عيد المنجزات
الإثنين, 21-مايو-2007بقلم :عبدربه منصور هادي-نائب رئيس الجمهورية- رئيس اللجنة العليا للاحتفالات - «يجب ان لا نتفرج على الدولة او الحكومة، بل يجب ان تتضافر جهود كل المخلصين في القطاعات الخاص والمختلط والعام، يجب تكاتف كل الجهود الرسمية والشعبية للقضاء على الفقر».
بهذه الكلمات الوضاءة المحددة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح تتضح الرؤية لمسار الاتجاه نحو نماء اليمن وانطلاقتها الجادة لاستثمار الطاقات والقدرات وتوجيهها الى مسارب الاثمار والفاعلية والعطاءات الملموسة التي تسهم في تحقيق التنمية في اكثر من مجال.
وفي هذا المضمار يأتي قول فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ليؤكد على اهمية العمل والفعل والنشاطات المجسدة على ارض الواقع: «دعوا الكلام الفارغ ولا تستمعوا الى الكلام البيزنطي الذي يحقد على كل شيء.. دعوا من يقومون بذلك على جنب، ولنتجه نحو العمل والابداع والانتاج.. شعبنا نفض عن كاهله غبار الامامة الكهنوتية المتخلفة ، فهذا جيل سبتمبر واكتوبر والـ 22من مايو.. هذا الجيل الذي دافع عن الثورة والجمهورية والوحدة والحرية والديمقراطية ولم تعد اصوات الخفافيش تضر بمجتمعنا، فلتخرس السنتهم وليموتوا بغيظهم امام منجزات الثورة، فلتخرس تلك الألسنة وتلك السموم الحاقدة والنبرات الكريهة».
نعم .. فلتخرس ألسنة السموم.. وهي ترى على امتداد الارض والانسان اليمني ثماراً أينعت، ومنجزات تتحقق.. ففي كل عيد وطني يحتفي به الشعب ويسعد به تنشأ وتبنى وتؤسس مئات المشروعات الخدمية والانمائية والاستراتيجية من طرقات ومدارس وجامعات ومعاهد وكليات مهنية وفنية، وخدمات اتصالات ، ومستشفيات ومراكز صحية..وسدود وحواجز مائية واستصلاح اراضٍ زراعية جديدة.. مناشط اقتصادية وانمائىة مقدر لها ان تحدث نقلة نوعية متقدمة في حياة المجتمع، وجهود مثمرة ستوفر بنى اساسية ايجابية لاستمرار وديمومة الأعمال المنتجة التي تصب بمجملها في مصلحة السواد الاعظم من ابناء الشعب في مختلف المحافظات.. هي اعمال خيرة وعطاءات سخية تتولاها الشرائح الاجتماعية، وهي اعمال خيرة تصر على ان تبقى شيئاً اصيلاً، وسمة ايجابية تتجه نحو منحى الاعمال الملموسة التي تخدم وتنمي من امكانات البلاد على اكثر من صعيد ، واكثر من اتجاه .. هي اذن منطلقات النماء يقودها ويوجهها رمز وطني كبير وقائد آمن بشعب أصيل، وراهن عليه في تحقيق اهداف وآمال عظيمة انتقلت باليمن من مراحل الابطاء والهامشية وعدم الفاعلية، الى مرحلة الانجاز والعطاء والاثمار والبناء وتخليق المشروعات العملاقة التي ستبقى شاهدة قوية على ما انجز ، متجاوزة الافتئات والانتقاص لخفافيش المراحل المهترئة من المتقولين المهزوزين ، الذين لا مشروع لهم غير التقولات المريضة والافتراء البغيض.
