جهود الأمن وفرقعات العناوين
الأحد, 07-ديسمبر-2003المؤتمر نت - عندما عين وزيراً للداخلية في حكومة باجمال الأولى لم يكن الدكتور رشاد العليمي يحتاج لأكثر من هذه الفرصة لإثبات أن بوسع الأكاديمي أن يصبح رجل دولة من الطراز الناجح بامتياز.
وخلال فترة ولايته -التي لم تتجاوز الثلاث سنوات- شهدت البلاد أحداثاً أمنية جساماً، وأمكن التغلب عليها بصمت وهدوء شديدين، وعلى نحو موازٍ كانت هناك تطورات تتزايد على أنساق تحديثية تشتمل رجل الأمن وخدمته الإنسانية مرتفعة الأهمية.
ولكن ما يبدو أنه مصدر إزعاج لجهود الوزير أن هناك أصواتاً إعلامية تغريها عناوين البارود والعنف في منافسات السبق الصحفي فتقع في محذور رسم صورة لليمن على غير ما هو عليه بكل تأكيد .وبالنسبة إلى بلد كاليمن تكالبت عليه مخالب الإرهاب وأنياب المؤامرات الخارجية ؛فإن خسائره كانت عالية ،وسدد فواتيرها من قوت أبنائه. ولكن رغم كل ذلك فإن الجهود الأمنية التي آزرتها حكمة بالغة الجدوى قد أثمرت طوق نجاة.
إن الحديث عن مكافحة الإرهاب الآن أصبح مطبوعابعناوين غير محلية، وهو يتم، وحسب، من قبيل الشراكة والتعاون الدولي، ومن منطلق اتفاقيات ثنائية. بكلمة أخرى لقد خرج اليمن من عنق الزجاجة الناسفة بهدوء وبعنفوان أيضاً.
حسناً لقد أصبح الاستقرار شائعاً في كافة الربوع اليمنية غير أن التأثيرات التي خلفتها أحداث "كول" و"ليمبرج" وأبين على ضفة الاقتصاد (سياحة واستثمار) ما تزال تحتاج إلى جهد كبير ووقت طويل حتى يتم مسحها.
ولعل ما يبدو لافتاً أن حركة رد الاعتبار للسياحة لا تتناسب مع واقع الوضع المستقر الذي بات عليه الوضع الآن.
ولا شك أن اللواء د/ رشاد العليمي لم يستخدم ثعبان موسى ولا عصاه السحرية، ولكن عندما تعلو الهمم تتحقق الغايات؛ وهو أمر يستطيعه الآخرون، إن هم جدُّوا إلى ذلك.