهاني قيادات وقواعد المؤتمر الشعبي العام لفخامة رئيس الجمهورية الأخ علي عبد الله صالح وإلى جميع أبناء الشعب اليمني بهذه المناسبة، مجددين العهد على السير وراء قيادته الحكيمة والوفاء للقيم الوطنية العظيمة التي جسدها الأخ الرئيس في أقواله وأفعاله وهو يمضي في العمل من أجل تعزيز بناء الوطن وتطوير المجتمع وإعلاء مكانة الإنسان اليمني، كما أنتهز هذه المناسبة لأهنئ وأحيي زملائي في قيادات وقواعد المؤتمر الشعبي العام، مذكراً بأهمية المرحلة القادمة مزيداً من العناية والعمل المثابر سواء على صعيد البناء التنظيمي أو على صعيد العمل العام والاهتمام بقضايا المواطنين والتعاون المشترك في سبيل إنجاز المهام الماثلة وتحقيق قضايا البرنامج الانتخابي للمؤتمر الشعبي العام الذي نال أساسه ثقة الناخبين.