أبو راس : ندرس خيارين حول انتخاب المحافظين
الثلاثاء, 17-أكتوبر-2006حاوره / يحيى علي نوري - تشهد اليمن بعد بضعة أشهر أول انتخابات للمحافظين ومديري المديريات في اطار التحولات الجديدة التي تشهدها على صعيد السلطة المحلية والمشاركة الشعبية الواسعة.
وهو تحول يصفه صادق أمين أبو راس وزير الادارة المحلية الأمين العام المساعد بالخطوة التاريخية التي تأتي معبرة عن حرص القيادة السياسية على تعزيز مسار السلطة المحلية، والمنسجمة مع جملة الاهداف والتطلعات المنشودة والتي حرص المؤتمر على تسطيرها في اطار برنامجه الانتخابي ويحاول اليوم الايفاء بها من خلال بلورتها الى الواقع العملي.
الوزير يتحدث في حوار نشرته "الميثاق" حول العديد من الموضوعات المرتبطة بهذا الجانب وكانت الحصيلة مفعمة بالتفاؤل الكبير لمستقبل السلطة المحلية وقدرتها على خوض تجربة جديدة تعد هي الرائدة في المنطقة العربية..
< وفي البداية تحدث الوزير - الأمين المساعد عن مدلولات هذه الخطوة قائلاً:
- بكل تأكيد ان انتقال السلطة المحلية الى مرحلة انتخاب المحافظين ومدراء عموم المديريات يمثل تحولاً كبيراً وغير عادي يعكس ايمان القيادة السياسية وعلى رأسها فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بأهمية تعزيز المشاركة الشعبية عن طريق المجالس المحلية المنتخبة وعلى كافة مستوىات العمل المحلي.
كما ان هذا التحول يأتي منسجماً مع جملة الاهداف التي خطط لها المؤتمر في اطار برنامجه الانتخابي للانتخابات الرئاسية والمحلية وهو البرنامج الذي منحه الشعب ثقته الغالية ومكن مرشحي المؤتمر وفرسانه الى المجالس المحلية من تحقيق فوز كبير.
أهداف طموحة
< اذاً ما طبيعة الاهداف التي ستتعاملون معها قريباً؟
- هذه الاهداف وكما كان هو معلن ترتكز في مجملها على ترسيخ وتعزيز التجربة المحلية في اطار من الاسس والقواعد العلمية سواء كان ذلك في مجال الادارة المحلية وتطويرها وتحديثها بما يمكنها من الايفاء بتنفيذ مختلف الخطط والبرامج المرسومة لها خدمة للمجتمعات المحلية وكذلك تهدف الى تعزيز مبدأ اللامركزية المالية والادارية والتي تمثل واحدة من المطالب المهمة التي تتطلبها عملية الانطلاق للعمل المحلي الى آفاق أكثر رحابة من خلال المزيد من الاهتمام بتعزيز المشاركة الشعبية وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية في صنع القرار بالاضافة الى ان اهدافنا ستركز بصورة قوية على جعل المواطن اليمني صاحب المصلحة الاولى في التنمية المحلية في موقع المسئولية المشتركة مع سائر الجهات المعنية لما لذلك من أهمية في توظيف مختلف الجهود باتجاه انجاح مهام ومسئوليات المجالس المنتخبة.
< اذاً النتائج التي تمخضت عنها المجالس المحلية والتي اعطت المؤتمر ومرشحيه نسبة كبيرة من النجاح هل نستطيع القول انها السبب الرئيس في التعجيل بعملية الانتخابات للمحافظين ومديري عموم المديريات؟
- المؤتمر الشعبي العام حرص مبكراً على التعاطي مع مختلف هذه المهام وكان له وكما سبق وان اشرت لك قد حرص على تضمين اهدافه هذه في برنامجه الانتخابي وهذا يعني ان هذا التوجه لم يكن مرهوناً بالنتائج التي ستتمخض عنها الانتخابات وانما كان معبراً عن مصداقية توجهه والحمد لله وجد المؤتمر الشعبي العام ومرشحيه الثقة الغالية وهو امر يجعل من مسئوليتنا اكبر من اي وقت مضى وعندما نجد المؤتمر يتعاطى بهذه السرعة مع مضامين برنامجه الانتخابي فانما يؤكد من خلال ذلك ايمانه باهمية الانتصار للمشاركة الشعبية وتعزيزها وجعلها قاعدة قوية وصلبة لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والمؤتمر ينطلق من كل ذلك وكما يعلم الجميع من خلال رصيده النضالي الكبير في مجال السلطة المحلية وهو رصيد يجعله اكثر قدرة على التعاطي مع كل جديد ومع كل تحديات تشهدها الحياة اليمنية.
