الديمقراطية والعبور إلى الشرق
الأحد, 11-يناير-2004 -
يلتئم اليوم في صنعاء مؤتمر يناقش الديمقراطية وحقوق الإنسان ودور المحكمة الجنائية الدولية بمشاركة دولية واسعة تعكس الانفتاح المتزايد على أهم قضية إنسانية وأنبل مبدأ من المبادئ التي ناضل الإنسان خلال تاريخ تطوره لإيجاد تسوية لائقة بين بنيه.
ويوما عن يوم ظلت شجرة الديمقراطية تكبر باستمرار تفيء بظلها الوارف على البشر فيما كان هناك في الضفة المقابلة مثلثة الحقوق المتناقصة، تزداد تناقصا وتراجعا حتى استعصي على الديمقراطية- تلك الرؤيا الإنسانية السامية- عبور بوابة شرقنا المثقل بالشمولية, والقمع وخنق الحريات، ومثلما كانت اليمن الشمعة الوحيدة في تلك الصحراء العربية المظلمة بالتشرذم , والكبت، فإنها كما حققت وحدتها المباركة لتوقظ الأمل مجددا في النفوس، أينعت أزهارا وثمارا، رديفة ورافدة لآمال الأمة بالانطلاق صوب الحداثة في الحرية والديمقراطية، وضربت المثل بإمكان أن ترتفع خفاقة للديمقراطية في سماء هذا الشرق.
اليوم تحتضن صنعاء أنبل حدث إنساني وقبله انعقد حدث مماثل فيها هو ملتقى الديمقراطيات الناشئة وبذلك استطعنا أن نثبت للعالم أن اليمن بلد يمكن أن يصبح قدوة ونقطة انطلاق، نحو الديمقراطية وحقوق الإنسان، بعد أثبت خلال تجربته القصيرة نجاحا اكسبه احترام العالم و إعجاب الشعوب.
إن اختيار صنعاء لهذا الحدث الهام هو بمثابة تكريم مباشر للخطوات التي قطعها اليمن في طريق الديمقراطية والتحرر من أفكار الشمولية ونزعات القمع والكبت.