أبعاد القمة اليمنية الإماراتية
الأحد, 25-مايو-2003المؤتمر نت -
يقوم فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليوم في زيارة لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة تلبية لدعوة من أخيه صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يبحث خلالها طائفة من الموضوعات المتصلة بآفاق التعاون الثنائي، والمستجدات العربية وعلى وجه الخصوص تطورات العراق بعد الحرب وتفاقم الأوضاع في فلسطين بالإضافة إلى حال الجامعة العربية.
وتأتي هذه الزيارة في إطار التواصل المستمر بين الزعيمين للتشاور في مجمل ما يهم العلاقات اليمنية الإماراتية أو الأوضاع العربية.. حيث يحرص الجانبان في كل مناسبة التأكيد على ضرورة التواصل بين القيادات العربية.
وإذا كانت الأوضاع المأساوية والمتردية في العراق وفلسطين تتصدر أعمال القمة اليمنية الإماراتية إلى جانب ما وصل إليه العمل العربي المشترك من ضعف، فإن ذلك يعكس اهتمام الزعيمين العربيين بضرورة توحيد كلمة العرب ومواقفهم وأحياء التضامن وبث الروح في آليات العمل العربي وفي المقدمة تفعيل جامعة الدول العربية، وإعادة النظر في ميثاقها لتكون أكثر قدرة على التصدي للمشكلات والأزمات التي تواجه الوطن العربي، ولتلعب دوراً مؤثراً في حل القضية الفلسطينية وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.
زد على ذلك تأكيدهما الدائم بأن لا سبيل أمام العرب كأمة واحدة إلاَّ التآزر والاعتصام بحبل التضامن والعمل بصدق وفاعلية لتحقيق التكامل الاقتصادي من خلال إقامة المشاريع المشتركة وزيادة الاستثمار وتوظيف ثروات العرب لمصالحهم الحيوية، ناهيكم عن حرص صنعاء وأبوظبي الدعوة إلى أهمية التنسيق السياسي بين الدول العربية لمواجهة الأخطار والتحديات القديمة والجديدة.
وعلى الصعيد الثنائي نجد أن العلاقات اليمنية الإماراتية راسخة ومتميزة ومتنامية على غير صعيد، ويتجسد ذلك في الارتياح الرسمي والشعبي لامتداد جسور الإخاء والمحبة بين أبناء الشعبين الشقيقين ووصول التعاون بين البلدين إلى مواقع متقدمة جعلت من العلاقات اليمنية الإماراتية نموذجاً رائعاً يحتذى به.
لذا فالزيارة التأريخية المرتقبة للرئيس علي عبدالله صالح ومباحثاته الهامة مع أخيه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تعتبر بحق علامة مضيئة ورائعة في مسيرة العلاقات اليمنية الإماراتية، التي يلمس ثمارها أبناء البلدين في كل زمان ومكان، لأنها قائمة على المصداقية والوضوح والتفاهم المشترك والأحترام المتبادل والحرص على وحدة العرب وتضامنهم وتقدمهم والحفاظ على عزتهم وكرامتهم وحقوقهم.
وفي الأخير أن زيارة الأخ الرئيس للإمارات في الظروف العربية الحالية بالذات تتسم بأهمية كبرى في بحث السبل الناجعة والعملية لانتشال الوضع العربي من حالته الراهنة.. وذلك هو الأهم.