مشروع للتعديلات
< نعود الى انتخاب المحافظين ومدراء المديريات.. هل تم تحديد سقف زمني لهذه العملية؟
- كما هو معلن ان هذه العملية ستجرى خلال الأشهر القليلة جداً القادمة.
< وهل هناك ترتيبات ينبغي عليكم القيام بها قبل ذلك؟
- بالطبع هناك مهام ومسئوليات تهدف الى ترتيب هذا الانتقال من خلال اعداد مشروع التعديلات التي يتطلبها قانون السلطة المحلية والمنظومة التشريعية للسلطة المحلية وهو أمر القيادة والحكومة توليه حالياً اهتماماً كبيراً من خلال لجنة متخصصة شكلها رئيس الجمهورية، تقوم بإعداد التعديلات في المطلوبة وبعدها تعرض هذه التعديلات على البرلمان تمهيداً لاجراء الانتخابات وذلك حسبما تنظمه اسسس وقواعد الدستور.
تعديلات موضوعية
< هذه التعديلات هل ستقتصر على الجانب الانتخابي للمحافظين ومديري المديريات في القانون ام ستشمل جوانب اخرى؟
- هناك لجنة تنظر باهتمام بالغ إلى جانب التعديلات وبالتأكيد ستتعاطى مع كافة النصوص التي شملها القانون والتي تتفق مع طبيعة هذا التحول المهم وتعمل بالتالي على احداث المزيد من تعزيز وتقوية بنوده لصالح السلطة المحلية.
خياران
< تساؤلات يطرحها البعض حول ما اذا كانت عملية انتخابات المحافظين ومدراء العموم ستتيح الفرصة للمحافظين والمدراء الحاليين بالمشاركة في هذه العملية؟
- الحكومة تحرص حالياً على اعداد آلية محكمة لتنظيم العملية الانتخابية وامام اللجنة المعنية العديد من الخيارات الموضوعية التي تخدم توجهات بلادنا في مجال السلطة المحلية ومن هذه الخيارات ان يكون انتخاب المحافظ ومدير المديرية من ضمن قوام الهيئة الناخبة في المحافظة وآخر يقول ان يتم انتخاب المحافظ من خارج الهيئة ونقصد بالهيئة هنا مجموعة الفائزين بمقاعد المجالس المحلية في المحافظات او المديريات شريطة ان يكون المحافظ من ابناء المحافظة ومسجلاً في الجدول الانتخابي فيها.
المؤتمر معني ببرنامجه
< وما رأيكم فيمن يطالب من المعارضة بوضع هذا الموضوع للنقاش؟
- المؤتمر يسلك طريقاً سليماً ومعنياً بتنفيذ كافة اهداف ومضامين برنامجه الانتخابي الذي حظى بثقة الناخبين على مستوى الساحة، واعتقد ان اي مطالب من هذا القبيل لاتعبر عن رؤىة ثاقبة للمستقبل واجد انها تعكس حالة من الارتهان للمصالح الحزبية الضيقة وحقيقة اننا ومع هذا التوجه الصادق والعظيم للمؤتمر كنا نتوقع ان يحظى بترحيب واسع من احزاب المعارضة خاصة وانه توجه يعكس الانتصار الحقيقي للمصلحة العليا للوطن التي يجب ان لا يعلو عليها اية مصلحة كانت.. ولكن اذا كانت هنالك آراء مفيدة فنرحب بها في اللجنة المشكَّلة، لكن ترحيباً من هذا القبيل لم نجده للاسف الشديد.