ومن إب، التاريخ والانتماء، إب العطاء والنماء، يشمخ التاريخ اليمني المعاصر ويمد بصره الى افق المستقبل بثقة المقتدر ، وبدراية الخبير المدرك ليراه اكثر زهواً واكثر اشراقاً، كون هذه الرؤية تنطلق من ارقام ومؤشرات ملموسة من الانجازات والعمل .. مئات المشروعات الخدمية والانمائية تتحدث عن نفسها وتعايش المواطن، ويلمسها بنفسه ولا يحتاج الى من يدله عليها .. فمئات الكيلومترات من الطرق المسفلتة التي روضت الجبال ، وسايرت الوديان، واخترقت الصحارى تمتد على طول الارض، ربطت بين المناطق، وسهلت حركات اقتصادية وتجارية في الريف والمدن، ورفعت عن كاهل المواطن اعباء عديدة ، ومكنته من نقل خيرات الارض ومتطلبات المجتمع بين المدن والارياف وعملت هذه الطرق على خفض كلفة السلع والمنتجات..
وقد ارتفعت على طول الارض عشرات من مشروعات التعليم والاتصال والمياه والصحة وعززت من ثقة الناس بما تخطط له القيادة السياسية والحكومة، اذ تجسد اثر الاعمال المنجزة مفاهيم ارتباط المواطنين بقيادتهم وتوطيد العلاقة الطيبة الكريمة القائمة وتلك هي المشروعية الحقيقية لوطن الثاني والعشرين من مايو التي تقوم على بناء الانسان وتهيئة البيئة الملائمة لنشاطاته ونمائه، فالافعال هي التي تجسد الاقوال.. وما وعد به فخامة الرئىس علي عبدالله صالح ابناء الشعب يتحقق ويتجسد في كل منطقة اعمالاً ومشروعات.
وها هو العيد الوطني السابع عشر للجمهورية اليمنية ينشر علينا مباهجه وتحتشد الامة للاحتفاء به بافتتاح مشروعات، وباعلان مشروعات جديدة، وهو تقليد سنوي مميز يحمل في طياته وملامحه العامة سمات الثاني والعشرين من مايو .. وهنا تكمن الدلالة حيث يرتبط مايو بالانجاز.. بالمشروعات المحققة ، وبالآمال في تطلعات المستقبل، حتى ثبت وترسخ في ذهن وذاكرة الشعب هذا المفهوم اليوم وعلى امتداد اليمن ينتصب 2.258 مشروعاً سيتم افتتاحها في الثاني والعشرين من مايو العام 2007م في مختلف المحافظات وهي مشروعات في الزراعة والري والاسماك والصناعة والتجارة والكهرباء، والمياه، والبيئة ، والنفط والمعادن، والطرق، والنقل ، والاتصالات، والتعليم العالي والبحث العلمي ، والصحة والتربية والتعليم والثقافة والاستثمار، والاعلام، والشباب والرياضة والادارة المحلية ، والمصارف ، والعدل والقضاء، والاوقاف.
وبلغت تكلفة هذه المشروعات 184.008.998.000 ريال، اما المشروعات التي ستنفذ خلال المرحلة القادمة وتم وضع حجر الاساس لها فقد بلغ عددها 1.422 مشروعاً في مجالات خدمية وانمائية مختلفة بتكلفة تقديرية 242.978.060.000 ريال.
كل شيء مدروس ومخطط له، ومحدد له آلياته.. وفي هذا المشهد التنموي والحضاري لا سبيل للارتجالية وكل انجاز فيه يحقق نقلة نوعية متقدمة في حياة الناس، وينمي من امكاناتهم المعيشية، ويوسع من القدرات الوطنية لليمن، ويفتح لها آفاقاً رحبة من الشموخ والحضور في المحيط الاقليمي والدولي.
اليمن اليوم.. رقم مهم في محيطها الدولي وهذا نابع من داخلها القوي المتماسك ومما تنجزه من استحقاقات التنمية وبناء الانسان في الداخل ومن علاقاتها المتميزة مع الخارج.
مرحى عيد الأعياد.. مرحى العيد الوطني السابع عشر للجمهورية اليمنية.. وبوركت يا قائد النهوض التنموي لليمن.