مجد يوليو
الخميس, 10-يوليو-2003المؤتمر نت -
سيظل السابع من يوليو، هواليوم الخالد في الذاكرة الإنسانية. ففي ذلك التاريخ من عام 1994م صنع شعبنا العظيم ملحمة وحدويةً رائعة جسدت تمسك اليمنيين بالوحدة التي تستحيل الحياة بدونها.
فبعد أن انتصرت إرادة الشعب اليمني على قهر التشطير في الـ22 من مايو 1990م أثبت اليمنيون للعالم مرة أخرى أن الوحدة حقيقة ثابتة. تجلى ذلك في احتشاد الشعب اليمني بكل أحزابه السياسية، ومنظماته الجماهيرية، وفئاته الاجتماعية، ومن مختلف الأعمار من شيوخ، وشباب، ورجال، ونساء، وأطفال، خلف حكيم اليمن، وقائد المسيرة الوحدوية فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، ترجمةً للشعار الخالد الذي رفعه فخامته في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء في نهاية إبريل 1994م "الوحدة أو الموت" حيث توج النصر الوحدوي الكبير بالمشروع الانفصالي الخائب، والذي ولد ميتاً، وهرب أصحابه يجرون الخيبة، يلاحقهم عار الهزيمة، والإذلال وخيانة الإجماع الوطني في أعز منجزاته، ومكاسبه الإستراتيجية، ونعني بذلك الوحدة اليمنية التي عمدها شعبنا بالدم الطاهر، لتبقى راية الجمهورية اليمنية عالية خفاقة ترفرف في سماء الوطن الممتد من المهرة وحتى صعدة.
وعندما تستحضر الذاكرة اليوم العديد من الصور، والمشاهد، والوقائع لحرب السبعين يوماً، والتي فرضتها قلة من تجار التجزئة، والتمزق، والتشرذم، والفتنة، تبرز أمامنا حنكة ، وحكمة الرئيس علي عبدالله صالح، الذي قاد اليمنيين إلى النصر الحاسم في السابع من يوليو 1994م، وبذلك اعتلى البناء الوحدوي، وترسخت جذوره في أعماق الواقع اليمني لتبدو الوحدة اليوم أكثر قوةً، وشموخاً، ولم يعد الخوف عليها من الدسائس.
بيد أن الانتصار لم يأت مصادفة، وإنما بفضل تضحيات عظيمة قدمها شعبنا اليمني في ملحمة نضالية، وبطولية كان أبرز مظاهرها التفاف الجميع حول الزعيم الوحدوي، وقائد الوطن الرئيس علي عبدالله صالح الذي جسد قدرة القائد الفذ، وحكمته في التعامل الشجاع، والبطولي مع قضية تمس وحدة الوطن، وسيادته، وكرامته، وحرية شعبه، وحرصه على إشاعة روح المحبة، والتسامح، والسمو فوق الجراح، والعمل الجاد الصادق، والمسؤول لتعزيز الوحدة الوطنية.
ولعل قرار العفو العام الذي أصدره فخامة الرئيس علي عبدالله صالح في 23 مايو 1994م وعودة المغّرر بهم إلى أحضان الوطن هو القرار الشجاع الذي عكس الروح الوطنية الحقيقية، وكان له الأثر الأكبر في معالجة آثار الحرب، وما ألحقته من خسائر فادحة.
ولم يكتف الأخ الرئيس بذلك بل ذهب أبعد من ذلك حين اتخذ أكثر القرارات شجاعة، وأصدر فخامته العفو الرئاسي بحق قائمة "الـ16" في عشية الاحتفال بالعيد الـ13 للوحدة، وهي الخطوة التي قوبلت بتقديرِ، وإشادةِ مختلفِ الفعالياتِ السياسية، والاجتماعية اليمنية منها والعربية. كونه (أي القرار) عكس الروح الوطنية إزاء وطن يتسع للجميع، وعمّق الاصطفاف الوطني، وفتح الأبواب من أجل العمل والإبداع والإنتاج، والبناء ، والانتقال بالوطن اليمني إلى مصاف الدول المتقدمة.