اسس وقواعد سليمة
< الآلية التي ستنظم العملية الانتخابية هل ستجعل العملية الانتخابية مشتركة بحيث تجمع كل اعضاء المحليات على مستوى المحافظات والمديريات لانتخاب المحافظين والمدراء؟
- الآلية في طور الاعداد وحتماً الاسس والقواعد التي سوف تستند عليها في تنظيم هذه العملية ستراعي جانب الترجمة الحقيقية لهذا التوجه وبما يتفق مع هذا الهدف الكبير، كما ان هذه العملية لابد ان تخضع لجوانب فنية تستفيد من كل تجاربنا الناجحة على هذا الصعيد.
قناعات المؤتمر
< ماذا تقولون لمن يردد ان هناك دائرة رفض كبيرة تم من خلالها مواجهة هذا التحول؟
- المؤتمر الشعبي العام وعبر مختلف هيئاته وتكويناته المختلفة وكما هو معروف يعيش الديمقراطية الداخلية التي تكفل في اطاره الرأي والرأي الآخر واي تباين في الآراء لايعدو كونه مجرد ممارسة ديمقراطية ولاتعكس من قريب او بعيد ما يروج له هؤلاء من وجود دائرة رفض واسعة ضد هذا التحول.
وأوكد هنا ان المؤتمر قد عبر عن قناعاته وتطلعاته المستقبلية في اطار برنامجه الانتخابي وبانه سوف يستمر وبخطوات واثقة باتجاه المستقبل الافضل من خلال بلورة اهدافه ومضامين برنامجه..
ممارسة ديمقراطية
< كانت اللجنة العامة برئاسة فخامة الاخ الرئيس قد اكدت وقبل الاعلان عن التحول الى انتخاب المحافظين على أهمية مواصلة المؤتمريين تسمية عناصرهم القيادية في المحليات عبر الاسلوب الديمقراطي.. ما الجديد على هذا الصعيد؟
- بالطبع المؤتمر يحرص من وقت لآخر على ان يقدم الأنموذج في الممارسة الديمقراطية وهو اكثر حرصاً على جعل اعضائه في المحليات على ان يواصلوا اسلوبهم الديمقراطي بنفس الطريقة التي سموا من خلالها كمرشحين له في الانتخابات المحلية.. وفي ذلك نجد ضمانة حقيقية لجعل النشاط المؤتمري المستقبلي اكثر قوة وتألقاً وابداعاً..
شعبية الرئيس
< بالعودة الى النجاح الذي تحقق لمرشحي المؤتمر للمحليات.. في نظركم ما أبرز عوامل هذا النجاح؟
- لاريب ان هناك عوامل عدة كان لها ان عملت على تحقيق هذا النجاح وبالصورة المشرفة والتي تتفق مع حجم ومكانة المؤتمر الشعبي العام.
ولعل ابرز هذه العوامل تتمثل في مدى الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام، حيث ساهمت هذه الشعبية وبنسبة كبيرة في تحقيق هذا النجاح بالاضافة الى العديد من العوامل الاخرى والتي منها عملية اعادة الهيكلة التنظيمية للمؤتمر والتي كان لها ان تعاطت مع مختلف التكونيات المؤتمرية ابتداءً من الجماعات والمراكز التنظيمية القاعدية والتي كان لاعادة هيكلتها اثره الكبير في جعل النشاط المؤتمري الميداني أكثر حيوية ونشاطاً في التعامل مع كافة جوانب العملية الانتخابية وهو الأمر الذي جعل كوادر المؤتمر وبما تتمتع به من لامركزية تنظيمية تقوم بأدوارها على خير وجه.. وهذا العامل المهم من عوامل النجاح قد يعطيها نسبة ٥٢٪ من تحقيق هذا النجاح.
اما الـ٥٢٪ المتبقية فتكمن في العديد من العوامل الاخرى مثل حجم ومكانة المؤتمر الشعبي العام وحجم انجازاته على صعيد التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومضامين برنامجه الانتخابي وبما تضمنه- كما سبق الاشارة من اهداف طموحة.
بالاضافة الى الممارسة الديمقراطية الداخلية التي كان لها ان جعلت تسمية مرشحي المؤتمر للمحليات تتم في اطار من الممارسة الديمقراطية وكلها عوامل لاشك كان لها الاثر الكبير في تحقيق النجاح الكبير لتنظيمنا في المحليات.
