دورة المصير الواحد.. والشراكة المتنامية
الجمعة, 04-يوليو-2003المؤتمر نت -
تأتي اجتماعات الدورة الخامسة عشرة لمجلس التنسيق اليمني السعودي التي ستبدأ أعمالها غداً في العاصمة صنعاء برئاسة الأخوين الأستاذ عبد القادر باجمال رئيس مجلس الوزراء رئيس الجانب اليمني وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران لتمثل نقلة نوعية في مستوى تطور العلاقات اليمنية السعودية التي شهدت تنامياً مستمراً خصوصاً في السنوات الثلاث الماضية.
ولعل طبيعة الظروف والمستجدات الراهنة التي تمر بها المنطقة يعطي انعقاد هذه الدورة أهمية خاصة نظراً لطبيعة ونوعية العلاقات اليمنية والموقف السياسي المتطابق في الرؤى تجاه ما يحدث في المنطقة من تطورات.
ويأتي انعقاد مجلس التنسيق اليمني السعودي ليؤكد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الجارين والشقيقين ويبرز مظاهر وأوجه التعاون المختلفة التي تحولت إلى شراكة حقيقية بين البلدين انعكست ثمارها على الواقع من خلال حجم المشاريع الإنمائية وأوجه الاستثمارات الاقتصادية بين البلدين إضافة إلى ما ستثمر عنه الدورة الحالية من توقيع اتفاقيات تتعلق بمختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والسياحية.
ولعل تلك العلاقات المتميزة التي تحولت إلى شراكة لم يكن إلا نتيجة لعقلانية وحنكة القيادة السياسية للبلدين الشقيقين ممثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية والأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء والتوجه الصائب لهما من خلال توقيع معاهدة جدة التي أنهت المشكلة الحدودية التي ظلت تمثل عقبة في وجه تطور وتنامي العلاقات نحو الأفضل إضافة إلى إدراك الجانبين بأن التطورات الحالية التي شهدتها المنطقة تستدعي المزيد من الجهود ليس إلى تعزيز الشراكة بين البلدين فحسب بل وإلى تحويل تلك الشراكة إلى اندماج كامل من خلال الدعم السعودي اللامحدود لانضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي.
ومن ناحية أخرى فإن تطابق المواقف تجاه القضايا الإقليمية والدولية كان أيضاً مظهراً من مظاهر هذه الشراكة المتنامية.
ولعل تأييد اليمن الكامل للمبادرة السعودية التي أطلقها الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي للسلام كانت دليلاً على توحد تلك الرؤى والمواقف تجاه مختلف القضايا والمستجدات.
وما شهدته الآونة الأخيرة من مظاهر التواصل بين القيادتين السياسيتين يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن العلاقات اليمنية السعودية تتعزز باتجاه النمو والتطور المتسارع الذي باتت تتطلبه الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة والأمة العربية والإسلامية وذلك من خلال التواصل المستمر للقيادتين السياسيتين سواء أكان ذلك بالتواصل الهاتفي المباشر أو تبادل الرسائل أو إرسال المبعوثين بهدف تعزيز التعاون المشترك بين البلدين وتوحيد الرؤى تجاه ما يحدث في فلسطين والعراق وإعادة التضامن العربي وتوحيد الصف.
وختاماً فإن اجتماعات مجلس التنسيق اليمني السعودي في دورته الـ15 ستضيف أبعاداً وآفاقاً رحبة للعلاقات المتنامية بين البلدين ستنعكس ثمارها على الواقع بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.