الأحق بالرثاء؟!
الأحد, 27-أغسطس-2006بقلم/ عبدالله الحضرمي - يبدو أن مرشح المشترك لرئاسة الدولة لا يعرف معنى الدولة ولا يفرق بين نظام سياسي ومرشح منافس ولا يدري أنه مرشح لرئاسة اليمن الواحد وليس منطقة بعينها.
فالخطب والتصريحات التي قالها بن شملان جميعها تنادي بإسقاط النظام واختياره حاكماً بأمر الله يأمر وينهى وحده وليس صاحب مشروع سياسي لإدارة دولة مؤسسات في ظل نظام ديمقراطي فتح الباب أمامه ليقدم ما بجعبته دون مانع أو حائل ويطرح مشروعه السياسي على الناخب الذي بيده وحده أن يمنحه الثقة أو يمنح غيره الذي يراه الأصلح، ولكن الرجل لا يدرك إلا أنه وريث لعرش يلملم الأنصار إلى معركة استعادته والقضاء على من ينازعه واعداً جيش الأنصار بالمن والسلوى ومهدداً من لا يناصره بالويل والثبور وعظائم الأمور.
إن الدولة التي ينادي بإسقاطها ليست غير الجمهورية اليمنية بدستورها ووحدتها ونظامها الديمقراطي الذي يمنح الناس حق امتلاك رؤية مغايرة لابن شملان ومشروع سياسي مختلف دون خوف من أن تصبح تلك جريمة سيعاقبهم عليها مرشح المشترك إن فاز أو وصمة عار وشنار يعير بها من لا يرغب في اختياره ولا يوافق على برنامجه الوهمي ووعوده التي لا تعرف إلى عقل طريق.
بن شملان الذي يصف كل من لن ينتخبه بالمستمرئ للشحاتة والجبان والخائن لا يعرف معنى حق الاختلاف والرأي الآخر وغيرها من أبجديات الديمقراطية وحقوق الإنسان ويعتبر منافسيه منكراً يدعو إلى تغيرهم باليد واللسان أثناء الانتخابات وفي مرحلة الدعاية الانتخابية على حد قوله في صحف المشترك.
شحن خطابه الأخير بالمناطقية وتخلى، ليس فقط عن الوحدة العربية الإسلامية التي وعد بتحقيقها في برنامجه وإنما، عن الوحدة الوطنية وكل الناخبين ليقول أن النفط من حضرموت وحضرموت فقيرة !. وبهذا يكون قد قصر وعده بمحوالفقر والقضاء على البطالة في اليمن إلى التباكي على حضرموت، والوعد مجدداً بأن يجعل نفط حضرموت لحضرموت.. تلك التي لم تعرفه إلا اليوم منادياً بتمزيق أوصال اليمن.
خطاب بن شملان المناطقي هذا لن يدغدغ مشاعر أبناء حضرموت الذين عرفوا بحنكتهم وصعوبة استغفالهم؛ فأبناء حضرموت يؤمنون بوطن لا بمحافظة ويقولون مثل بقية إخوانهم اليمنيين نفط اليمن لليمن، وليس نفط حضرموت لحضرموت ولا نفط مأرب لمأرب.
إن أبواب التلفع بالانتماء المناطقي، التي أغلقها أبناء حضرموت في وجه شملان أثناء اللقاءات منتصف أغسطس وجعلته يخرج حانقاً من كل اجتماع، لن تفتحها دعوات ممجوجة للمناطقية في سبتمبر ولا بعد سبتمبر.
ولعل بن شملان هو الوحيد الأحق بالرثاء والمفلس حتى من كلمة طيبة.