لا تعديل في نظم المؤتمر
< باعتباركم أميناً عاماً مساعداً للشئون التنظيمية.. نسأل ان كانت التعديلات التي سوف تطرأ على قانون السلطة المحلية تتطلب اجراء تعديلات في نظم المؤتمر الداخلية.؟
- لا أرى هنا مايستدعي لاجراء مثل هذه التعديلات في لوائح ونظم المؤتمر إلاّ اذا كان هناك تعديلات دستورية تتعلق بالفترات الزمنية لفترة رئيس الجمهورية او مجلس النواب وهي فترات تم اعداد النظام الداخلي على ضوءها.
تعديلات دستورية
< اذاً هل نتوقع اجراء تعديلات دستورية في القريب؟
- لا استطيع ان اجزم بذلك وكل شيء سيتضح بشكل اكبر عندما يتم اعداد الجدول الزمني لتنفيذ ما حمله برنامج الاخ الرئيس من اهداف ومضامين.
خطط وبرامج
< يرى البعض ان التعديلات في قانون السلطة المحلية من شأنها ان تحدث تغييراً على مستوى مهام ومسئوليات وزارة الادارة المحلية وحتى على تسمية الوزارة ما تعليقكم؟
- وزارة الادارة المحلية ستظل تسميتها هذه ومهامها ومسئولياتها التي حددها القانون ولوائحه اما بالنسبة للجديد فقد يكون مرتبط بالخطط والبرامج المستقبلية من حيث كونها ستكون اكثر طموحاً واستيعاباً لمتطلبات المجتمع المحلي.
صلاحيات واسعة
< وماذا عن الصلاحيات التي سيتم نقلها للمحليات؟
- الصلاحيات عديدة وستمثل جميعها فتحاً جديداً على مستوى العمل المحلي في بلادنا بما يعمل على تحقيق كافة الاهداف والتطلعات المنشودة.
< وماذا تقولون عن التقسيم الاداري للجمهورية؟
- ايضاً هذا موضوع عبر عنه البرنامج الانتخابي للمؤتمر وسيتم التعاطي معه في اطار الجدول الزمني لتنفيذ برنامج الرئيس، وقدم ضمن مهام الوزارة التنفيذي لبرنامج الأخ الرئيس الانتخابي وبرنامج السلطة المحلية وسوف يستغرق هذا حوالي عام ونصف.
مهام كبيرة
< حسب اجراء مجلس الوزراء القاضي بتكليف الوزارات بتشكيل لجان لتنفيذ برنامج الرئيس.. ما الذي ستعمله وزارة الادارة المحلية؟
- وزارة الادارة المحلية شأنها في ذلك شأن كل الوزارات وهي بذلك تتطلع الى تحقيق اعلى درجات النجاح في تحقيق كافة المهام والمسئوليات المناطة بها وبما يساعد على تعزيز العمل المحلي في اطار من التعاون والتناغم من قبل كافة الجهات المعنية مع الوزارة.
< على ضوء كل هذه المتغيرات كيف تنظرون لمشاكل المجالس المحلية العالقة والتي وقفت امامها مؤتمراتها السنوية واصدرت ازائها العديد من التوصيات والقرارات؟
- استطيع القول ان مستقبل العمل المحلي سيكون أكثر قوة وحركة وفاعلية واكثر من اي وقت مضى ذلك ان المؤتمر وبفضل التوجهات الحكيمة لقائد المسيرة فخامة الاخ علي عبدالله صالح حرص كل الحرص على تحقيق نجاحات كبيرة للتنمية المحلية من خلال التنفيذ العملي لقانون السلطة المحلية ومبعث تفاؤلي هذا لأن المؤتمر يمتلك الرصيد الكبير وممارسته على مدى تاريخه في مجال السلطة المحلية اضافة الى ان عناصره التي ستتعاطى في المستقبل القريب مع العمل المحلي تعد من العناصر الكفوءة والمدربة وهو ما يجعل من الادارة المحلية امام مهارات وكفاءات قادرة على جعلها وتمكينها من بلورة اهدافها الآنية والمستقبلية على الواقع.